إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الذكرى الـ88 لميلاد الشاعر السوري نزار قباني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الذكرى الـ88 لميلاد الشاعر السوري نزار قباني

    الشاعر نزار قباني.. ساحر اقتحم إمارة النساء



    يحتدم الصوت وترقص الأخيلة الوردية في مساء برتقالي، فترتاح عنده المشاعر حين تنضب الكلمات وتتحوّل إلى مواقد تلف العاشقين برداء الدفء، حين تعتريك لفحة الليالي الشتائية الطويلة فلا تجد غير أنيس مجهول يتراءى لك من الدخان السرمدي الذي رسمه من دخان سيجارة أو آهة نابعة من صدر عاشق كتوم ينتظر نجوم الفجر أو شمس صباح كي يحاكي الحبيبة مرّة أخرى أو يسترق نظرات تعيد إليه الأمل قبل ليل جديد وآهة أخرى..

    هو الجالس على ربوة العشاق والناظر إلى رعايا الحالمين بأعين تترصد بقايا زهر ربيع نثره البستان على وجنتي أنثى تراقصك في ليلة وردية سكرى برحيق الأنس والحب والغرام.. هي كلمات خالجت صدري ونحن نحتفل تحتفل هذه الأيام بميلاد الشاعر الكبير نزار قباني الذي رحل عنّا قبل أكثر من عشر سنوات "توفي يوم30 إبريل /نيسان 1998"، تاركا أعمالا خالدة من القصائد في مختلف المعاني والأغراض، إلا أن المتعارف لدى النقاد والباحثين هو ميله إلى الغزل مع غرام شديد للميدان السياسي الذي كتب فيه أبيات جريئة مسّت الواقع العربي، وتجاوزت الأطر المتعارفة.

    إلا أن قلبه العاشق والدافئ قد رقّ إلى المرأة، هذا الكائن مرهف الإحساس قد خلده وأعلى من شأنه حتى أطلق عليه البعض اسم "شاعر المرأة" ...كائن وحّد لأجله الكلمات كي يصوغ ألطف العبارات، أليس هو القائل:"أنا لا أطلب عرشا أو إمارة../ طالما أنت معي../ وجهك العرش وعيناك الإمارة.."؟

    أليس هو العازف على أوتار القلوب والطامح الكبير والمغامر الأمير:" أشكوك للسماء../ أشكوك للسماء../ كيف استطعت أن تختصري جميع ما في الأرض من نساء.." ؟.. يا الله ما أرقّ هذه الكلمات النابعة من أحاسيس سيد الكلمات الذي تساءلت الشاعرة سعاد الصباح عن سرّ فصاحته عندما خاطبت الراحل الشاعر الكبير نزار قباني قائلة:" من أين تأتي بالفصاحة كلّها.. وأنا يتوه على فمي التعبير؟".. هو السياسي والكاتب الرقيق.. الدمشقي نزار قباني.

    ولد نزار قباني يوم 21 مارس/آذار عام 1923 في سوريا من أسرة دمشقية ذات آصول تركية عريقة، حصل على الباكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج منها عام 1945.

    شرب نزار قباني من جدول الشعر وهو ما يزال صبيّا،عندما بدأ في كتابة أولى أغنياته وعمره 16 عاما، وأصدر أول دواوينه "قالت لي السمراء" عام 1944 بدمشق حين كان طالباً بكلية الحقوق، وطبعه على نفقته الخاصة.

    بدأ أولاً بكتابة الشعر التقليدي ثم انتقل إلى الشعر العمودي، وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. يعتبر نزار مؤسس مدرسة شعرية وفكرية، تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية.

    وكان ديوان "قصائد من نزار قباني" الصادرعام 1956 نقطة تحول في شعر نزار، حيث تضمن هذا الديوان قصيدة "خبز وحشيش وقمر" التي انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربي. وأثارت ضده عاصفة شديدة حتى أن طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي.يقول:

    "عندما يُولدُ في الشرقِ القَمرْ
    فالسطوحُ البيضُ تغفو...
    تحتَ أكداسِ الزَّهرْ
    يتركُ الناسُ الحوانيتَ.. ويمضونَ زُمرْ
    لملاقاةِ القمرْ..
    "

    تميّز قباني أيضاً بنقده السياسي القوي، من أشهر قصائده السياسية "هوامش على دفتر النكسة" 1967 التي تناولت هزيمة العرب على أيدي إسرائيل في نكسة حزيران.يقول الشاعر:

    "إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
    لأننا ندخُلها..
    بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
    بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
    لأننا ندخلها..
    بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ.."


