إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفعل والدينامية في التحليل السيميائي للخطاب الروائي - بقلم عزيز العرباوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفعل والدينامية في التحليل السيميائي للخطاب الروائي - بقلم عزيز العرباوي


    في التحليل السيميائي للخطاب الروائي


    بقلم عزيز العرباوي

    عزيز العرباوي
    كاتب مغربي


    الفعل والدينامية:



    يندرج التركيب العاملي، حسب الدكتور عبدالمجيد نوسي، ضمن التركيب السردي السطحي الذي يمثل بعد المستوى التركيبي العميق، أحد المستويات الأساسية في المسار التوليدي العام للنظرية السيميوطيقية. كما أنه يتميز بطبيعته المنهجية لأن تحليل التركيب العاملي على مستوى خطاب رواية "اللجنة" يمكن من تحليل عناصر أحد مكونات هذا الخطاب المتمثلة في العوامل: كعوامل السرد. وفي علاقته بالعوامل الأخرى التي تسهم على مستوى التركيب العاملي في إنجاز ووظائف تسهم في إنجاح المسار أو في إفشال مسعى العامل-الذات.
    ففي هذا الباب الثاني الذي خصصه المؤلف للحديث عن التحويل من العمليات الدلالية العميقة إلى القول السردي التركيبي وبنية الممثلين في خطاب الرواية، والمسار السردي في الرواية. ففي الفصل الأول يناقش الدكتور نوسي تحليل التركيب السردي السطحي على مستوى خطاب الرواية يطرح مسألة جوهرية بالنسبة للتحليل وبالنسبة للمنهج السيميوطيقي الذي يستثمره في فهم وتفسير التحويل من التركيب العميق والبنية الدلالية الأولية إلى مستوى التركيب السردي .
    وفي الفصل الثاني وبعد تطرقه لمفهوم الممثل الذي يشكل عنصرا من عناصر الخطاب، يحدد المؤلف ارتباط الممثل بالدلالة، لأن التمظهر الخطابي يقوم على الوحدات المعجمية أو الصور التي تعد وحدات محتوى، فهي قادرة على تحقيق الاستثمار الدلالي للعناصر التركيبية، لذلك فإن الممثل يرتبط بالدلالة، وقد حددت السيميوطيقا السردية جملة المقومات التي تخصص المحتوى الدلالي للممثل وهي أن الممثل يشكل:
    وحدة خطابية بناء على تمظهره على مستوى الخطاب.
    يمكن تحديد الحد الأدنى للمحتوى الدلالي الذي يميز به بناء على توفره على مجموعة من المقومات .
    ومن خلال هذه المقومات عمل الدكتور نوسي على تحديد الممثلين وفق رتبة ظهورهم في خطاب رواية "اللجنة"، ورتبة ظهورهم تمثل عنصرا إجرائيا مهما على مستوى التحليل لأنها تمكن من إبراز المواقع الطبولوجية للممثلين على مستوى خطاب الرواية. ثم انتقل بعد ذلك إلى تحديد تمظهر الممثل بصفته "صورة" داخل الخطاب اعتمادا على الوحدات المعجمية التي يشملها الخطاب، والتي تؤشر على مجموعة من السمات التي تسم الممثل.
    وكان على الدكتور نوسي بعد أن حدد رتبة ظهور الممثلين وتمظر لممثل، لابد أن يتحدث عن بناء صورة الممثل من خلال توزيع الأدوار التيماتيكية، فالممثل لا يتشكل بصفته صورة إلا من خلال نمو خطاب الرواية محددا الإجراء المنهجي لتحليل تمظهر الممثلين. وهو على الشكل التالي:
    السارد يدرج الممثل في خطاب الرواية بسمة أولى هي اسم العلم.
    يُبنى الممثل تدريجيا من خلال نمو الخطاب بتراكم الوحدات التصويرية على مستوى الخطاب في كليته.
    صورة الممثل لا تتأسس إلا في آخر صفحة من الرواية وذلك بفعل التذكر الذي يجريه القارئ . _التذكر المتميز بطبيعته السيكولوجية يمكن أن يحل محله الوصف التحليلي بالمفهوم السيميوطيقي للوصف وهو القراءة القائمة على البناء السيميوطيقي للممثل بصفته صورة.
    يحدد الوصف التحليلي السيميوطيقي التصويرات التي يمكن أن تكثف إلى أدوار تيماتيكية.
    أما في الفصل الثالث والذي خصصه للحديث عن المسار السردي في الرواية المذكورة، محددا الوحدة الأولية الإجرائية التي تميز التركيب السردي، حيث استحضر المؤلف عنصر تحليل يقوم على العلاقة بين العامل والذات والموضوع، وبين العامل-الذات والعامل المضاد، وبين العامل المرسل والعامل-الذات. وقد تحدث المؤلففي هذا الفصل عن مفهوم العامل نظريا في التركيب اللغوي وفي الدراسات حول الحكاية الشعبية الروسية وفي الخطاب الدرامي وفي نحو العلامات وأخيرا في الديبنامية الاجتماعبية. كما أسهب في البرنامج السردي للعامل-الذات من خلال بعض المكونات: كالتسخيبر، والتسخي القسري،...
    على أية حال فالكتاب المذكور كتاب مثيروممتع للقراءة، ومفيد من الناحية العلمية والمعرفية، فهو يحم بين دفتيه رؤى جديدة في مجال التحليل السيميائي للخطاب الروائي. وبالتالي فإننا نعتبر هذا الكتاب إضافة إلى المكتبةالعربية التي هي في حاجة ماسة إلى مثل هذه الدراسات المتميزة.
يعمل...
X