إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكاتب ( علي ناصر ) والمترجم المهندس .. يجب على المترجم أن يتقن فن القصةأو الشعر أو الأدب ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكاتب ( علي ناصر ) والمترجم المهندس .. يجب على المترجم أن يتقن فن القصةأو الشعر أو الأدب ..

    "علي ناصر"... فن صياغة اللغة في الترجمة

    نورس علي


    "علي ناصر" هو قاص ومترجم، قدم موهبته في ترجمة الكتب الأجنبية الهادفة بأسلوب استطاع فيه التميز عن غيره بأمانة ترجمته لأفكار الكاتب الأصلي بطريقة شيقة وأصيلة دون أي تغيير بالمعنى.
    مدونة وطن eSyria التقت الكاتب والمترجم المهندس "علي ناصر" بتاريخ 15/6/2013 وأجرت معه الحوار التالي:

    * هل لك أن تحدثنا عن بداياتك؟

    ** كانت بداياتي مع الترجمة من السنة الأولى في الجامعة، حيث درست في جامعة "بارنا" التقنية في بلغاريا، وكان لهذه اللغة دور كبير في حياتي في المجتمع الجديد الذي دخلت إليه حيث كان لابد منها، لكن ذلك لم يثنني عن متابعة الدراسة باللغة الانكليزية لكونها لغة عالمية.

    أحب اللغة كثيراً وبدأت بالترجمة فيها معتمداً على كتب وقصص الأطفال ظناً مني آنذاك أنها اللغة السهلة، لكن في واقع الحال دخلت إلى معترك الترجمة من أصعب الأبواب حيث بدأت بترجمة الكتب الخاصة بالأطفال، وكما هو معروف فإن للأطفال أسلوباً مختلفاً وتقنية مختلفة بالكتابة فكان ذلك من أهم العوامل التي ساعدت في اتقاني لغة الترجمة، أي أن تترجم ما يفهم الآخر وأن تنقل ما يريده الآخر أو ما يريده المؤلف الأساسي، ففي اللغة لدينا مصدران المصدر الأم وهو الكاتب الأصلي باللغة الأصلية والمصدر الثاني في الجهة الأخرى وهو المتلقي، أي إن المترجم يترجم بين ثقافتين. وبشكل عام ولكوني كاتب قصة قصيرة باللغة العربية اندفعت لقراءة قصص الأطفال باللغة الأجنبية، وهو الأمر الذي استهواني لترجمة ما قرأته باللغة البلغارية إلى اللغة العربية.

    * كيف ترى عملية الترجمة، وما الكتب التي تترجمها؟


    ** من المهم أن تكون الترجمة سلسلة وأن تترفع المقدرة على فهم الكاتب المؤلف، وما يريده، وثقافة مجتمع الكاتب المؤلف، كي نأخذ الفكرة الصحيحة، ونفهمها، نستوعبها، وننتقل بها إلى مجتمعنا، وهو مجتمع آخر يختلف بثقافته وتفكيره وآرائه ومقتقداته كمجتمع شرقي.

    أترجم الكتب الأدبية ومنها أول كتاب ترجمته وطبعته من اللغة البلغارية إلى اللغة العربية وهو بعنوان "اثنا عشر زوجاً من العيون" أو "المعلم أويشي" وهي رواية يابانية حائزة جوائز عالمية كبيرة وعديدة، وأتبعت ذلك بمجموعة قصص من قصص وحكايات الجدة وأسميتها "سميرة الصغيرة" للأطفال، ثم ترجمت كتاب "سر الهارب من البوليس" للفتيان، وجميعها ترجمت في التسعينيات، وأعتقد أنها أعجبت المتلقي فيما يريده منها دون الحاجة أو الرجوع لترجمة أخرى.

