إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الباحث(علي عرسان الربابعة الكيلاني) أديب وقاص وكاتب مسرحي أردني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الباحث(علي عرسان الربابعة الكيلاني) أديب وقاص وكاتب مسرحي أردني

    علي عرسان الربابعة الكيلاني
    ولد علي عرسان عقلة الربابعة في قرية الشجرة/ إربد عام 1945. تلقّى دراسته الابتدائية والإعدادية في مدرسة القرية، ثم انتسب للخدمة العسكرية عام 1963م برتبة جندي كاتب، وظلّ في الخدمة متدرّجاً بالرتب العسكرية إلى أن أحيل على التقاعد عام 1990م برتبة نقيب إدارة.
    شغل علي عرسان في أثناء خدمته العسكرية عدّة وظائف، ومُنح خلال عمله مجموعة من الأوسمة منها: ميدالية معركة الكرامة، وسام اليوبيل الفضي، شارة الكفاءة الإدارية والفنية، وسام الاستقلال من الدرجة الرابعة، وسام الاستحقاق من الدرجة الخامسة.
    اجتاز في أثناء عمله مجموعة من الدورات، أهمها دورة مدراء الأقلام، والوكلاء التأسيسية، وبرنامج حفظ الملّفات والمكتبة. شارك في مجموعة من اللجان إذ كان عضواً في اللجان التحضيرية في مؤتمرات المغتربين التي عقدت في الأردن، وعضواً في ندوات عسكرية، وفي إعداد دراسات تتعلّق بالقوى البشرية العسكرية، وتوفي في 25/5/1991.
    مؤلفاته
    * القصة:

    1. الغربة (رواية). مديرية المطابع العسكرية عمان، 1980.
    * المسرحية:
    1. بين الذكرى ورحمة التاريخ.
    * المخطوطات:
    1. لو كنت حبيبي (ديوان شعر غير منشور). وثّقت بعض قصائده في فهرس الشعراء الأردنيين، جامعة اليرموك، وهو مؤلّف من خمس وأربعين قصيدة.
    الغربة
    في صباح يوم ناصع الجبين، أشرقت شمس دافئة، تتخلّل أشعتها أغصان الأشجار، تتهدّل ثمارها في أرجاء المزرعة، وينتشر في أركانها عطور الورود، والطيور ترفرف وتصفّق بأجنحتها، وتغرّد بأصواتها المختلفة لطلوع الشمس من المشرق، خرج عماد ليشرف على العمل وبقي مدّة ساعة حتى قدم السيد فحيّاه بقوله:
    حياّك الله يا عماد.
    عماد: أهلا بك أيّها السيد.
    السيّد: كيف حالك اليوم؟
    عماد: بخير والحمد لله.
    السيّد: تعال معي.. أودّ مرافقتك في سيري، وتفقّدي للعمل.
    عماد: أنا رهن إشارتك.
    وسار الاثنان بين طرقات المزرعة، وقنوات المياه الرقراقة، للتمتّع بمناظر ما يشاهد هنا وهناك من جداول، وسواقٍ، تتكلّل جنباتها بباقات الورود والزهور، ومساحات شاسعة كستها الطبيعة بالعشب الأخضر اليانع حتى أصبحت وكأنها بساط مزركش أو جدار رصّع بالفسيفساء، لتسمح للأطفال يلعبون فوقها، والفراشات تنتقل بين أوراقها، وأثناء أحاديث العمل وسيره ومدى فائدة الأرض والعناية بها قال عماد:
    لم هذه المساحات الشاسعة من الأراضي يا سيّدي؟
    السيّد: ماذا تعني بسؤالك يا عماد؟
    عماد: لو بعت قسماً منها، وشيّدت مصنعاً في المدينة أو افتتحت ملهى ونوّعت من مشاريعك التجاريّة لكان أكثر ربحاً وأقلّ مللاً.
