إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دموع وآهات في لوحة محطات ..كوكب حمزة ..- احمد الشحماني ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دموع وآهات في لوحة محطات ..كوكب حمزة ..- احمد الشحماني ..


    يحررها كتابها ـ تأسست في 2002/9/1
    مؤسسها ورئيس التحرير إياد الزاملي

    كوكب حمزة . . . دموع وآهات في لوحة محطات”
    احمد الشحماني

    رغم التقنيات والتكنولوجيا الحديثة المتسارعة التي جرفت الناس الى عوالم بعيدة وطقوس غريبة - مازالت جيوش الألم والآهات يجتاح أعصارها نوافذ الحياة . . ومازالَ وجعُ الغربة والحنين وانين الوطن يبكينا . . وبين هذا وذاك نبقى معلقين بدبق الماضي المُوجع نستنشقُ ذكرى هنا ونقلبُ صفحةً هناك . . .!
    ترى ماذا نقلب من صفحات وماذا نستنشق من ذكريات . . وكيف تتمازج دمُوعنا وآهاتنا مع دمُوع الوجع والآهات التي تذرفها لوحة أغنية محطات؟!

    أغنية (محطات) تمثل احدى لوحات الغناء العراقي الجميل والأصيل المعّبر عن مكنونات الألم والوجع المتراكم في الذات الأنسانية . . . تلك الأغنية (اللوحة) التي لا يمكن ان تُنسى أو تُمحى من الذاكرة مهما تقادم الزمن وعبثت بنا ريح الأيام . . أنها سنبلة ربيع الأغاني السبعينية . .
    اغنية (محطات) لملحنها المبدع الفنان المغترب كوكب حمزه بصوتهِ الحزين ذي البحة العراقية المميزة الموشح بالألم ونكهة الحنين والعذاب والمناجاة . .

    تبقى كلمات تلك الأغنية العملاقة (محطات) تتسيد الذاكرة لأجيال مهما كثر وتزاحم هيجان الأغاني الركيكة بكلماتها ولحنها واداءها الهزيل المسبب للصداع والغثيان . . أنا شخصياً كنتُ اسمعها لسنوات ماضية ومازلتُ أسمعها بصوت الطائر الجريح الفنان الأنسان قحطان العطار الذي يضفي عليها أحساساً مطعماً بالحنين والوجع وكأنه يعزف سمفونية الغربة بصوته العذب والموجع حد البكاء – لهذا أعيش أجواء هذه الأغنية (اللوحة) بكل أحساسي ومشاعري وجوارحي واشعر بالتصاقي لجذور الوطن والأم والأهل والأصدقاء ولكل الأماكن والذكريات الجميلة . . .
    أغنية محطات . . (هي مناجاة وبكاء على اطلال الماضي والذكريات والأيام الخوالي) تبقى من الأغاني الصادحة بالحنين والغربة والألم معبّرة عن أسمى حالات الشعور والأنفعال الوجداني والعاطفي والأنساني الذي يتنفسه المغترب والمهاجر - ولأن المبدع المغترب كوكب حمزة تنفست رئتاه الغربة المبكرة في بلاده قبل رحيله الأجباري خارج اسوار الوطن في السبعينيات, تلك الغربة التي عاشها واحسها وذاق مكابداتها وعوالمها وهمومها واختناقاتها وعذاباتها وربما سكرت أقداح الغربه في روحه وتمايلت حزناً وعذاباً وبكاءاً وشاطرته لوعة الحنين للوطن . .
    ولعلَ السّر وراء جمالية هذه الأغنية (محطات) يُكمن في عذوبة لحنها وكلماتها العفوية المستوحاة من الواقع الحزين الذي عاشه جيل السبعينيات وهم يعيشون تحت مطرقة وسندان قمع النظام الدموي الأحمق الذي قتلَ الحب والطفولة – قتلَ السنابل والأزهار – وقمعَ الحريات ولوثَ الطبيعة وشرّد الأنسان . . تلك الأغنية التي تصرخُ وتضجُ حزناً ولوعةً وضياعاً وشكوى ومناجاةٍ وأمُنيات وهي تدغدغ الوجدان الانساني بكلماتها المموسقة بلغة الواقع المدجج بحراب الألم واليأس والضياع وجراحات القلب . . لقد جعل منها كوكب حمزة لوحة معبّرة وحكاية للوجع والعذاب الأنساني والوجداني لهذا ولدت هذه الأغنية بهذا الشكل التراجيدي المعّبر - ولما لا وهو يعزف بأوتار عوده الحزين لحناً تراجيدياً تتمازجُ فيه الآهات والحسرات وغربة الوطن حتى ليبدو وكأنه عاشقٌ ولهان ضاقت به دروب الحياة بعدما فقد حبيبته وعجز عن وصالها واصابه اليأس لملاقاتها وكأني بلسان حاله يقول:
    ضاقت بي الدنيا وكانت رحبةً والليلُ طال وما لفجري مطلعُ
    لم يبقَ لي غيرُ الحنين يشُدني وثمالةٌ منها اعلُ واكرعُ
    ما كنتُ أحسبني جباناً هكذا كألطفلِ أبكي والبُكا لا ينفعُ

    (محطات . . صار العمر محطات عديتهن ما ظل عرف) هي كلمات شاعرها المبدع زهير الدجيلي الذي كتبها بعفوية صادقة لتلامس شغاف القلب وتعصر الروح . . . . هذه الأغنية (اللوحة) تعد أحدى اجمل الأغنيات العراقية تعبيراً للغربة وصرخة بوجه الزمن الذي طالما فرق وباعدَ الأحبة وهدّم اسوار الألفة والموّدة بين الأصدقاء والأحبة - والجدير بالذكر ان اغنية (يا طيور الطايرة) التي نالت الشهرة محلياً وعربياً لما صدحت به من دفء عاطفي وشعور وجداني ابكت بصدق كل القلوب المتعطشة للوطن والأهل هي من كلمات الشاعر زهير الدجيلي والحان المبدع كوكب حمزة ايضاً وكأن هنالك روح واحساس مشترك بين هذين المبدعين . .

