إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بذكرى الموسيقار والمطرب الراحل (( فريد الأطرش )).. الموسيقي النبيل..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بذكرى الموسيقار والمطرب الراحل (( فريد الأطرش )).. الموسيقي النبيل..






    في ذكرى رحيله الـ14
    فريد الأطرش.. الموسيقي النبيل «ملك العود» وبطل فيـلم «حبيب العمر»



    لينا حمد عريج








    ولد فريد الأطرش في صباح عيد الأضحى 1915، في قمة من قمم جبل العرب تدعى (معلقات سالي) والده الأمير فهد بن فرحان الأطرش في طليعة الثوار الذين تصدوا لإحدى الحملات العثمانية التي حاولت فرض سيطرتها على الجبل الأشم،


    فإبان الثورة السورية الكبرى التي قادها المغفور له (سلطان باشا الأطرش عام 1925) رحلت الأميرة عالية مع أولادها (فؤاد وفريد وآمال) إلى لبنان خوفاً عليهم ومن أجل ألا تطولهم يد الغدر فيكونوا نقطة ضعف لدى والدهم الثائر، وفي لبنان قرر الفرنسيون أن يعتقلوا أبناء الأمير (فهد الأطرش) رهائن، فالتجأت الأميرة عالية وأولادها الثلاثة إلى مصر الشقيقة.
    في مصر دخل فريد المعهد العالي للموسيقا كان مديره الموسيقار (رياض السنباطي) وتخرّج فيه متفوقاً وقد تميز بعزفه على آلة العود، فقال له السنباطي: «كم من تلميذ فاق أستاذه يا فريد وأعتز بأنني أستاذك الذي تفوقت عليه». بعد تخرج (فريد) في المعهد أقام (زكي باشا) حفلة خيرية لدعم الثوار في سورية، فأطل الأطرش أول مرة على جمهوره بأغنية وطنية مطلعها (يا مصر كنت في غربة وحيد) فنالت استحسان الجميع وكانت هذه أول درجة صعد إليها من درجات سلم المجد والشهرة، إذ كان الجمهور بالنسبة لفريد جزءاً لا يتجزأ من حياته.. كان يغني ليس كمجرد مطرب يؤدي وصلة غنائية فحسب، بل كان يتجاوب مع جمهوره بكل أحاسيسه.. لذا تعلق به الجمهور في كل بلد عربي كما تعلق به الموسيقيون الذين رافقوه فقد وجدوا فيه الفنان الملهم الصادق والإنسان النبيل الذي يكون إلى جانبهم في السراء والضراء، واعترافاً من الموسيقيين بفضله على الموسيقا العربية فقد انتخبوه رئيساً لجمعية المؤلفين والملحنين في مصر أكثر من مرة، لأنه أغنى المكتبة العربية بروائع المؤلفات الموسيقية والقصائد الغنائية التي نظمّها كبار الشعراء العرب كالأخطل الصغير، أحمد رامي، كامل ومأمون الشناوي، خالد الفيصل، حسين شفيق المصري، بيرم التونسي وغيرهم، ومن أقدم وأروع تلك القصائد كانت من تأليف الشاعر حسين المصري:
    «ختم الصبر بعدنـا بالتلاقي/ وشفا الصدر أن ودّك باقي، أفتدري بما لقيت من اللوعة/ في الشوق من بعد الفراق، لو ترى ما شربته من دموعي وعلى شربها خيالك ساقي».
    كان فريد أول من دعا للوحدة العربية من الفنانين وذلك من خلال اعتزازه بعروبته وإيمانه بحق كل بلد عربي بأن ينعم باستقلاله وحريته، فلم يفرق بين بلد عربي وآخر، كما إنه الفنان الوحيد الذي يحمل بكل فخر سبع جنسيات عربية من سورية ومصر والسودان ولبنان والأردن والكويت وتونس.