    السيّد: مهما جنينا أموالاً من وراء المصانع، والمشاريع التجاريّة، وتعاملنا مع الآخرين يبقى القصد الأساسي والهدف الذي نعمل من أجله هو الربح، والتعامل بالمادّة الملموسة وتكديس الأوراق النقديّة.
    - والأرض؟
    السيّد: الأرض.. ليست بتجارة بين الربح والخسارة، إنها الربح فقط، لأنّها سرّ المحّبة وصدق الإحساس، والنبع الغزير الذي يشدّنا إلى تمتين روابط الإخاء في المجتمع الإنساني الواحد وما يسمّى بالوطن، وتعلّمنا البذل والعطاء، وتحيي فينا الكرامة والحريّة.. إنّه الوطن.. ومهما بخلت علينا ولكنّها في النهاية تجود، لأنّها المعطاء.. (وربت على كتف عماد) وأردف قائلاً: أتوافقني فيما أقول يا عماد؟
    - نعم·· نعم أيّها السيّد.
    السيّد: إذن أستودعك الله، وأنت واثق بأنّ الأرض هي سرّ المحبّة بيني وبينك، وحتّى بين نفسك وقلبك وأهلك في وطنك؛ لأنّ تفانيك في العمل يجعلني أحترمك أكثر، وأقدّرك، لأنّك تخدم أرضي وتحرص على العناية بها.
    - صحبتك السلامة أيّها السيّد.
    وفي مساء يوم من الأيّام، جاءت ليلة قمراء تزيّنها سماء صافية بنجوم متناثرة وقمر في حلّة بدره يغمر المروج والوهاد، وقد أخذت قبساته تتخلّل متسلّلة بين أغصان الأشجار الوارفة الظلال، استلقى عماد في فراشه ليشاهد في أحلام ليلته طيف زوجته غادة، وقد تجلّت أمامه بكامل زينتها، وابتسامة مخمورة ترتسم على ثغرها الفاتر لتنفرج شفتاها وتظهر أسنان شبيهة بنضيد اللؤلؤ... وكم طاب لنفسه أنْ يمدّ لها ذراعيه، ويضمّها إلى صدره فيصحو من غفوته وأحلامه ليجد أن غادة الحقيقية بعيدة عنه، ولكن ما كان أمامه إلا طيفها الجميل، فنهض وذهب إلى جانب النافذة حيث أزاح الستائر عنها، وأخذ يرنو إلى الخارج ويرقب النجوم المتناثرة في صفحة السماء وهي ترسل بأشعّتها الخفيفة البرّاقة لتدخل متسلّلة إلى غرفته، وبقي واقفاً في صمت إلى أنْ رطّبت جفاف الليل نسمة خفيفة منعشة هبّتْ عليه مع تمايل أغصان الأشجار وحفيف أوراقها فعاد إلى فراشه وأخلد إلى نومه حتّى الصباح، بعد أن طابت ليلته سعادة، ولم يشعر إلا والشمس مشرقة ضاحكة والحياة حافلة، والأيدي العاملة تعمل بهمّة ونشاط لتزيد الطبيعة جمالاً.. وتعطّرها بهبّات النسيم الخفيفة الفوّاحة وترويها قطرات الندى في كلّ صباح مشرق جميل.
    وأخذت الشمس بالارتفاع لتسمح للدفء أن يسري في أوصال العذارى، بينما خرج عماد من غرفته إلى المزرعة وأمضى نهاره فيها كعادته.. حيث عاد في المساء لتكتب له الأقدار بالذهاب إلى المدينة بقصد شراء بذلة له... فصادف في المتجر سيدة جميلة، ممشوقة القدّ، ترتدي ثوباً طويلاً أزرق، وقد راعت التنسيق بين ثوبها وقوامها الرشيق حتّى لا تأخذ العين الماهرة عليها مأخذاً يشوبها أو يعيبها من حقيقة جمالها الأخّاذ، وبسمة مشرقة مرتسمة على ثغرها الصغير لتزيدها رقّة وعذوبة.. بينما اتّخذت من اللون البنفسجي لوناً خاصاً لتجميل شفتيها وكأنّهما ورقة من الورد أصابتها قطرة من الندى فانقسمت إلى قسمين.. وكانت ذات أنف حاد، وشعر منساب وراء ظهرها كانسياب المياه الرقراقة في السواقي.. وبين انتخاب الألوان والأصناف تدخلت تلك السيدة وتدعى ماري وأشارت إليه بلون وصنف ممتاز، فوافقها بعد حديث قصير فابتاعها وعاد إلى غرفته..
