إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدكتور (علي عزيز العبيدي ) الروائي العراقي - ورواية الدكتور نزيه بدور ( إعلان مقتل الدكتور علي )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدكتور (علي عزيز العبيدي ) الروائي العراقي - ورواية الدكتور نزيه بدور ( إعلان مقتل الدكتور علي )



    الدكتور (علي عزيز العبيدي ) الروائي العراقي - ورواية الدكتور نزيه بدور ( إعلان مقتل الدكتور علي )


    «إعلان مقتل الدكتور علي» نموذج معقول لرواية عصرية

    صحيفة تشرين
    د.علي عزيز العبيدي " روائي عراقي"

    حين يصدر عمل روائي جديد في زحمة الهوس الثقافي الذي يختلط فيه الغث والسمين، فإننا بالضرورة نقف أمام طريقة تناغمه مع توقعات جمهوره والمعارضين له.
    لأن هذه المعارضة تشكل بالدرجة الأساس هوية هذا العمل، ومقياسا للحكم على قيمته الجمالية، فالمسافة بين مساحة التوقع والعمل الروائي تحدد الخاصية الفنية لذلك النتاج من جانب جمالية التلقي هذا فيما يتعلق بموقع الرواية من المتلقي، أما مساحة الرواية المتأتية من سعة أفق الكاتب وبعد نظرته إلى مفاصل الفكرة في النص، وأسلوب تكييف الأحداث وعلاقتها بالزمان والمكان والشخصية، فإنها تتوقف على امكانات الانفتاح اللانهائي على الواقع الروائي، ما يجعل الرواية تتمتع بحرية الحركة والتعبير أكثر من أي جنس أدبي، و تشق طريقها بجرأة وتحد، لا لأنها تحمل سمات التمرد على قيم معينة بسبب سعة مساحتها بل لانها تمتلك سراً كونياً يجعلها على درجة كبيرة من التمكن في استيعاب مشكلات العصر، ومعاملتها مع النظرة الحديثة لحل المشكل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وبكفاءة مناسبة إن لم تكن متقدمة جداً.

    وعلى وفق ماتقدم أمامنا اليوم عمل روائي يقدم نفسه للناس ضمن فوضى الاحداث التي تمسك بتلابيب الأمة من كل جانب، هذا العمل هو رواية (إعلان مقتل الدكتور علي) للكاتب السوري نزيه بدور، الذي نراه من خلال النص يسبح في أكثر من بحر، ويجابه أكثر من تيار، مذكياً الموج الهائج وممسكاً بدفة القيادة بإحكام. ‏
    هذا الكاتب يقدم نموذجاً معقولاً لرواية عصرية، تعاملت مع واقع عربي من أقصى خطوة الى أقصى وقفة، في تأمل ما يجري داخل مجتمع يمتلك مقومات الوجود والبقاء والتحدي، وقد بدا حرصه جلياً في إيصال أكثر من رسالة الى المتلقي العربي وكان فريداً عندما ابتدأ روايته من نهايتها، هذا نوع من المخاطرة بقيمة الرواية لم نعهده عند كاتب آخر على مستوى الروائيين السوريين، لأنه يعرّض القارئ الى العزوف عن قراءة كامل الرواية طالما عرف ان العقدة المهمة فيها قد وضحت في السطور الأولى وهو مقتل الدكتور علي، الذي اختتمت به الرواية أيضاً، فهو بدأ من حيث انتهى وانتهى من حيث بدأ، هذه المفارقة هي قيمة عليا في الرواية. ‏
    لكننا لا نعيب على نزيه بدور تصرفه هذا، لأنه لم يأت به من مصادفة، بل استخدمه استخداماً بارعاً في قيادة القارئ لمعرفة كيف قتل الدكتور علي وبهذا كان الدكتور علي كما أراد له الكاتب نزيه هو الراوي العليم الذي هيمن على كل احداث القص، وهنا يجدر القول: أن «نزيه» خاض غمار تحد كبير حينما كشف عن مصير روايته، مسجلاً بذلك سبقاً روائياً على مستوى أقرانه من الذين كتبوا رواية تحمل هموماً عربية، تنقّل بها عبر أكثر من مساحة عربية (سورية، العراق، مصر وليبيا). ‏
    كنا نتمنى في هذه الحقبة من تاريخ الأمة، أن نحظى بقراءة نص أدبي، يحمل هموم العرب، كأفراد وكأمة، ولا محاباة في أن رواية الكاتب نزيه بدور ردت الكثير من تساؤلاتنا عن غياب مثل هذا العمل عن الساحة الأدبية، فقد كانت روايته تقف على مساحة واسعة من الافكار المتعددة، التي شكلت هي الأخرى مساحات مترابطة من الهموم فقد تواصلت هذه المساحات من خلال براعة الكاتب كالسلسلة التي تبدأ بحلقة وتنتهي بحلقة. ‏
    وفي مساحة الزمن أوصل الكاتب عقود القرن الماضي بعضها بالبعض الآخر دون التفريط بوحدتها لعلاقة ذلك بمنحنيات احداث الرواية ولم يترك فاصلة تخل بعملية البناء الروائي.

    ورغم ان الكاتب علق أحداث الرواية على أعمدة انتقالات البطل في أكثر من قطر عربي في افريقيات إلا أنه لم ينس، من خلال الإشارة الى شخصية «مهدي البصري» الجرح الكبير في شرق الوطن العربي في العراق، وهو جرح الحصار الذي ظل ينزف دماً حتى تعفن باحتلال العراق، كما نبّه الى خطورة الظاهرة الطائفية التي تحاول تمزيق الوطن العربي وتحويله الى كيانات طائفية من خلال إبراز طموحات «مهدي» في قيام كيان طائفي بجنوب العراق. ‏
    بهذا الشكل لم يبق أمامنا عذر لأن نعتبر رواية (إعلان مقتل الدكتور علي) رواية لمجرد النشر، لأنها اتخمت بهموم كل العرب وحمّل فيها النص أكثر مما ينبغي من صنف الروايات التي يجب أن يسود نمطها في هذا العصر الثقافي الذي يجابه تحديات العولمة، والغزو الثقافي. ‏
يعمل...
X