إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

*( في الثّقافة وثقافة الأطفال )* ـ 2 ـ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • *( في الثّقافة وثقافة الأطفال )* ـ 2 ـ

    ==*ـ* مقدّمة :
    هل نعرف عن الأطفال ما علينا معرفته عن أنفسنا أوّلاً ولم نعرفه ..!! وهل استجبنا لدعوة =[سقراط]= { اعرف نفسكَ } أم هل فكّرنا في الاستجابة لدعوة =[جان جاك روسو]= : { اعرفوا الطّفولة }
    وهل نجح =[أفلاطون]= إذ قسـّم النـّفس وجزّأها ..!! أم أنـّها واحدة لا تنقسم ولا تتجزّأ ..!! *
    ما أراه أنـّنا بحاجة إلى عجوز كالتي قرّعت =[أرسطو]= بقولها : { لقد أحطت بميادين العلم والشّعر والسّياسة وحياة الحيوان ، وها أنت تسعى إلى معرفة كيف يـُفكـّر الإنسان ، وبحثت في علاقة النـّفس بالدّين . فلماذا تنشغل برصد الأجرام السّماويّة البعيدة قبل أن تتبيـّن موطىء قدميكَ على الأرض ؟!}*
    كثـُرت هذه الأيـّام الدّراسات المـُعمـّقة وانتشرت الأبحاث المستفيضة وعـُمـِّمت الطرائق ، فهل يمكننا القول : إنّ دراسة الطـّفولة استـُكملت !! * ولكن قبل هذا ألا نتـّفق أنّ الطـّفولة
    { هي المحور الهامّ للاهتمام بالواقع الحاضر وما يـُستقبل منه في آن معاً } ..!! *
    فإذا لم ينظر البعض للأطفال على أنـّهم شريحة واسعة من المجتمع الكبير ، أفلا ينظرون إليهم كأجيال قادمة من حقـِّنا قبل أن يكون من حقـِّهم بذل الجهود وتركيز الاهتمام ليكون في ذلك المحور الأساس للتـّغيير وللتـّطوير الاجتماعيـّين فتكون التـّنمية صورة منهما ..!! * طيـّب .. إذا ما اتـّفقنا على ما سبق ألا نتـّفق إذن على أنّ دراسة الأطفال علميـّاً تتطلـّب الوقوف عليهم نفسيـّاً واجتماعيـّاً فنؤسـِّسُ بذلك لأساليب اتـّصالنا بهم تثقيفيـّاً وتربويـّاً وتعليميـّاً ..!! *
    *** لكنّ فهم الطـّفولة يتطلـّب إخضاع الأطفال لمناهج وأدوات التـّفكير العلميّ ***
    فعلينا هنا التـّوقـّف لنتساءل : ما هي الطـّفولة ..!؟
    وإذا ما أثار التـّساؤل حـَيرتنا ألا يجدر الانتباه إلى أنّ معرفتنا لأيّ مجتمع تتطلـّب أوّلاً :
    *** التـّعرّف على ثقافته على اعتبار أنّ الثـّقافة { أسلوب حياة }؟! ***
    ==*.* الثقافة :
    يعتبر البعض من حصل على شهادة دراسيـّة أو تخصـّصيـّة أنـّه { مثقـّف } ، أمـّا المعجم فيـُعرّف الثـّقافة على أنـّها العلوم والمعارف والفنون التي يتطلـّب الحـَذ َق فيها ، وأنّ الثـَّقـِفَ : هو الحاذق الفطن والظـّافر والمقوّم أو المؤدِّب المهذ ِّب والمعلـّم أمـّا المهتمـّون والباحثون فأستخلصُ ممـّا تواتر عنهم :
    *** أنّ الثقافة مصطلح يحمل معنىً يُحدِّد جملة الإنجازات الإنسانيـّة ***
    ويعتبر بعضـُهم : أنّ الثـّقافة هي أنماطٌ من القيم والأفكار تدعم السـّلوكَ الذي يتبعه أفراد المجتمع الواحد بحيث يتضمـّن كلُّ عنصر من عناصر الثـّقافة سلوكاً معيـّناً . هنا أستحضر =[ إدوارد تايلر]= بقوله : [[ إنّ الثقافة كيانٌ يشتمل على المعرفة والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والتّقاليد وجميع المقوّمات والعادات التي اكتسبها الفرد من مجتمعه ]] . يصحُّ إذن قولُنا : [[ إنّ الثقافة حصيلةٌ للنّشاط الإنسانيّ ، وتنتقل من جيل إلى آخر ليضيفَ إليها أو يُحوّر فيها أو يستبعدَ منها . فهو يـُلبسُها لبوساً جديداً من مظاهر وخصائص وطرق انتظام تلك المظاهر والخصائص ]] ، ولا يعود اختلاف الثـّقافات إلى اختلاف النـّاس في المجتمعات لا بل إلى الاختلاف في التـّزايد الكمـّي والنـّوعيّ والثـّقافيّ ، وفي الاتـّصالات الثـّقافيـّة ، وفي التـّفاعل الاجتماعيّ بين الأفراد ، ويعود إلى طبيعة العمليـّات التـّثقيفيـّة وطرق المجتمع في نقل ثقافته ، ولهذه الطـّرق بعدٌ اجتماعيّ إذ لا تكون نتاج فرد أو مجموعة وإنـّما نتاج مجتمع كامل ، إلاّ أنـّها تتأثـّر ببعض الأفراد ولا يُمكن أن نجد مجتمعاً دونما ثقافة خاصـّة به هي أسلوب حياة المجتمع . وللثـّقافة ثلاثة أقسام :
    /1 ً/ عموميّات = / 2 ً/ خصوصيّات = / 3 ً / بديلات
    = فالعموميـّات الثـّقافيـّة يتشارك فيها سائر الأفراد ( كالأفكار العامـّة والعادات والقيم واللـّغة ) { نجد أنّ مجتمعنا الكبير يتـّفق أفراده على المبادئ والقيم الإنسانيـّة والأهداف والثـّوابت كما أنّهم وبشكل عام يعتبرون الصـّهيونيـّة والامبرياليـّة العدوّ الأوّل والأخطر فلا يختلفون على منهجيـّة مقاومة هذا العدوّ }وكلـّما توسـّعت العموميـّات ورُسـِّخت يتولـّد منها ما يتشارك فيه الأفراد من اهتمامات ومشاعر وأهداف وتطلـّعات واتـّجاهات وطرق تؤدّي في مجملها إلى تمتين تماسك المجتمع وتقوية روابطه ، أمـّا العكس فيؤدّي إلى انحلال الرّوابط وتهتـّك النـّسيج الاجتماعيّ { وهذا ما عملت عليه قوى العـَداء والاعتداء في مجتمعنا السـّوريّ الكبير } * ولا بدّ لمجتمعٍ ما وأن تكون لبعض شرائحه وفئاته خصوصيـّات ثقافيـّة على شكل مهارات وجوانب معرفيـّة وأنماط سلوك تختصّ وتنفرد بها عن الشـّرائح الأخرى { " الأرمن " اشتهروا بمهارات صناعيـّة وميكانيكيـّة ـ " تجـّار المدن الكبرى " تحكـّموا بآليـّات الاستيراد والتـّصدير والتـّجارة .... إلخ } * وقد يتفاوت أفراد الشـّريحة الاجتماعيـّة الواحدة من حيث إحاطتهم بالخصوصيـّة الثـّقافيـّة ، ذلك تبعاً لانتماءاتهم الطـّبقيـّة أو الوظيفيـّة أو المهنيـّة { ففي ما يتعلـّق بالتـّعصـّب الدّينيّ مثلاً نجد تباينات ما بين بسطاء ومحدوديّ التـّفكير وبين الأوسع اطـّلاعاً والأعمق تفكيراً } ، ويمكن لفرد ما أن يتمرّد أو يرفض المشاركة في بعض الحيثيـّات أو بعض التـّفاصيل السـّلوكيـّة إلاّ أنـّه وفي مجمل الأحوال لا يُمكنه بشكل تامّ الانعزال عن ثقافة مجتمعه أو الاستهتار بها مهما كان ، وقد تدخل على الثـّقافة عناصر تتسرّب إليها جرّاء اتـّصالها بالثـّقافات الأخرى ، إلاّ أنّ تلك العناصر المتسرّبة تبقى تحت التـّجريب والاختبار ليتقبـّلها المجتمع فيعتمدها أو يرفضها فيلفظها ، أمـّا المجتمعات ذات الثـّقافة المرنة فتتميـّز بكثرة البديلات فيها حيث تـُهذبها وتسبغ عليها ملامح منها = أمـّا ما يدخل على الثـّقافة من بديلات عن طريق التـّقليد الأعمى أو المباهاة فإنّ ذلك يزرع بذور مشكلات ثقافيـّة واجتماعيـّة من شأنها خلخلة الرّوابط وزعزعة البنيان الثقافيّ { لنلاحظ الأثر البيـِّن والواضح لما تبثـَّه قنوات فضائية من مسلسلات أمريكيـّة ومكسيكيـّة وكولومبيـّة وتركيـّة على بعض الفئات من مجتمعنا وللمسلسلات المحليـّة تأثيرها السـّلبيّ بشكل عام }
يعمل...
X