إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مسرحية للأطفال ( الزهرة القرمزية ) على مسرح القباني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسرحية للأطفال ( الزهرة القرمزية ) على مسرح القباني

    "الزهرة القرمزية" مسرحية للأطفال على مسرح القباني


    دمشق-سانا
    تواصل مسرحية "الزهرة القرمزية" عروضها للأطفال لمخرجها رشاد كوكش عن نص الكاتبة حنان مصطفى وذلك على مسرح القباني حيث تروي هذه المسرحية المقتبسة عن الرواية العالمية الشهيرة "الجميلة والوحش" خفايا الطبيعة البشرية عبر مقاربة بين نوازع الخير والشر ونوازع الحقد والحب للتأكيد على التسامح والمحبة والتعايش من خلال حكاية خيالية تدور حول ثلاث بنات وأب وفارس مجهول.
    وتبدأ أحداث العرض الذي تقيمه مديرية المسارح والموسيقا "مسرح الطفل" من لحظة دخول الأب التاجر بديع وتابعه خليل بستان القصر الموجود في الغابة أثناء عودتهما من تجارة ليقعا لاحقا في أسر شاب ملثم يشترط لإخلاء سبيلهما الزواج بإحدى بنات التاجر فيوافق الوالد مرغما ويعود إلى المنزل ويعرض الأمر على بناته الثلاث فتوافق الصغرى وتغادر إلى الغابة لتلتقي بالفارس الملثم وتمضي معه بعدها إلى حياة مجهولة في قصره الكبير إلى أن تتأقلم مع الواقع لكنها تتعرض لمؤامرة من قبل شقيقتيها لتكتشف في النهاية حقيقة الفارس الملثم كرجل مسحور يحتاج إلى الحب كي يعود فارسا جميلا بعد زوال السحر عنه.
    وتعتبر مسرحية الزهرة القرمزية المأخوذة عن قصة لكاتب روسي تحمل العنوان ذاته أساسا لحكاية "الحسناء والوحش" حيث أنها تقدم مسرحيا للأطفال لأول مرة في الوطن العربي حيث قامت الأديبة حنان مصطفى بإعداد النص مسرحيا بناء على طلب مخرج العرض بعد أن بحثا سوياً عن نص مناسب للمسرح في المنشورات العربية والمحلية على هذا الصعيد فوجدا أن نصوصا كثيرة قدمت واستهلكت مسرحيا مثل../سندريلا.. فلة والأقزام السبعة.. بياض الثلج.. الأميرة النائمة/ فنص الزهرة القرمزية يمتلك مقومات تجعله مناسبا لمسرح الطفل في سورية.
    ويقول مخرج العرض الفنان رشاد كوكش إنه كان يعتقد أن الإخراج والتوجه للطفل عملية سهلة إلا أنه سرعان ما اكتشف بعد وقوفه على خشبة المسرح أن مسرح الطفل يحتاج إلى الكثير من الشعور بالمسؤولية لما يقدمه للمشاهد الصغير فرغم كل تحضيراته النظرية التي كانت على أكمل وجه إلا أنه عندما بدأ العمل على الخشبة أعاد كل حساباته على صعيد الإخراج لكونه يميل في مسرح الطفل إلى البساطة مبينا أن الهم الأساسي الذي كان يشغله حين بدأ العمل على "الزهرة القرمزية" هو كيفية تقديم مقولة بسيطة من خلال عرض بسيط بكل عناصره إذ كان هم كوكش في البداية أن يصل مع الطفل إلى صيغة مشتركة يلتقيان فيها دون أن يفكر في أن ينزل إليه أو يجذبه ليرتقي إلى مستواه.
    ويبين كوكش أنه كان من الضروري أن يأخذ بعين الاعتبار أن طفل 2013 غيره في عام 1980 مثلا في ظل وسائل الاتصال الحديثة التي ألغت الحواجز وبالتالي يرى أن نجاح من يعمل في المسرح هو بمقدار جذب هذا الطفل إليه بإمكانياته البسيطة ولذلك حرص وقبل التحضير للعرض على التجوال بين محطات الأطفال التلفزيونية ليتعرف على ما يقدم لطفل اليوم والعوالم التي يعيشها من خلال هذه المحطات حتى لا يكون بعيداً عن عوالمهم.
    ويضيف مخرج العرض أنه أراد أن يخاطب الطفل من خلال فكرة بسيطة بعيدا عن أي تعقيد أو الأولى أن يقدم عرضا يحقق السعادة له ومن هنا كانت الخطوة الأولى له كمخرج في أن يختار ممثلين يملكون القدرة على التواصل مع الطفل.. فبرأيه أن أي ممثل أكاديمي قادر على الوقوف على خشبة مسرح الطفل إلا أن ممثل مسرح الطفل الناجح يجب أن يتمتع بملامح محببة وبإطلالة لطيفة وحضور يشد انتباه الطفل وهنا تقع على عاتق المخرج مسؤولية كبيرة في وضع الممثل المناسب في المكان والشخصية المناسبين إضافة إلى سعيه لخلق صورة مقنعة للطفل تتناسب مع قصة العرض من خلال ديكور مناسب ابتعد فيه قدر الإمكان عن المبالغة.