    في مساء اليوم التالي، أخذت الشمس تميل للغروب وترسل خيوط أشعّتها لتحترق على زجاج نوافذ الغرفة، بينما نهض عماد وارتدى ملابسه واستقلّ سيارته وغادر إلى إحدى الملاهي، ولدى دخوله وجد السيّدة ماري جالسة وحدها على طاولة.. ولدى رؤيته لها تذكّرها، فابتسمت له بابتسامة متقنة التصنيع وكأنّها تعرفه منذ أمد بعيد.. فقابلها بالابتسامة.. وجلس على طاولة قريبة منها.. فنهضت واستسمحت منه بالجلوس قائلة:
    أتسمح لي بالجلوس معك؟
    عماد: أهلا بك سيّدة ماري (على ما أظن)؟
    ماري: إنّك ذكيّ جداً.
    عماد: من رأى مثلك لا ينساها.
    - لعله إطراء؟
    عماد: إنها الحقيقة.
    - ولكن.. لم أرك ترتاد الملاهي من قبل؟
    عماد: لم أتعوّد.
    - ولماذا؟
    عماد: أشغالي كثيرة.
    ماري: لا.. يجب أن ترتادها كثيراً.. فنحن هنا ليس لا بعد قضاء أعمالنا إلا الرقص والغناء أو التمتّع بسماع ألحان الموسيقى العذبة الشجيّة، وقضاء ساعات مع الأصدقاء.
    عماد: ألك أصدقاء كثيرون؟
    - نعم.. ولكن تظهر الصداقة أكثر هنا في الملاهي.
    عماد: ولماذا لا تكون في الخارج أيضاً؟
    -لأنّ الملاهي هي أسباب الصداقة، وجمال الصدف تنسينا أتعاب النهار وهموم الدنيا وتعرّفنا على الشاب الوسيم مثلك.
    عماد: إنَّ ّهذا لثناء كبير.. ولكن ألا يمكن إبرام صداقات في الخارج.
    - ليس لنا في الدنيا سوى سماع الموسيقى والحديث عن الغزل.
    عماد: وإن أصبنا بالمآسي هل نجد أصدقاء يواسوننا في المنازل؟ أم تبقى الملاهي هي العزاء الوحيد؟
    - ليس هذا مهمّا في مجتمعاتنا، المهم ما يجري هنا، ونحن أبناء الساعة.
    عماد: ولكن الحب.. والصداقة لا يوجد لهما وطن ثابت أو زمان محدد؟
    - هل أحببت من قبل؟
    عماد: ومن في عمري لم يحب؟
    - كثير.. ولكن بالنسبة لنا فنحن نحبّ الساعة التي نعيشها فقط.. لأن الاحتفاظ به مفقد للأعصاب.
    عماد: وهل جرّبت الحبّ الذي أتكلّم عنه؟
    ماري: إنني أحدّثك عن الحب في هذا الملهى كأس ورقص.. ونسيان للواقع.. وإن كنت لا أحب فإني أحتفظ بالأصدقاء.
    عماد: هنيئاً لكم في مفهومكم للحبّ.. والصداقة.
    - لننظر إذن إلى الراقصات.. ولنستمع للصوت معاً.. ونستسلم لأغاني الحبّ الذي تحدّثت عنه.
    عماد: حسب ما ترغبين.
