إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

امرأتان لهما نفسي وعمري - الشاعر الإنسان طلعت سقيرق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • امرأتان لهما نفسي وعمري - الشاعر الإنسان طلعت سقيرق

    الشاعر الإنسان طلعت سقيرق
    امرأتان لهما نفسي وعمري
    سأدخل الآن في منعرج صعب جدا يطول شرحه .. إذ الحديث عن هاتين يشكل بالنسبة لي مأزقا لا أعرف كيف أصفه ..
    المرأتان هما الشاعرة المصرية فابيولا بدوي والأديبة الفلسطينية هدى الخطيب ..
    ومكمن الصعوبة شدة قربهما حتى أنني اشعر أن كل واحدة منهما لا يمكن إلا أن تكون في داخلي أو " أنا " ..
    كيف حدث ذلك لا ادري ..
    الواحدة منهما حبيبتي وشقيقتي وذاتي ومرآتي وكل شيء حتى النبض ..
    هما لا تعرفان ماذا تشكلان بالنسبة لي .. أو تعرفان لا ادري ..
    فابيولا تقول لي حبيبي فأشعر بأن الكلمة بحر ، وأقول لها حبيبتي فتشعر بأن المفردة تملأ العالم .. أقول لهدى حبيبتي ، وتقول لي حبيبي ، وكل المفردات مسكونة بالقرب والقرابة وشدة الوله بالذات ..
    حين تسللت كل واحدة منهما إلى داخلي ، كنت على وعي تام بأن الروح تعانق الروح ، بعيدا عن ضيق المفردات ووقوعها في شباك الجسد وتلك المتعة العابرة ..
    كل واحدة منهما بالنسبة لي اكبر من ذلك بكثير ، واهم من ذلك بكثير ، وأعظم من ذلك بكثير ..
    كلتاهما الجمال والرقة والروعة والأنوثة المطلقة والأدب العالي ..
    لكن لا أستطيع التفكير بكل واحدة منهما إلا على أنها نفسي وعمري وذاتي ..
    أقول حبيبتي لكل منهما فاشعر بتساقط النور والضوء والأمان ..
    أخشى عليهما خشيتي على بصري وعمري .. سبحان الله .. كل واحدة منهما لها خصوصية وجودي ..
    إذا قلت هدى أو فابيولا شقيقتي ، أشعر أنها أكثر من ذلك ..
    إذا قلت صديقتي أشعر أنها أكثر من ذلك ..
    يمكن ذات يوم أن أتنفس من خلالهما ، وأن يتنفسا من خلالي ..
    قمة حيرتي تكمن في أنهما لحمي ودمي ونبضي وكرامتي وشموخي وضوء أيامي ..
    أخشى على كل واحدة منهما من النسيم ..
    اشعر أن الواحدة منهما ابنتي ، ثم شقيقتي ، أو عالمي كله ..
    وأخاف كثيرا أن ينتهك هذا العالم من أحد ..
    علاقة غريبة .. لكنها مسيجة بعمري ونفسي ، ومحمية بأنفاسي ونبضي وكل ما املك من ساعات في هذه الدنيا ..
    حين يجتاحني التعب أتمنى أن تكون واحدة منهما قربي لأفرد دموعي وأطلال ذاتي على كفيها .. غريب هذا الشعور .. أيمكن أن يكون الحنين إلى الطفولة بوجود امرأتين استطاعتا أن تعبرا حياتي إلى هذا الحد ؟؟؟..
    صعب أن تكون الأنثى في يوم ما الأخت والبنت والأم والصديقة .. يحتاج الأمر إلى دق أبواب المستحيل .. لكنهما كانتا ..
    لذلك هما حبيبتاي بصدق .. حبيبتاي بمعنى الحب الذي يتجاوز كل حدود الجسد والمتع العابرة .. هما نفسي وإيماني ويقيني وإحساسي بجمال الدنيا ..
    أدير ظهري وأعرف أنهما يحميان العمر من كل خطر ..
    وتدير الواحدة منهما ظهرها ، وتعرف أنني احميها بعمري .. لذلك حين أصرخ بكل وجداني لهدى أو فابيولا " أحبك " فإنني أقولها بكل ثقة غير هياب ، فحبي لهما ناصع كالثلج ، نظيف واسع كالمدى .. إنهما الروح والنفس وجزء من تكويني .. 5/4/2006

يعمل...
X