إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نبذة عن حياة الشاعر أبن الرومي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نبذة عن حياة الشاعر أبن الرومي


    نبذة عن حياة الشاعر أبن الرومي

    هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي، ولد ببغداد سنة 221هـ ونشأ بها، حيث تلقى دروسه على يدي محمد بن حبيب. نظم الشعر في فترة مبكرة من حياته. كان حاد المزاج متطيراً واسع الثقافة وكان أشعر أهل زمانه بعد البحتري وأكثرهم شعراً وأحسنهم أوصافاً وأبلغهم هجاء وأوسعهم افتناناً في سائر أجناس الشعر وضروب قوافيه، يركب منه ما يصعب على غيره، ويلزم نفسه ما لا يلزمه. وشفف بالتوليد في معانيه فطالت قصائده وجاءت ـ لتأثره بالمنطق ـ مترابطة ذات وحدة موضوعية، وإن مالت إلى النثرية لولا براعته في التصوير واعتماده على التشخيص والحركة والتلوين وعنايته بموسيقاه وقوافيه التي جاء ببعضها من حروف مهجورة، فمهد للمعري في لزومياته. وقد برع في الهجاء، وعمد فيه إلى التصوير الساخر.
    ـ قال المرزباني: ((لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه ولذلك قلت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء))، وقال ابن خلكان في وصفه: ((الشاعر المشهور صاحب النظم العجيب والتوليد الغريب، يغوص على المعاني النادرة فيستخرجها من مكانها ويبرزها في أحسن صورة ولا يترك المعنى حتى يستوفيه إلى آخره ولا يبقي فيه بقية)).
    ـ وقد امتاز في وصف الطبيعة والرثاء، وذكر الوطن في شعره مما جعله يتفوق على كل من قال شعراً في الوطن، ومن أشهر أبياته في ذلك:
    ولي وطن آليت ألا أبيعه
    وألا أرى غيري له الدهر مالكا
    ـ ويرجع الدارسون ظاهرة التشاؤم السائدة في شعره إلى طبيعة مزاجه وفقدان أولاده وزوجه وكرهه للناس. وقد توفي عام 283 هجرية (896م) ويقال إن وزير المعتضد القاسم بن عبيد الله كان يخاف من هجائه فدس له طعاماً مسموماً فمات.
    ـ له ديوان شعر مطبوع في ستة مجلدات حققه الدكتور حسين نصار وطبعه مركز تحقيق التراث بالهيئة المصرية العامة للكتاب.

    قال يرثي ابنه:
    بكاؤكما يَشفي وإن كان لا يُجدي
    فجودا فقد أودى نظيرُكُما عندي
    بُنيَّ الذي أهدَتهُ كفّاي للثرى
    فيا عزة المُهدَى ويا حسرة المَهدي
    ألا قاتل الله المنايا ورَميَها
    من القوم حبّاتِ القلوب على عَمد
    توخَّى حِمام الموت أوسط صبيتي
    فللّه كيف اختار واسطة العِقد؟
    على حينَ شِمتُ الخير من لمحاتِهِ
    وآنستُ من أفعاله آية الرشد
    طواه الردى عني فَأضحى مزاره
    بعيداً على قربٍ قريباً على بعد
    لقد أنجَزَت فيه المنايا وعيدَها
    وأخلَفَتِ الآمال ما كان من وعد
    لقد قلّ بين المهد والحد لُبثُهُ
    فلم يَنسَ عهدَ المهد إذ ضُمّ في اللحد
    تَنَغَّص قبل الرِّيُّ ماءُ حياتِهِ
    وفُجِّع منه بالعذوبة والبرد
    ألحَّ عليه النزف حتى أحالَهُ
    إلى صفرة الجاديِّ عن حمرة الورد
    وظلَّ على الأيدي تَساقَطُ نَفسُهُ
    ويذوي كما يذوي القضيب من الرّند
    فيالكِ من نفسٍ تَساقَطُ أنفساً
    تَساقُطَ درٌّ من نظامٍِ بلا عِقدِ
    عجبتُ لقلبي كيف لم ينفطر له
    ولو أنه أقسى من الحجر الصَّلد
    بودِّي أني كنت قُدِّمتُ قبلَهُ
    وأنّ المنايا دونه صَمدَت صَمدي
    ولكنّ ربي شاء غير مشيئتي
    وللرب إمضاءُ المشيئة لا العبد
    وما سرَّني أن بعتُه بثوابِهِ
    ولو أنه التخليد في جنة الخلد
    ولا بعتُهُ طوعاً ولكن غُصِبتُهُ
    وليس على ظلم الحوادث من مُعدي
    وإني وإن مُتِّعتُ بابنيَّ بعده
    لَذاكِرُهُ ما حنّتِ النِّيَبُ في نجد
    وأولادنا مثل الجوارح أيها
    فقدناه كان الفاجعَ البَيِّنَ الفَقد
    لكلٌّ مكانٌ لا يَسُدُّ اختلالَهُ
    مكانُ أخيه في جَزوعٍ ولا جَلد
    هل العينُ بعد السمع تكفي مكانَهُ
    أم السمعُ بعد العين يهدي كما تَهدي؟
    لعمري: لقد حالت بيَ الحالُ بعده
    فياليت شعري كيف حالت به بَعدي؟
    ثكِلتُ سروري كلّه إذ ثَكلتٍه
    وأصبحتُ في لذات عيشي أخا زهد
    أريحانةَ العينين والأنف والحشا:
    ألا ليت شعري هل تغيرتَ عن عهدي
    سأسقيك ماء العين ما أسعَدَت به
    وإن كانت السُّقيا من الدمع لا تُجدي
    أعينيَّ جودا لي فقدا جُدتُ للثّرى
    بأنفَسَ مما تُسألان من الرِّفد
    أعينيَّ: إن لا تُسعداني أَلُمكُما
    وإن تُسعداني اليوم تستوجبا حمدي
    عذرتُكُما لو تُشغَلان عن البكا
    بنومٍ، وما نوم الشجيّ أخي الجهد؟!
    أقُرَّة عيني: قد أطلْتَ بُكاءها
    وغادَرتَها أقذى من الأعين الرُّمد
    أقرة عيني: لو فدى الحيُّ ميِّتاً
    فديتُكَ بالحوباء أوّلَ من يَفدي
    كأنيَ ما استمتعتُ منك بنظرةٍ
    ولا قُبلةٌ أحلى مذاقاً من الشّهد
    كأنيَ ما استمتعتُ منك بضمَّةٍ
    ولا شمّةٍ في ملعبٍ لك أو مَهد
    أُلام لما أُبدي عليك من الأسى
    وإني لأُخفي منه أضعاف ما أُبدي
    محمّدُ: ما شيء تُوُهِّمِ سَلوةً
    لقلبيَ إلا زاد قلبي من الوَجد
    أرى أخَوَيكَ الباقيينِ فإنما
    يكونان للأحزان أورى من الزند
    إذا لعبا في ملعبٍ لك لذّعا
    فؤادي بمثل النار عن غير ما قصد
    فما فيهما لي سَلوةٌ بل حزازةٌ
    يَهيجانِها دوني وأشقى بها وحدي
    وأنتَ وإن أُفردتَ في دار وحشةٍ
    فإني بدار الأُنس في وحشة الفرد
    أودُّ إذا ما الموتُ أوفَدَ معشراً
    إلى عسكر الأموات أني من الوفد
    ومَن كان يستهدي حبيباً هديةً
    فطيفُ خيالٍ منك في النوم أستهدي
    عليك سلام الله مني تحيةً
    ومن كل غيثٍ صادق البرق والرعد
    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