    وقال المخرج السوري لم أخش من الترميز الذي يصلح عادة للكبار لإيماني بذكاء الطفل السوري ولقناعتي بأهمية ترك مساحة معينة لخيال المتفرج الصغير لذلك رفضت أن يقدم له كل شيء خاصة أن أهم ميزة من ميزات المسرح أنه شرطي والطفل المعتاد على المسرح يفهم ذلك ويقدره لأنه يفهم اللعبة المسرحية كما حاولت في هذا العرض إشراك الطفل ولو بشكل بسيط في مجرياته عبر أداء معين للممثلين فكنت أتمنى أن يصبح الطفل مشاركاً حقيقياً في أي عرض لأن ذلك يحقق له متعة كبيرة.
    الممثلة عهد ديب قالت إن عرض "الزهرة القرمزية" هو أول عمل مسرحي للأطفال تشارك فيه بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية وذلك من خلال تجسيدها لشخصية يارا البنت الكبرى الشريرة والجشعة والكسولة التي تتامر مع أختها الوسطى نايا لمضايقة أختهما الصغرى الطيبة والمحبة والقنوعة كندة فالنتيجة الأكيدة التي خرجت بها من هذه المشاركة هي أن هذا النوع من المسرح صعب والمطلوب ممن يعمل فيه أن يبذل أقصى جهده لإقناع الطفل الكائن الأكثر صدقاً وشفافية ولينجح في ذلك عليه أن يكون أيضا صادقا وشفافا في طريقة إيصال الفكرة المطلوبة.
    وأضافت ديب.. أن جهد الممثل في هذا مسرح الطفل مضاعف مضافة إليه ضرورة أن يكون الممثل محبا للتعامل مع جمهور الأطفال ما يعني بالنهاية أن هذه التجربة صعبة لخصوصية جمهور لا يمكن إضحاكه أو إبكاؤه بسهولة إلى جانب صعوبة العمل في ظل الظروف الصعبة الحالية التي تعاني منها سورية.
    بدورها قالت الفنانة مي مرهج التي تؤدي دور الأخت الوسطى نايا إنها تعاملت سابقا مع الطفل من خلال التلفزيون إلا أن التوجه للطفل عبر الشاشة الصغيرة أسهل بكثير من التوجه عبر المسرح لاسيما أن الممثل فيه يجب أن يهتم بكل تفصيلة من تفاصيل العمل اخذاً بعين الاعتبار دائماً أن الجمهور المعني هو الطفل الذي قد يدقق في أبسط سلوك على الخشبة لذلك لا يمكن التنبؤ بردة فعل الطفل مما يتطلب من الممثل التدقيق في أدق تفاصيل أدائه والتوجه بصدق إليه والإيمان بالشخصية التي يجسدها ليؤمن بها الطفل وينسجم ويتواصل معها ولتحقيق النجاح لا بد من المبالغة حين التوجه للطفل في سبيل شد انتباهه وترسيخ ما يراه في ذهنه.
    الممثلة الشابة ماسة زاهر خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية 2012 ترى في تلك المتعة التي قدمها لها مسرح الطفل تجربة غنية جداً ساعدتها في تطوير أدواتها كممثلة وعلمتها الصبر وتقول: شخصية البنت الطيبة جسدت كثيراً في مسرح الطفل إلا أن ذلك لم يمنعني من تقديم بعض الإضافات على الصورة التي اعتاد الطفل عليها فصارت جزءاً من خياله لكن بالعموم حاولت عبر أداء شخصية كندة بشكل متقن لاسيما أنني تعاملت مع نفسي بصرامة شديدة إلى جانب دأبي لالتقاط ردات فعل الأطفال فالطفل صادق لا يخفي مشاعره الحقيقية بل يعبر عنها بكل عفوية.
    يذكر أن عرض الزهرة القرمزية من تمثيل الفنانين.. تاج الدين ضيف الله بدور "التاجر بديع".. محمود عثمان "العم خليل".. أويس مخللاتي "الفارس".. مي مرهج "ناي"ا.. عهد ديب "يارا".. ماسة زاهر "كندة" والطاقم الفني للعمل.. مصمم الديكور زهير العربي.. الإضاءة أدهم سفر.. مصممة الملابس سهيلة إبراهيم التأليف الموسيقي والألحان أيمن زريقاني.. المكياج هناء برماوي.. مخرج مساعد بسام ناصر وتختتم المسرحية عروضها غدا في الساعة الرابعة مساء على مسرح القباني.
    سامر إسماعيل
يعمل...
X