تويت
نشر بواسطة سلوى الديب
أمسية شعرية في ثقافي حمص ( من الأرشيف)
تزاحم ..الوجع!! الليل يخطو.. غضب مقدس ..بردته.. وعلى إيقاعات.. حطين ..
راح السنا.. يرقص.. ارجعي.. يا أقدار.. يا عين جالوت ..اسكبي الوعد.
فهذي ظلال القادسية.. تعود.. على متن الردى...كانت أمتي ..
تشق الشمس.. ترتل النسب.. لبيك.. يا بعث..
راية النصر.. لابد.. تعانق السماء.. تلثم النجوم..
بهذه الكلمات صدح صوت الشاعرة زينب العلي في قاعة سامي الدروبي بالمركز الثقافي بحمص خلال الأمسية الشعرية ,وهذه الأبيات من قصيدتها "تشرين كفيف" تستحضر خلالها تاريخ العرب المشرف ...
وغازلت الشاعرة حمص بقصيدة بعنوان " جسد ينهض من أنين حجر" حاكت حروفها بخيوط الشمس حمص البتول, وأرضها البكر التي لم تسمح للأفاعي والعقارب يوماً أن تسكنها فجاء الإرهاب فبقر بطنها وحفر جحوراً فيه :
جسد ينهض من أنين حجر تردى الزمن لبسوا الكفر قميصاً
بدؤا الخطوة إلى آخر الجلجلة تقلدوا سدة النفق وفي مملكة الرجس فضة بكارة الأرض وحمص بتول ؟؟؟ ترابها بكر طهر عجزت أن تمارس فيه افاعي رقطاء وعقرب مسعور.
ولم تنسى شاعرتنا التذكير ببطولات جيشنا العربي السوري وتضحياته وصمود في وجه الإرهاب : هذا أخي وذلك ولد ابناء الدهاليز أحفاد هند كيف تريدون كسره؟
كيف تريدون موته ؟........واستحالت فولاذ عسجد انه الجندي من تكوين شعب كذا هو هذا أخي وذلك ولد .....
وقدمت القاصة عبير منون قصة اجتماعية ,أجرت خلالها مقارنة بين الفاسد والشريف, الفاسد الذي يتجسد بالانتهازية واقتناص الفرص وطريقة تربيته أولاده,
والشريف الذي يتعفف عن الحرام ويمتنع عن استغلال منصبه وسير أولاده على خطاه....
أما الشاعر المتميز إياد خزعل وصاحب ديوان "حب ووطن" فقدم عدة قصائد متميزة الأولى بعنوان "صرخة روح" وهي صرخة احتجاج على ضحالة الصورة في النص الشعري المعاصر والعودة إلى ينابيع الشعر :
لكُمُ ما تشتهونَ من الكلامِ أمّا أنا فلي لغةٌ أحاولُ أن أليقَ بعمقِها........
هذي بلادي راحلةْ وأنا حزين لم ألتفتْ لوداعِ مَن خانوا الترابْ
لم ألقَ في زمني سوى وهمٍ سرابْ كلُّ الوجوهِ تبدّلت
ومحَت معالمَها الرغائبُ و الأنا أمّا أنا
فتركتُ روحي في فضائِكِ مُقفَلَةْ
وقد تمرد في قصيدته "أيها الوقت" على حالة اليباس الفكري ,فيدعو فيها للتخلص من السكون : أيّها الوقت:
لا تمضِ ملتفتاً إلى خلفٍ ولا تبحث عن الأسبابِ في ليلٍ تولّى
سرْ للأمامِ ولا تقفْ حطّمتُ جدرانَ الخرافةِ وامتطيتُ خيولَ ذاكرتي
لتأخذني بعيداً في مساحاتِ الوجودِ....
هذي الحروبُ الآنَ ترجعني إلى الزمنِ السحيقْ وتبدّدُ الأحلامَ في ذاتي
وتتركُني ضعيفاً كالغريقْ كلُّ المدائنِ انكرتني
بدّدتني أشعلت حولي الحريقْ
واختتمت الأمسية القاصة سميرة عواد بقصة "قلب هنا وعينيك هناك" وهي واقعية اجتماعيه تتحدث عن عودة أحد الشهداء للحياة بعد حصول ذويه على الامتيازات من الدولة من أموال ووظائف .....ورفض الأهل له باستثناء والدته التي انتهت القصة بموتها .