    وأخذت الراقصات بالرقص على أنغام الموسيقى.. ومع انسجام حركات الأجسام وعذوبة الألحان التي تخاطب الوجدان قبل أعصاب الإنسان انحنت ماري على الطاولة انحناءة قليلة مقصودة حتى كشفت لعماد عن نهدين بارزين زرعا بين كتفين غضيّن ظهرا لعماد في آية من الحسن والجمال فحدق النظر.. وركّز التفكير.. حتّى أنساه ما هو فيه، فمدّت يدها إلى يده لتلامسها، وطلبت مراقصته.
    فقال: أرجو المعذرة سيّدتي. لم أتعلّم الرقص من قبل.
    فاستغربت ذلك·.. ولكنّها أحبّت أكثر؛ لأنّها أيقنت بأنّه لم يقع في شرك غيرها، فالتهبت في صدرها الشهوة والعاطفة فضحكت ضحكة إغراء ودلال وقالت: سأعلّمك الرقص ببضع دقائق. وشدّت على يده، فنهض خجلاً...
    وعلى شرفة من شرفات الملهى أخذت تعلّمه الرقص، وتلتصق به وتضع رأسها على صدره كأنّها طفل صغير أودعوه أمّه أو قطة وديعة يلاطفها الأطفال.. وبدت بجمالها الفاتن بسلسلة ذهبيّة مدلاّة بين نهدين بارزين كفراشة بين باقتين من الزهور في وسط جناحها صورة لحّبتي زبيب.. وأخذت تضمّه إلى صدرها بشدّة لتطفئ بشهواتها المتأجّجة كالبركان. وتروي عطشها بالتهامه بنظراتها الجائعة، وشعر بقلبها يخفق ومشاعرها تلتهب، فأحاطها بذراعيه محاولة للحبّ والعطاء، وأخذ يقبلها بقوّة وحرارة إلا أنّه لم يذق طعماً للحبّ إلا للمساحيق والمعاجين التي طليت بهما الشفاه والخدود، ولكن كثرة الاحتساء أفقدته وعيه مما جعله يترنّح ويسقط أرضاً، فسالت قطرات دم من جبينه، وأخذت ماري منديلها وبدأت تمسح بها دمه إلى أن صحا من غيبوبته، فوجد الكثير من الشباب والفتيات يضحكون حوله.. فعاد وجلس على الطاولة ليرى بفكره الشارد زرقة مياه بلده أكثر صفاء من زرقة عيون ماري، وجلسة ريفية مع عائلته غادة بين الحقول يرتع حولهما ولده أحمد وتغريد الطيور يحيط بسمائها أجمل من هذه الجلسات؛ لأنّ ماري لا ترغب منه إلا قضاء شهوة جنسية عارمة في جسدها.
    ونظر من حوله وإذا بخصور الغواني والراقصات يتهادين على ضربات الطبول وأنغام الموسيقى، والابتسامات والضحكات العارمة.. والترديدات للأغاني تملأ أنحاء صالة الملهى.. ونساء شبه عاريات يمّثلن الحبّ المزيّف وهنّ يجلسن على طاولات نثرت فوقها باقات من الزهور وكأن مرّت عليها فترة من الزمن أصبحت ذابلة وهي موزّعة حول الموائد وكؤوس المشروب تحتقر الليل الطويل تحت الأنوار الباهتة.. والهمسات المتبادلة.. وقد بدأت الأيادي تتحرك خلسة من تحت الطاولات تلامس السيقان العارية والعيون مصوّبة بالأجسام النحيلة والممتلئة وكأنها ملاذها الوحيد.. وسبب نجاح حياتها وسعادتها.
