نبذة عن حياة الشاعر عمر أبو ريشة
شاعر سوري يعد أحد الرواد الراسخين لتيار الكلاسيكية العربية الجديدة في الغزل والوطنيات والطبيعة . ولد عام 1908 وتوفي في 15 يونيو 1990 نشأ في عكا وفيها تلقى تعليمه الأولي لينتقل بعدها إلى حلب فإلى الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1924 حيث تفتحت للشاعر آفاق الاختبارات والتفاعلات الانسانية والسياسية والابداعية وهمومها وفي شكل خاص القضايا الوطنية والنضالية واشكاليات الظلم والطغيان من ناحية وحضور المرأة كحلم يسفر وجهه وكشغف يضج في لا وعي الشاعر وأحاسيسه الملموسة ويكسر حدة المسافة بين القلب وجرحه من ناحية ثانية حيث يرتمي الاطار الطبيعي ليحتضن هذين الموضوعين اللذين فتنا أبوريشة وتحكما في مفاتيح اللعبة الشعرية وأسرارها لديه وبات الاستسلام لهما بمثابة الانحياز إلى حالة النبع في تفجره اللانهائي وانسيابه اللاوعي الهادئ والصاخب نحو غايته الأدبية . وفي الجامعة الأمريكية وبعدها في لندن وباريس ثم في بلاده والدول العربية يغوص أبو ريشة في هذين الهاجسين متلمساً دورهما في تفجير مكامن الابداع والريادة واتاحة الفرصة لنسج اللغة التي تمكن العصر وانسانه ولترسيخ الاتصال الحميمي بين الشعر والانسان من خلال فهم الحركة الداخلية للابداع الأدبي ومواجهة التحدي الذي تفرضه اللغة المعاصرة لمعالجة الموقف الانساني في مختلف ظروفه . وفي توجهه الشعري انطلق أبوريشة في البدايات متأثراً بالشعر التقليدي الذي ينسج على منوال القديم والتراثي في صوغ الألفاظ القاموسية والأخذ بتراكيب القدماء وصورهم مأخوذاً بالجمالية الكلاسيكية للغة وبالإرث الشعري لكبار الشعراء العباسيين الذين تأثروا بتوجهاتهم . وفي هذا الصدد يقول أبو ريشة " وإني وإن استفدت شيئاً من هؤلاء فإنما استفدت اللغة والتراكيب أما الفكرة الشعرية فقد خبا دونها خيالهم الكسيح .. سئمت هذا الشعر وهذه الزمرة من الشعراء " . وهكذا فإن انصراف أبو ريشة إلى هذا الإرث لم يشغله عن مسألة العصر وهمومه الخاصة والعامة والتفتيش عن لغة تحفظ للقديم بنيته الكلاسيكية وتنطلق في رومانسية رهيفة مشبعة بالرنين الحزين والنبرة الباكية متأثراً بخصوصيات الشعر المهجري حيث الحضور الفادح لعبارات السعير واللظى وتباريح الهوى والدمع والقلب والغصة والأنين والموت ومجمل عناصر المعجم الطبيعي . وللشاعر أبوريشة العديد من الأعمال الأدبية حيث كانت باكورة أعماله مسرحية شعرية بعنوان " ذوي قار " إضافة إلى مسرحية شعرية بعنوان " الطرفان " وأخرى بعنوان " سمير أمين " وملحمة كبرى عن أمجاد العرب إضافة إلى العديد من المؤلفات والدواوين الأخرى
تعليق