    * ما أهمية الأمانة في الترجمة؟


    ** يجب على المترجم أن يتقن فن القصة أو الشعر أو الأدب

    المعلمة أويشي ويفهم المراد الذي أراد المؤلف أن ينقله للمتلقي لذلك فإن الترجمة أمانة، فإذا كان لديك فكرة تود نقلها أثناء الترجمة فهذا ليس من حقك كمترجم وكما تفهمها أنت كعربي سوري لك انتماؤك الاجتماعي والثقافي المختلف.

    * كيف هي لغة الترجمة؟

    ** اللغة وسيلة تواصل، فأنا كي أوصل فكرتي أو معتقدي أو ما أشعر به من إحساس أو شعور معين، يجب أن يتم عبر كلمات وهذه الكلمات هي اللغة، وهي تعبير ذاتي ينقله الكاتب، ولكن المهم هنا هل أتقن اللغة وترجمة أفكاري للمتلقي، وهنا يأتي فن اللغة وصياغة الجملة، فلكي نصوغ جملة مفيدة يجب أن ندرك المعنى البعيد لكل كلمة فيها، فاللغة وسيلة التواصل تنقل هذه الإدراكات من شخص إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى ومن مجتمع إلى مجتمع عبر الترجمة.

    * ما أهمية العناية باختيار وانتقاء الكتب المراد ترجمتها؟

    ** هنا يعود القرار إلى المترجم، فأنا قبل ترجمة أي كتاب يجب أن أطلع عليه، وماذا يكمن بين سطوره، فإذا كان هم هذا الكتاب مطلوباً أن يقرأ ويتعرف عليه في مجتمعي فلا بأس بترجمته، وهنا يجب مراعاة ومعرفة مغزى الكتاب وماذا يريد الكاتب الأصل منه، فهناك كتب في السوق تعب مترجموها بلا جدوى، لأنها من غير اهتمامات المجتمع الذي ينتمي إليه المتلقي.

    * كيف تعمل على تسويق الكتب المترجمة، بما أنك تتحدث عن رسالة وهدف؟


    ** أولاً نحن شعب لا يقرأ، ونحن أمة إقرأ ولا نقرأ، وفي صريح العبارة تسويقي للكتب المترجمة بكونها تحمل فكراً ابداعياً، يكون عبر تقديمها للأصدقاء والمعارف دون أي مقابل، وبشكل عام تسويق الكتاب أصبح أمراً صعباً جداً، رغم أني ترجمت بعض الكتب وطبعتها مرتين لما تحمله من فكر وإبداع.

    * ما المتعة في الترجمة، وما دور شخصية المترجم الثقافية؟


    ** المتعة عندما أنتهي من الترجمة وأشعر بأني ترجمت الفكرة بدقة وبشكلها البسيط غير المعقد، إذاً يجب أن أصل إلى درجة الشعور بإيصال الرسالة والفكرة كاملة للمتلقي، بحيث إذا تلقاها المتلقي لا يشعر بأني ترجمت له، وهذا وفقاً للمقولة القائلة "الترجمة هي اللا ترجمة" إذ تلعب الشخصية المثقفة للمترجم دوراً أساسياً وهاماً هنا، لذلك يجب على المترجم أن يكون مثقفاً وقارئاً في لغة سكرتيرة المصدر وفاهماً لمجتمع المصدر، فأنا لا استطيع أن أفهم لغة المصدر ما لم يكن لدي اطلاع واسع على أفكار المجتمع الذي يعيش فيه مؤلف المصدر، أي يجب على شخصيتي أن تكون صاحبة دور محايد، ويجب أن أعطي ثقافتي ومعلوماتي من خلال النقل الأمين للأفكار.