    كرّمه القائد المؤسس حافظ الأسد بمنحه وساماً تقديراً لجهوده، بعد إحيائه حفلة فنية في ملعب العباسيين بدمشق عام 1971، تبرع بكامل ريعها لمصلحة العمل الفدائي الفلسطيني، وفي ذكرى وفاته الأولى أقيم للأطرش حفل تأبيني كبير في دمشق في صالة الحمراء، حضره كبار المسؤولين والفنانين السوريين ومن أهله أخوه فؤاد واللواء المجاهد زيد الأطرش، وجمهور غفير من عشاق فنه وذلك بتاريخ 9/12/1975، وقد ألقى السيد وزير الثقافة الأستاذ فوزي الكيالي كلمة قال فيها: لقد وضع فريد فنه في خدمة وطنه وأمته حين كانت تتعرض الأمة العربية إلى أي خطر، الأطرش هو الفنان الوحيد الذي تصدى بفنه لنكسة حزيران، الغناء على النصر أسهل ما يمكن، لكن من الصعب جداً الغناء على موضوع النكسة التي ألمّت بنا، لكن فريد أطلّ علينا بنشيد رائع من تأليف الشاعر عبد الجليل وهبة ولنقرأ معاً بعضاً من ذلك النشيد، حيث أنشد: قل لهم أين المفرُ.. فلهم يومٌ أمرُ.. قد تآخينا هلالاً وصليباً وتلاقينا بعيداً وقريباً.. يا له يوم مقدّر.. يذكر التاريخ هوله.. هلل الشعب وكبّر قائلاً: الله أكبر إنّ للباطل جولة. كما كرمه الأستاذ مروان عبد الحميد مدير البرامج في الإذاعة والتلفزيون السوري فقال: إنّ فريد ابن هذا القطر ومن أشدّ مناطقه شمماً وعروبته صفاءً، فلما سافر إلى وطنه الثاني مصر حمل معه من وطنه الأول همّه في لمّ شمل العرب، وإنهاء واقع التجزئة واستشفاف مستقبل تسقط فيه الحدود ولا تبقى إلا كلمة العروبة. الموسيقار الأطرش عربي حرّ كرّس فنّه لخدمة الهدف القومي فغنّى «بساط الريح» التي يذكر فيها أغلب الدول العربية. ويشيد بجمالها وسحر طبيعتها وكرم شعبها.
    كرّمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بوسام (قلادة النيل) وهي أرفع وسام مصري، إضافة إلى وسام الاستحقاق المصري، ووسام الاستحقاق اللبناني المذهّب، ووسام الكوكب الأردني من رتبة فارس، وآخر وسام استحقه هو وسام الأرز الوطني اللبناني من رتبة ضابط، وذلك بعد وفاته نهار الخميس 26/12/1974 في بيروت، كما كرمته نقابة الفنانين اللبنانيين بتسميته رئيساً لها مدى الحياة، ومُنح جائزة الفنون والآداب المصرية من الطبعة الأولى، ونال ميدالية الخلود من فرنسا عام 1975، وفي مؤتمر للموسيقا الشرقية في تركيا نال جائزة أحسن عازف على آلة العود، حينها أطلق عليه المؤتمرون لقب «ملك العود» من خلال معزوفته التي تحدى بها عازف القيثار الإسباني (ألبنيز) واتخذها فريد فيما بعد مقدمة لأغنيته (حكاية غرامي).. لحّن الأطرش لكثير من المطربين والمطربات في الوطن العربي فما من أغنية لحّنها لمطرب إلا وتميّزت عن كل أغانيه ويتجسّد ذلك بما لحّنه للفنان وديع الصافي في أغنية (على الله تعود)، كما لحّن لصباح وفهد بلان وغيرهم كُثر.
    غنّى ولحّن فريد للمناسبات الدينية أغنية (هل هلال العيد.... عالإسلام سعيد) وغنّى لشهر الصوم الفضيل الذي تتجلى فيه (ليلة القدر) من كلمات بيرم التونسي: «هلّت ليالي حلوة وهنية.. ليالي رايحة وليالي جاية.. ليالي حلوة نشتاق إليها.. وفيها ليلة الله عليها.. القدر فيها.... الله أكبر». وغنّى الموال البغدادي للشاعر بيرم التونسي: «صدوك عني العدا يا زين ما كان بخاطري/لو كان غيرك شهد ما يقبلو خاطري/ ورجعت أنا وحدي مكسوف ومنكسر خاطري»، وغنّى ولحّن لفراق الأحبة من كلمات بيرم التونسي: «أحبابنا يا عيني ما هم معانا.. رحنا وراحوا عنا.. ما حد منا تهنى..عيني يا عيني».
    وختاماً: الموسيقار فريد بن فهد الأطرش يستحق الذكر والتخليد، وأناشد الكتّاب والموسيقيين بتخليده من خلال مسلسل تلفزيوني يعرض سيرة حياته الفنية الشاقة ومعاناته ليكون قدوةً حسنة للأجيال الصاعدة.

يعمل...
X