إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسس جمع الحكايات عن الجدات وهي من الموروث الشعبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسس جمع الحكايات عن الجدات وهي من الموروث الشعبي

    الحكاية الشعبية في التراث الحمصي
    مديرية الثقافة بحمص

    أسس جمع الحكايات عن الجدات
    وهي من الموروث الشعبي

    أسس جمع الحكايات
    عندما كانت الجدة تفرغ لنا ما بذاكرتها من الحكايات بطريقة ( كان يا ما كان في قديم الزمان ) لم نكن نملك وسائل تسجيل{ كاسيت }، ولا القدرة أو الرغبة في كتابة الحكاية وحفظها، وكان كل همنا الاستماع وترقب نهاية الحكاية، وعندما جاء الوقت وشعرنا بضرورة تسجيل هذا التراث الشعبي الجميل، وحفظه للأجيال القادمة قبل أن يندثر ويطويه النسيان، بحثنا عن الجدة فوجدناها قد ماتت رحمها الله، أو الجدات الباقيات للأسف لم يعد بإمكانهم الحكي، أو خرفت ذاكراتهن وشاخت وانطمست فيها معالم الحكاية، ففقدنا بهذا مصدراً أساسيا وهاماً للحكاية الشعبية.
    كان الأمر مخيفا ًفعلا ًوكان لابد من العمل بجهد وبسرعة، لتدارك هذا الإهمال الخطير الذي وقعنا فيه، ولم يعد أمامي سوى الجيل الثاني الذي سمع الحكاية في الماضي، وسماع ما حفظه منها أو ما علق بذاكرته من الحكايات، وكانت المهمة صعبة والعقبات كثيرة، منها أن ذاكرة الجيل الثاني تحفظ حكايات مشوشة، أو مبتورة أو مخلوطة بحكايات ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة، أو حكايات القصص الأدبية الحديثة للأطفال، فكان لابد من بذل جهد كبير لغربلة الحكايات، وفرز الأصيل منها عن الدخيل، وحذف الإضافات، أمّا العقبة الثانية فكانت تتمثل في أن معظم حفظة الحكايات من النساء، وهذا يحتاج إلى ظروف مناسبة للاجتماع معهن عدة مرات، ولفترات طويلة لإفراغ جعبتهن كاملة، وهذا يكاد يكون شبه مستحيل إن لم تكن النساء من القريبات أو المعارف المقربة .
    والصعوبة الكبرى كانت توثيق الحكاية، ونسخها فاستخدام آلة التسجيل أمر مربك للراوي، أو مرفوض على الأغلب لاعتبارات نفسية واجتماعية، ومتابعة الراوي بالكتابة أيضاً شبه مستحيل، فكان الحل الوحيد هو سماع الحكاية من الراوي شفهيا،ً ثم كتابتها بعد ذلك من الذاكرة مع ما يطرأ على الحكاية من تغيير، وتبديل في بعض الكلمات والألفاظ، أو نسيان بعض التفصيلات الصغيرة، وعندما يتعذر الاجتماع مع راوية الحكاية أطلب منها كتابتها بلغتها، ثمّ إعادة دراستها وتنقيحها وكتابتها من جديد. كان لابد من العمل رغم كل العقبات والصعوبات، وبذل الجهد المتواصل مع التغاضي عن بعض السلبيات، والمثابرة والصبر في سبيل الهدف الكبير، وهو إنجاز مشروع جمع الحكاية الشعبية وتوثيقها وحفظها.
    وقد توخيت في عملية جمع الحكايات الشعبية الاعتبارات التالية :
    أولا: الاقتصار فقط على الحكاية الشعبية الأصيلة، وحذف الإضافات المستحدثة والطارئة على الحكاية بفعل الوعي الثقافي والمعرفي المعاصر للفئات الشعبية .
    ثانيا: استبعدت الحكاية المستمدّة من التراث الشعبي المكتوب، خاصة من ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة، والقصص المعروفة الأصول في السيرة النبوية، وكتب التاريخ والأخبار الإسرائيلية القديمة.
    ثالثاً: كتبت بعض الحكايات بلغة فصيحة مبسطة قدر الإمكان وأبقيت على بعض الكلمات والجمل والألفاظ كما روتها الجدّة تماماً، وبعض الحكايات بلغتها العامية الأصلية، للحفاظ على روح الحكاية وبيئتها وجوّها النفسي المفيد جداً للباحثين في المستقبل.
    رابعاً: حذفت بعض الأحداث والأفكار والكلمات البذيئة التي تخدش الذوق العام وهي غير صالحة للنشر، تتعارض مع أخلاق مجتمعنا العربي المسلم وقيمه ومعتقداته وأعرافه الأصيلة ولا يفيد إيرادها نص الحكاية لا شكلاً ولا مضموناً.
    خامساً: اتبعت في التبويب وترتيب الحكايات المضمون، وبدأت بحكايات بسيطة سهلة تناسب الأطفال، شخصيات أبطالها غالباً من الحيوانات، وتحمل قيماً تربوية وأخلاقية مفيدة وصالحة، والفئة الأخرى تتميز بأحداثها القوية والمثيرة والمخيفة والعنف، وتعتمد أساليب السحر والخرافات والغرائب وهي تناسب الكبار والشباب .
    سادسا: أكثر الحكايات ليس لها اسم أو عنوان، وكان كل راوي يضع لها عنواناً مختلفاً عن الآخر، فاخترت لها اسما يناسب أحداثها، أو أسماء شخصياتها، لتمييزها عن باقي الحكايات .
    كانت بداية مشروع جمع الحكايات الشعبية في مدينة حمص وريفها منذ عام 1995، وما أقدمه في هذا الكتاب هو جهد أعوام متواصلة ، لكن المشروع يستحق العناء لإنجاز هذه المهمة الوطنية الحفاظ على تراث الأمة وهويتها ووجهها الأصيل ...

يعمل...
X