    ”قصيدة محطات” . . .
    يمته تسافر يا گمر واوصيك
    والوادم الترضه النشد تدليك
    گالولي نيتك صافية
    وولايتك متصافية
    وگبلك ردت لي مسافر اليندل هلي
    وگبلك ردت المسافر الجنة هلي
    * * * *

    صار العمر محطات أنا عديتهن ما مش عرف
    صار العمر محطات انا خفت انشد بلاية عرف
    صار العمر محطات انا عديتهن ما ظل عرف

    يا فشلة الملهوف ويدوّر هله . . محطات
    يا فشلة الملهوف وما يندل هله . . محطات
    ياعيني يا جنة هلي
    يا روحي يا جنة هلي
    * * * *

    وصفوك الي النواطير . . .
    گالولي نيتك صافية . . مثل العشك والازهار
    وصفوك الي النواطير . . .
    گالولي روحك غافية . . بين الوفه والأسرار
    گالولي . . . گالولي
    گالولي كل الليل يلتم ما يطفيك
    وگالولي كلكّ حيل والهّم ما يمضّ بيك
    وعيونك اللي تشبه الگاع
    تشبه عيون الناس والحب والعصافير
    وعيونك اللي تحرس الگاع
    تشبه أعيون الناس والحب والعصافير
    وتالي العمر محطات ؟!
    عّديتهن ما مش عرف
    وتالي العمر محطات؟!
    انا خفت انشد بلاية عرف
    يا فشلة الملهوف ويدوّر هله
    يا فشلة الما يوصل الديرة هله
    يا فشلة
    الما
    يوصل
    الجنة
    هله
    يا عيني يا ديرة هلي . . يا روحي يا جنة هلي
    م
    ح
    ط
    ا
    ت




    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    بعيدا عن السياسة..... الثقافة والادب يجتمعان على انغام كوكب حمزة.... تقرير عباس حسن الجوراني
    تصوير: ذو الفقار عصام

    لبغداد المحبة، لبغداد الثقافة والسلام اجتمعنا في كاليري برج بابل للاحتفاء بالملحن الكبير كوكب حمزة.
    ضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية وخارج امكانيات وزارة الثقافة حيث تبنى عماد الخفاجي في برجه برج بابل اقامة هذه الأمسية بعيدا عن اي دعم حكومي , وفي بداية الامسية رحب الخفاجي بالزملاء الحاضرين وتحدث قليلا عن بغداد ودورها التاريخي برفد الثقافة العالمية لكل ما هو جديد تاركا الحديث للفنان المبدع الكبير كوكب حمزة لغرض الاستفادة من الوقت وكانت بداية الفنان كوكب حمزة بأحلى بداية شد لها الحاضرين حين اخذهم مع أغنية (ياهوه الناس) وذكرياتها الجميلة وشاركه بذلك صاحب الصوت الشجي الفنان حسن بريسم ليذهل الحضور بأغنية (ياطيورالطايرة), وعلى انغام هذه الاغنيات الشجية التي اداها كل من حسن بريسم (والعازف رئيس فرقة منير بشير للعود سامي نسيم وآخرين), انطلق صوت من الخلف الحاضرين يذكر الفنان كوكب حمزة بأغنية بساتين البنفسج وعندما التفتنا الى الخلف وجدنا صاحب الصوت الشاعر والكاتب احمد عبد الحسين ، الذي تحدث معي بعد ان سألته عن الامسية , قائلا هذا هو العراق البعيد عن العنف والطائفية والاحقاد انه عراق الثقافة والفن وليس عراق السياسة والتناحر بين الاحزاب , وكان احمد عبد الحسين مندمجا مع الالحان والاصوات الشجية وكانه يعيش في سبعينات القرن الماضي حيث كانت موجات العطاء كبيرة رغم المحن والمصاعب فقد ولد لدينا شعراء كبار وملحنين تعاملوا بذكاء مع النصوص المبدعة المعبرة عن الذوق والرقي التي بقيت خالدة في اذهان الناس وحتى الأجيال الحديثة التي تذوب عشقا عند سماعها , ولم يمنع هطول الامطار ومرور الطائرات واصواتها فوق الحديقة التي اقيمت فيها الامسية بل كان انشداد الحاضرين واضحا من خلال التصفيق الحاد الذي علا على صوت الطائرات.
    كما لايفوتني ان اذكر الشاعر والاعلامي حميد قاسم وهو يسرح في عالم الخيال وهو يستمع الى اروع واعذب الالحان العراقية وخاصة حين بدأ الفنان كوكب حمزة وهو يستذكر حنينه وشوقه الى العراق على انغام العود بأغنية (انا شوكي للعراق )
    كانت امسية جميلة وليلة من ليالي بغداد الهانئة التي كشفت عن وجه بغداد الحقيقي المليء بالفن والابداع والمحبة والاخاء بعيدا عن مايجري من مشاكل يثيرها السياسيين بين فترة واخرة مفتعلين الازمات من اجل القضاء على طيبة اهل بغداد وما قدموه للعالم من ابداع .

يعمل...
X