    وبينما كانت ماري تزيد في الشرب وتنظر إلى عماد وهي تتلوّى بدعة وحبور، وكأنّها في وداعة الظباء منتظرة مرافقته لتقضي معه ليلة تبعث بأنفاسها آهات العاشقين على فراش الرذيلة... أفاق عماد بعدها من غفوة السكر والشهوة، ونسيان الذات وشعر بالواقع المرّ الذي يعيشه هؤلاء.. فرأى بينه وبين هذا العالم حاجزاً عالياً.. فأحسّ بتفاهة الواقع، وشعر بالبعد عن بلده، والحرمان من لمسات ونظرات حبيبة قلبه الحقيقية التي لا تزال تنتظره في وطنه والتي لا يوجد سوى ذكرياتها في فكره مفترشاً لها في حنايا فؤاده باحة واسعة، فنهض من توّه وقال: أستأذن يا ماري... وأرجو المعذرة.
    -إلى أين؟
    عماد: أودّ الخروج.
    ماري: ألا تود البقاء؟
    عماد: أرجو المعذرة.. لا أستطيع ذلك.
    - أظنّ أنّك تعبت من فصل الرقص.. إنّني أرقص كلّ يوم مع أكثر من عشرة أصدقاء، وأنت تعبت من رقصة واحدة؟
    عماد: الطبع غلب التطبّع يا سيّدتي.
    - لم أقصد ذلك؟
    عماد: إذن أتأذنين لي بالانصراف؟
    - آذن .. ولكن أودّ الذهاب أنا أيضاً.
    عماد: إلى أين؟
    - إن رغبت إلى غرفتك.. وإلا.. إلى غرفتي.
    عماد: إنّ السيّد بانتظاري.. ولا أستطيع أن أتأخّر عليه.
    ماري: من السيّد؟.. أهو شاب مثلك؟
    عماد: لا.. إنّه رجل كبير السن.. ولكنّه طيّب، وأنا عامل عنده.
    - (بخبث): آه.. حسبتك تسكن مع شاب بعمرك تنسجم معه بالسكن وقضاء الأعمال.
    عماد: الصداقة صدفة,
    - لقاؤنا صدفة..
    عماد: وافتراقنا..؟
    - أرجو أن لا يكون..
    عماد (بقصد): لست أدري.. ولكن آمل ذلك.
    - إذن ألا ترغب بإيصالي إلى غرفتي؟
    عماد: يمكن ذلك.. أما البقاء فلا أستطيع.
    - (بلهفة): هيّا إذن يا صديقي.. (يا أمنيتي).
    وغادرا الملهى فيما كانت الموسيقى تطارده مخلوطة بضحكات من تجمّعوا حوله أثناء سكره وفقدانه وعيه.. ولكنّه لم يلتفت إلى الوراء ومضى في طريقه إلى حيث منزلها لتقترب منه وتقبّله قبلة طويلة.. ولكنّ الأمر بالنسبة إليه كان مصطنعاً ومجاملة لها آملاً بعدها بعدم اللقاء...
    قالت: أيمكن أن أراك غداً؟
    عماد: اتركيها للظروف.
    ماري: أيّة ظروف... حدّد لي موعداً لأراك فيه.. أو احضر لمنزلي.
    عماد: لا أستطيع.
    - إذا لم تتمكّن فما رأيك أن تمضي ليلتك معي في منزلي؟
    عماد: أرجو المعذرة·. إنّني مرهق وهناك من ينتظر.
    - إذا وددت رؤيتي ثانية إمّا تحضر للمنزل وإمّا اللقاء في الملهى.. ولكن أحبّذ رؤيتك هنا.. خوفاً عليك من الأخريات.
    عماد: لا تخافي.. إلى اللقاء..
    - إلى اللقاء.
    ودخلت ماري منزلها.. بينما عاد عماد إلى غرفته مغادراً هذه التفاهات ليعيش مع الليالي مفكّراً مهموماً.. ليشاهد بأحلامه زوجته.. رفيقة دربه، ومن صدقت له الوفاء.. ورمته بنار الحبّ الصادق الوفيّ التي لا يعرف مثلها مثيلاً سوى ما يشعر بقلبه.. عاد إلى غرفته من سهرته التي لا تنسى..
يعمل...
X