    * بعد الانتهاء من حديث الترجمة، حدثنا عما قدمته من أدب باللغة العربية؟

    ** قدمت مجموعة قصصية باللغة العربية بعنوان "كنة أبي غسان" في عام /1990/ وهي ذات مضمون اجتماعي ناقد للعادات والتقاليد والعلاقات الاجتماعية الرديئة والفساد، وفيها بعض القصص العاطفية، المجموعة الثانية بعنوان "السكرتيرة" في عام /1995/ وهي اجتماعية، المجموعة الثالثة بعنوان "ماري"، ومجموعة موجهة للأطفال بعنوان "كيف أصبح عدنان مجتهداً" وهي لم تطبع بل نشرت على الإنترنت، ومجموعة أخرى بعنوان "شموس وأصدقاؤه" مجموعة قصصية موجهة لأطفال الخليج، وقد كتبتها عندما كنت أعمل في "السعودية".

    * ما الذي أردت أن تقوله في الكتابة؟

    ** الهم المجتمعي والعلاقات الاجتماعية "النهفات" والمصادفات وغيرها من فساد وتخلف أيضاً أكتبها وأركز عليها بأسلوب ساخر لمحاربتها وتصويبها بالعموم، فهي محور تجده في كل ما كتبته بشكل غير مقصود. القصة كما يقال عنها ابنة لحظتها، وهي تأتي عندما تأتيني فكرة معينة فأبني عليها أحداثاً وشخصيات فتنشأ القصة، وهذه الفكرة قد تكون حادثة معينة من المجتمع أو حدثاً عاطفياً، وعندما أصدر كتاباً اجمع ما كتبت من قصص بين دفتيه.

    * ماهي مؤلفاتك الأقرب إليك؟

    ** كل قصة كتبتها هي ابن لي ولا يمكن لوالد أن ينكر أبناءه، ولكن قصة "ماري" التي تدور أحداثها في بلغاريا ما أزال تحت تأثيرها حتى الآن.

    * ما دور البيئة التي عشت فيها في تنمية الحالة الأدبية لديك؟


    ** الطفولة هي الأهم، فعندما يكون الطفل محاطاً بالكتب ويملك هاجس الاطلاع فإنه يبدع، وقد كان والدي شاعراً ويملك مكتبة ثقافية كبيرة، وكنت أنا وإخوتي نقتني الكتاب من مصروفنا اليومي، وكنت أقرأ بغزارة في المراحل الابتدائية، أما في المرحلة الثانوية فأحصيت عدد الكتب التي قرأتها فكانت /231/ كتاباً منوعاً، ومن هذه الثقافة التي تكونت في مراحلي العمرية الأولى بدأت بالكتابة.

    * حضرتك المهندس والكاتب والمترجم، فكيف مزجت فيما بينها لتتشكل شخصيتك الثقافية الحالية؟


    ** أنا مهندس سر الهارب من البوليس تلفزيون، وهذا لم يمنعني من اتقان ترتيب الكلمات لكي أخرج بجملة مهندسه وجميلة، فإتقان هذا الترتيب يتطلب هندسة معينة ودقة أيضاً، وهذه الدقة قد لا تجدها عند البعض من غير المهندسين وهنا لا أريد أن أكون متجنياً على أحد، ولكن الفكر الهندسي يمنحني أفكاراً علمية والفكر العلمي يساعد في تفتح خلايا الدماغ أكثر.

    وفي لقاء مع الكاتب والمترجم "عدنان محمد" قال: «المهندس والمترجم "علي ناصر" إنسان مثقف جداً ومبدع، تعب على ذاته الفكرية والثقافية جداً حتى وصل إلى هذه المرحلة المعرفية، وهو متابع جيد لمختلف الإصدارات الفكرية والأدبية، إضافة إلى أنه يملك لغة أجنبية ممتازة تمكن من خلالها من ترجمة الكثير من روائع الأدب بجمالية ابداعية».

    يشار إلى أن المهندس "علي ناصر" من مواليد قرية "عين الزبدة" التابعة لناحية "الصفصافة" عام /1960/ متزوج ولديه ثلاثة أولاد، وقد عمل في الإذاعة والتلفزيون كمدير إرسال محافظة "طرطوس".
يعمل...
X