الفنان الراحل حيدر يازجي ضمن سلسلة أعلام خالدون-محمد الخضر

[Zain Barakat]

مسيرة الفنان الراحل حيدر يازجي ضمن سلسلة أعلام خالدون


قال الناقد سعد القاسم في محاضرته بعنوان “الفنان والناقد التشكيلي حيدر يازجي” إن الراحل يازجي كان إنسانا يتمتع بحبه للناس ومحبتهم له لأنه كرس كثيرا من وقته في خدمة أصحابه وأصدقائه وزملائه الفنانين فهو اسم لا يمكن تجاهله أبدا في المشهد الثقافي والاجتماعي والتشكيلي في سورية.

وأضاف القاسم في محاضرته التي ألقاها مساء اليوم في ثقافي أبو رمانة ضمن سلسلة “أعلام خالدون” لقد اشتغل بمواقع عديدة كالتلفزيون بعد أن درس الإخراج والديكور والرسوم المتحركة فكان ناجحا في كل أعماله فهو أول من أسس دائرة رسوم متحركة في التلفزيون السوري إلى أن شغل منصب رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين فقام على تشجيع المواهب الشابة ثم حرك الساحة الفنية ولون المعارض التي تحدثت عن أغلب التحولات الاجتماعية والانتصارات التي حققتها سورية منذ حرب تشرين إلى يومنا هذا.
وأبدع الفنان الراحل بحسب ما أوضحه القاسم في أغلب المجالات الفنية كالنحت والتصوير الفوتوغرافي والزيتي حتى وصل إلى درجة حول فيها النفايات الصلبة من شكل رديء إلى تكوين فني معبرا عن مدى احترامه للبيئة وللمجتمع والإنسان.

وأشار الناقد القاسم إلى أن الفنان الراحل لم يقف عند تحديد اللوحة ورسم معالمها إذ اشتغل على أغلب المدارس الفنية كالتعبيرية والتجريدية وغيرها لأنه يؤمن أن هذه المدارس تعمل على زيادة الموهبة وصقلها معتبرا أنه كان واحدا من أهم الذين عبروا عن الانتصارات بلوحاتهم الفنية التعبيرية فكانت لوحة بانوراما حرب تشرين التاريخية من أهم رسوماته إضافة إلى مشاركاته العديدة في المعارض التي عكست انتصارات حرب تشرين.
وقالت الإعلامية منى الصوميلي إن الساحة الفنية خسرت برحيل الفنان اليازجي إنسانا متميزا اعطى كثيرا دون أن يأخذ وكان قلبا نابضا بحب الإنسان حافلا بمحبة الناس وحاضرا في كل المحافل الثقافية التي تخص عمله وغيرها فهو يستحق التقدير والتكريم.

في حين قالت الباحثة الهام سلطان إن الفنان يازجي ساهم في تسجيل تاريخ هذه الأمة ورصد حضارتها فكان يعمل على تشجيع الفن والأدب ويرصد الألق الحضاري الذي عاشه السوريون لفترات طويلة كما قدم كثيرا من الانجازات لاتحاد الفنانين التشكيليين فهو من الرموز التي تقدم دائما الكلمة الأخيرة الصادقة والتي يحتذى بها.
يشار إلى أن الراحل يازجي من مواليد 1946 درس في مركز الفنون التشكيلية في حلب حاصل على دكتوراه فلسفة في العلوم الفنية “رسم وإخراج أفلام الرسوم المتحركة” من موسكو وعمل أستاذا محاضرا في كلية الفنون الجميلة-جامعة دمشق إضافة إلى مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني-جامعة الدول العربية وكان رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين كما أسس أول استديو لأفلام الرسوم المتحركة في التلفزيون العربي السوري عام 1986 وعرف عبر مسيرته بأنه فنان الواقعية الهادفة النابضة بالأحاسيس والمشاعر الناعمة.
محمد الخضر