إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتاب (الوجود والزمان عند هيدجر وكانت) - الدكتور كامل عباس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب (الوجود والزمان عند هيدجر وكانت) - الدكتور كامل عباس

    الوجود والزمان عند هيدجرو(كانت) إصدار جديد

    دمشق- سانا
    يتابع الدكتور كامل عباس مناقشة الإشكاليات التي طرحها فلاسفة العصر الوسيط والحديث حيث يحاول في كتابه الأخير المعنون ب(الوجود والزمان عند هيدجر وكانت) الصادر حديثاً عن دار الفكر الفلسفي دحض فكرة هيدجر وهو من الفلاسفة الوجوديين القائلين بأولوية الزمن كمنطلق لفهم الوجود ليؤيد ما ذهب إليه (كانت) وهو من فلاسفة التنوير بأولية المكان وإن ادعى هيدجر أن (كانت) قد ذهب معه في رأيه.
    وبعد تمهيد مطول قدمت فيه نبذة عن حياة هيدجر و(كانت) وأهم ما طرحاه من مسائل فلسفية يبدأ عباس بتقديم فكرة هيدجر عن الوجود الذي يراه التصور الأكثر عمومية من أي شيء آخر وبذا لا يمكن تعريفه ورغم حضوره الواضح جدا إلا أنه يبقى الأكثر غموضا للفكر وأن محاولة معرفته أو كشف الغموض عنه لا تتم إلا بنقله من المعنى الذهني المجرد إلى الواقعي على اعتباره تصورا ليس له مرجع واقعي لأن المعرفة لا تكون إلا بين ذات عارفة وموضوع مبحوث وهنا يقترح هيدجر أن تتم عملية النقل هذه من خلال ربط التصور الذهني بعلة يمكنها أن تعرف وهذه العلة ليست سوى الموجود الإنساني ومن هنا يبدأ البحث الوجودي (الأنطولوجيا).
    ويتابع عباس أن هذا الموجود مشروطة معرفته للوجود بالخبرة الخارجية التي يستطيعها من خلال تحليل وتركيب ما تلتقطه حواسه وهي أي الخبرة الخارجية لا يمكن أن تكون إلا في المكان مع مرور الزمان ومن هنا سيحاول الباحث إثبات صحة رأي (كانت) بأن المكان هو الأساس في تصور الوجود ومعرفته وليس الزمان كما ذهب هيدجر الذي يرى أن الزمنية هي منطلق الخبرة الخارجية لأن الإنسان كائن زمني (له ماض يملكه بوصفه حاضرا سيقوم عليه مستقبله.. فالزمان يجب أن يتصور كأفق لكل الوجود) لأنه لا يمكن أن يتصور الوجود إلا انطلاقا من زمنية الإنسان الموجود الذي يقاس عليه فالمعرفة القبلية (الخبرة الخارجية) تحققت بفعل الزمان وبها يعرف الموجود الوجود.
    ويذكر المؤلف مقولة هيدجر عن (كانت) لتأكيد رأيه بأفضلية الزمان وجعله أي (كانت) متفقا معه بأنه (هو الشخص الأول والوحيد الذي ذهب في الطريق نحو بحث بعد الزمنية) ولكن عباس يعقب بأن (كانت) وجد أن كل تعيين للزمان يفترض شيئا حسيا مدركا وأنه لا يمكن أن يستمر إدراك أي تحديد للزمان إلا من خلال التغيرات في العلاقات الخارجية للمكان.
    وينتقل صاحب (كانت ومنتقدوه) لتعزيز رأيه بهذه المسألة الفلسفية إلى كتاب هيدجر (كانت ومشكلة الميتافيزيقيا) الذي يستخدم فيه أفكار (كانت) حول فيزيقيا (الشيء) التي تبدأ من المعطيات الحسية الأولية البادية للحواس والتي تنطلق منها المعرفة الإنسانية لتشكل الحدس المحدود البديهي وحول (الشيء في ذاته) أي كما هو حقيقة حيث لا يمكن إدراكه بكليته بسبب لا محدوديته ومحدودية قدرة الإنسان التي لا تستطيع إدراك كامل أي ظاهرة مهما كانت وهنا ينطلق مبحث الميتافيزيقيا الذي بدوره لا يمكنه أن يكون دون الاعتماد على الخبرة الخارجية الفيزيائية وهي موجودة في المكان الذي هو شرط لحضور الزمان.
    بينما يدافع هيدجر عن آرائه بقوله إن الزمان بوصفه حدسا عاما مجردا وليس محدودا يتقدم على المكان وعليه يجب أن يكون العنصر المسيطر والأساسي للمعرفة المجردة مدعما رأيه بوجهة نظر (كانت) بأن الزمان هو الشرط الصوري القبلي لجميع الظاهرات لأن ما تمثله ذهنيا تنتمي إلى ما نعرفه من تصورات متكونة زمانيا داخل عقلنا أي الخبرة الداخلية لكن المؤلف يرد على هذه الحجة بأن تأسيس المعرفة الداخلية يعتمد على المحسوسات الخارجية المحتواة في المكان ويسترسل عباس في تفصيل ذلك محاولا الرد على كل حجة لهيدجر بحجة أكثر إقناعا.
    وفي الخاتمة يستنتج عباس في نقده لأولوية الزمان في المعرفة معتمدا على (كانت) أن الزمان مشروط بالمكان والشرط يتقدم على المشروط فكيف يمكن أن يكون الزمان وحده أفقاً لكل فهم موجود مع أن كل ما ندركه من الوجود يكون من خلال المكان وأن ادعاء هيدجر بأن (كانت) يقدم الزمان على المكان لفهم الوجود لم يكن في محله.
    وائل شعبو
يعمل...
X