  • #2
    رد: نبذة عن حياة الشاعر أبن الرومي

    قصيدة (كفـى بالشيـب )


    ابن الرومي



    كفـى بالشيـب من نـاهٍ مطـاعِ
    علـى كَـرهٍ ومن داع مـجـاب

    حططت إلى النهى رحلـي وكلَّـت
    مطيَّـة باطلــي بعـد الهبــاب

    وقلـتُ مسلِّمـاً للسيـب : أهـلاً
    بـهادي المخطئيـن إلى الصـواب

    ألسـت مبشِّـري فـي كل يـوم
    بوشـك ترحّلـي إثـر الشّبـاب

    لقـد بشَّرتنـي بلحـاق مـاض
    أحـبَّ إليَّ مـن بـرد الشَّـراب

    فلسـت مسمِّيـاً بشـراك نعْيـاً
    وإن أوعدت نفسـي بالذهــاب

    لك البشرى وما بشـراك عنـدي
    سـوى ترقيع وهيـك بالخطـاب

    وأنت وإن فتكت بـحبِّ نفسـي
    وصاحب لذَّتـي دون الصِّحـاب

    فقد أعتبتنـي ، وأمـتَّ حقـدي
    بِحَثِّـك خلفـهُ عَجِـلاً رِكابـي

    إذا الـحقتنـي بشقيـق عيشتـي
    فقـد وفَّيتنـي فيـه ثـوابــي

    وحسبـي من ثوابـي فيـه أنـي
    وإيَّـاه نـثـوب إلـى مــآب

    لعمـرك ما الحيـاة لكـل حـيٍّ
    إذا فقدت الشبـاب سوى عـذاب

    فقـل لبنـات دهـري فلتُصِبنـي
    إذا ولَّـى ، بـأسهمـها الصُّيَّـاب

    سقـى عهـدَ الشبيبـة كلَّ غيـثٍ
    أغـرَّ مُجَلجَـلٍ دانـي الـرَّبـاب

    ليالـي لـم أقـل : سقـياً لعهـد
    ولـم أرغـب إلى سُقـيا سحـاب
    سمير حاج حسين

    تعليق


    • #3
      رد: نبذة عن حياة الشاعر أبن الرومي

      سيدي الراقي سمير حاج حسين
      حرفك يحمل التميز،،
      كل حروف الضاد تهني نبعاً يقطر روعة ،،، ورونقاً
      تقديري مكلل بالجوري لإبداعك المستمر
      أضعف فأناديك ..
      فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

      تعليق

      يعمل...
      X