للشاعر الشاب / طارق منير العباس / .. معزوفة الحيّ (( حكم القضاء فأيما تتخير= تمضي به الأقدار حيث يسير ))..الى روح الشهيد علاء منير سليمان ..



الى روح الشهيد علاء منير سليمان ..
معزوفة الحيّ
حكم القضاء فأيما تتخير= تمضي به الأقدار حيث يسير
حكم القضاء فلا أنيناً مضمر=والدمع رجراجٌ هنا يتحدَّرُ
لا تبكِ للموتى لوائحَ حرقةٍ=إنْ يرجعِ الغيابُ يبكِ الحضَّرُ
***
خلف الجحافل ثم ليث والغ=بالنصر حتى يردع المتكبر
هذا العلاءُ فلا تقصد مدحَهُ=فلقد تخونُكَ في المديحِ الأسطرُ
من كان يزحف للمنونِ مدافعاً=عن عزة الوطن الذي لا يقهَرُ
ومصاحبٌ للموتِ في حجراتِهِ=يحمي منامَ الراقدينَ ويسهَرُ
ولربما حمي الوطيسُ بلائلٍ=هبَّتْ حميَّتُهُ .. فلا يتأخرُ
عمدُ السماءِ تساقطت برحيلِهِ=ولربَّما تبكي السماءُ فتمطِرُ
***
أكبرتُ باسمِكَ يا شهيدُ منادياً=ومحاجرُ الدمع المعنى تهمِرُ
والشعرُ ترجمة الجراح لثاكلٍ=والحزنُ ملءُ فؤاده يتفجَّرُ
أكبرتُ باسمِكَ يا شهيدُ منادياً=ومحاجرُ الدمع المعنى تهمِرُ
والشعرُ ترجمة الجراح لثاكلٍ=والحزنُ ملءُ فؤاده يتفجَّرُ
لم أكتبنَّ الشعرَ فيكَ مودِّعاً=فالشمسُ ترحَلُ في العشيِّ وتظهَرُ
سافرتُ في دوح البطولة خاشعاً=فكتبتُهُ شيئاً بشيءٍ يُذكَرُ
وحبيتَ درب السالفينَ لطالما=نادى بمسعاك الحسينُ وحيدرُ
والموت .. من للموتِ إلا أهلُه=ولأنتَ للشرفِ العظيمِ الأجدَرُ
***
ورفعتُمُ النعشَ المطهَّرَ عالياً=فيدٌ مشيعةٌ وأخرى تثأرُ
ما ماتَ من وهب الحياةَ بذورَهُ=فافترَّ غصنٌ يافعٌ هو ” جعفرُ ”
ممدوحُ في الساحاتِ سيفٌ يُنتَضَى=في وجه أزلام الخيانةِ يُشهَرُ
رضعَ الشهادةَ فانبرى متأهباً=فكأن زلزالاً هنا يتحضَّرُ
حسبُ البلادِ بأنْ تبِرَّ مقاتلاً=يرتاعُ منه الموت ساعةَ يُذكَرُ
***
يا لامع العينين ثمةَ جوهرٌ=في وجهك الأنقى يشعُّ فيأسرُ
يا لامعَ العينينِ لمعةَ خنجرٍ=وإذا تبسمَ حانياً هو مئزَرُ
أوأنتَ من سكنَ الترابَ ؟ فرحمةً=دعني أغص فيما سألتُ وأبحرُ
هل يقصدُ الزوارُ أجداثاً خلتْ=من أهلها فهي اليبابُ المقفرُ
إن العظامَ مبيتهم حيث السما=أرض تمسُّ نعالهمْ فتعطَّرُ
***
حكم القضاءُ فلا تموتُ قضيةٌ=مهما تمادى طامعٌ متجبرُ
فبيادرُ الشهداءِ تنبتُ عزةً=والدهرُ يزرعها بكفٍّ تفخرُ
وهنا إذا حصد المزارعُ بيدراً=فهناكَ ينمو بعدَ حينٍ بيدرُ
والمجدُ للأرض التي نزفت على=آطامها خيرَ الرجالِ ليعبروا
جددَ الشهادةِ كي تظلَّ عزيزةً=ومنيعةً في وجه من يتكبرُ
3/9/2013
طارق منير العباس