تويت
أنجز اللوحات الجدارية لأنفاق كورنيش أبو ظبي
الفنان المغترب: "سميح دليقان" لـموقع "المفتاح":
الفسيفساء من الفنون البصرية العليا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــ
ـــــــ
ــــ
تنوعت الفنون البصرية عالمياً، وحظيت على اختلافها بشهرة واسعة وعلى رأسها الفسيفساء وهنا محط بحثنا، فهذا الفن يرتكز على تركيب وتطبيق ورصف القطع الصغيرة بدقة متناهية من حجر ورخام و زجاج وخامات أخرى، وهو العائد في بعده الزمني إلى العصور القديمة، ولإلقاء الضوء على مراحل تاريخيه... موقع "المفتاح" زار الفنان التشكيلي المغترب "سميح دليقان" المختص بفن الفسيفساء الحديثة في معهد "فيليب العربي بمدينة "شهبا ـ السويداء" وكان الحوار التالي:
* هل لك أن تطلعنا على بداياتك مع فن الفسيفساء؟
** بدأت بأعمال الفسيفساء في العام 1986. وقد شاركت في أنجاز لوحات كبيرة مع مجموعة من الفنانين في قصر "الشعب" بدمشق، وصرح «الجندي المجهول» في جبل "قاسيون"، واستمرت أعمالي حتى العام 1997. حيث انتقلت إلى الخليج العربي، وهناك بدأت مرحلة جديدة من العمل... فتم أنجاز لوحات الفسيفساء الموجودة على الجدران الداخلية لأنفاق كورنيش أبو ظبي، والعديد من القصور والمنشآت السياحية الأخرى.
*مراحل تطور الفسيفساء في التاريخ
** تمهيداً لكلمة الفسيفساء حسب دراساتي اللغوية... توصلت إلى أنها كلمة مستقاة من اللغة اليونانية، وتعني جمع الأجزاء الصغيرة المكعبة بألوان مختلفة لتغطي مساحات معينة تشكل بعد إكمالها مناظراً طبيعية أو بشرية أو أشكال أخرى، ويمكن أن تكون أجزاء اللوحة من الرخام أو الصدف أو الخشب أو الزجاج أومادة استانلس استيل أو الكريستال أو الأحجار الكريمة.
وتطور الفسيفساء حديثاً ليأخذ أشكال أخرى دائرية أو سداسية أو مستطيلة أو أشكال معينة أخرى... لتعطي نفس النتيجة السابقة، ويتم تثبتها على الحوامل جداراً كان أم خشباً... بلواصق مناسبة.
وأما أصل هذا الفن فيعود إلى عصور ما قبل التاريخ، فقد وجد في العصر الحجري عضام أسنان مرصوفة على جدران الكهوف، لتشكل دلالات أو توضيحاً لمشاهد حياتية ما، وفي عهد آخر وجدت الحلي التي تلبس في الحفلات مرصوفة على جبين الموتى في توابيتهم، ووجد في بلاد الرافدين في العصر البابلي أشكال هندسية مخروطية مزخرفة مكملة للعمران مصنوعة من الطين وملونة بالأسود والأحمر والأبيض، وهناك أكثر من شاهد على تطور الفسيفساء في ذاك العصر، مثل: بوابة "عشتار" التي لونت أحجارها بالأصفر والأحمر.
وعرف الفراعنة هذا الفن، ولاسيما من الأسرة الأولى والثانية حيث اكتشف في بعض أوابدهم الأثرية زخارف رائعة منقوشة على خشب "الأبونوس" مطعمة بالعظم والعاج والذهب والصدف.
كما وجد في الحضارة الرومانية أعمالاً فسيفسائية أخرى مصنوعة من أحجار الرخام الملونة، منها اللوحات الموجودة في متحف "شهبا" الوطني، وعثر أيضاً على لوحة صغيرة الحجم تتألف من 50 قطعة رخامية في كل سنتيمتر للمربع الواحد، وهنا يجدر القول: أن العصر الروماني يعد العصر الذهبي لتطور وتنامي فن الفسيفساء.
وازدهرت في العصر الإسلامي الفسيفساء الزجاجية،ونجد شواهد كثيرة على ازدهارها، مثل: الجامع الأموي في "دمشق" والمسجد الأقصى في "القدس". فيما بعد تابع هذا الفن تطوره بمادته الزجاجية خلال العصر البيزنطي حيث زينت به كنائس في أوروبا، مثل: كنيسة "آيا صوفيا" وغيرها، وتطور حديثاً في مدينة روما وميلانو. ثم انتشر في كافة أوروبا والعالم بأسره، والآن أضحى تناميه موازياً للتطور والتكنولوجيا.
* كيف برايك يتنامى الحس الجمالي لدى الإنسان؟
** الحس الجمالي مرتهن بالمشاهدات البصرية، ويتنامى من خلال محاكاة الطبيعة، والمحاولة الجادة في إعادة صياغة تلك المشاهدات من رسم للمشهد الطبيعي أو الإنساني بأسلوب فطري نقي، فكانت الرسومات الأولى على جدران الكهوف والمعابد خير دليل على تنامي الحس الجمالي قديماً... والفسيفساء هي الجانب الأهم من تلك المرحلة.
ومن الجدير بالذكر: أن الفنان يتقن التشريح والتصوير، وتطبيق الأعمال الفسيفسائية بجميع موادها، وقد برع في تصوير البورتريه ـ تصوير الوجوه، وأنجز أعمال كثيرة لكبار الشخصيات الهامة في العالم العربي والعالم من ملوك وأمراء وقادة وراحلون وفنانون، وقد أقام خلال وجوده في مدينة "شهبا" مركز أكاديمي لتعليم وتدريب فن الفسيفساء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــ
ـــــــ
ــــ
** مختارات من روائع أعماله...
** صورة تطبيقية لقائد الثورة السورية الكبرى: "سلطان الأطرش"
** في مركز فيليب العربي للفسيفساء
** في مركز أبو ظبي
** مشروع أنفاق كورنيش أبو ظبي
** صورة بانورامية للأنفاق
** من اللوحات الجدارية داخل الأنفاق مشهد: غزلان
** من اللوحات الجدارية داخل الأنفاق مشهد: قوارب
** لوحة تطبيقية لفنان عالمي
** سجادة فارسية
«الفنان المغترب "سميح دليقان": الفسيفساء من الفنون البصرية العليا» دمشق ـ السويداء ـ علاء الجمّال
تعليق