    من أهمّ أعماله الشعرية" طفولة نهد"1948" و"أنت لي""1949" و"قصائد""1956" و"حبيبتي" "1961" و"الرسم بالكلمات""1966" و"قصائد متوحشة""1970" و"أشعار خارجة على القانون""1972" و"أحبك أحبك والبقية تأتي""1978" و"إلى بيروت الأنثى مع حبّي"
    "1978" و"أشهد أ، لا امرأة إلا أنت""1979" و"هكذا أكتب تاريخ النساء""1981" و"قصيدة بلقيس""1982" و"قصائد مغضوب عليها""1986" و"تزوجتك أيتها الحرية""1988" و"قصائد حب عربية" "1993" وغيرها...

    تجوّل في عالم النساء واقتحم إمارة الأنثى وفجّر طاقاته الإبداعية كي يصوّر لنا هذا العالم الجميل السحريّ الذي خصّه بأرقى القصائد وأنعم الكلمات.. شاعر جنّد حياته كي يتنقل بين زهرة وأخرى، وبين ريحانة وسوسنة علّ الروائح تنعش قلبه العاشق المتيّم بحبيبته وزوجته بلقيس التي رثاه بقصائد بعد موتها ظلت تعانق نخيل بغداد وترسم حضارة الرافدين.

    إن قلبه قد عانى من الألم والحزن بعد وفاة ابنه توفيق فخاطبه باكيا متسائلا عن ردّه عندما تسأله الحسن عن سرّ غيابه.. ماذا عسى الأب الشاعر أن يقول في فلذة كبده وهو الملتاع الباكي والشاكي الصادي.

    نزار قباني الذي شدا لعدّة عقود فطار حمامه في كامل أرجاء المعمورة وخصّت عصافيره بالترحاب والتكريم، إنه البلبل الدمشقي الذي زار كنائس الأحزان وأديرة الكهان وقصور الملوك وزركشة الألوان وبساط الحرير الدمستقي.


    منقول....
    فليشهد العالم نحن
    اسياد لا
    عبيد
    وكل يوم
    يولد
    فينا شهيد
    ----------
    -------------

  • #2
    رد: الذكرى الـ88 لميلاد الشاعر السوري نزار قباني

    تسلم الأيادي يا أخ أبو ايهاب عالموضوع الرائع الذي اخترت

    أن تنقله لنا يوم عيدنا ,,,

    أجمل ما قيل عن المرأة كان على لسان نزار قباني,,,

    يسعد أو قاتك و شكرا جزيلا لك,,,

    تعليق


    • #3
      رد: الذكرى الـ88 لميلاد الشاعر السوري نزار قباني

      سيدتي rudaina

      بعبقرية الانثى ... وذكاء حواء
      تمكنتي من ترك بصمتك المميزة
      كعادتك سيدتي تجيدين القراءة
      وتمتازين بروعة الرد ....
      فمن القلب لك تحية واحترام
      والدعاء لكم بالسعادة والهناء
      دمتِ بود ...
      وكل عام وانتم بخير
      فليشهد العالم نحن
      اسياد لا
      عبيد
      وكل يوم
      يولد
      فينا شهيد
      ----------
      -------------

      تعليق


      • #4
        رد: الذكرى الـ88 لميلاد الشاعر السوري نزار قباني

        شاعرٌ طبعَ عصره ببصمته المميزة،، إنسانيا و سياسياً..

        لك الشكر و التحية أخي الغالي ، أبو إيهاب.

        تعليق


        • #5
          رد: الذكرى الـ88 لميلاد الشاعر السوري نزار قباني

          شاعر يغوص في كيان الوجدان
          فيكتب لنا مهرجانات من الزهور والامل
          ويمتهن التحرش في مشاعرنا بعمق
          فنذوب عندما نقرأ ما يسكبه نبضه الشفاف
          \
          شكراً سيد أبو إيهاب
          دائماً تشرق في صفحاتنا
          فتنير كل الطرقات المؤدية إلى عالم الجمال
          شلال من العطر يغمر حضورك الساحر
          وسلال من الورد لروحك النقية
          أضعف فأناديك ..
          فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

          تعليق

          يعمل...
          X