إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر ( كمال دردو ) يرحل عنا - بقلم الشاعر : محمد الصالح بن يغلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر ( كمال دردو ) يرحل عنا - بقلم الشاعر : محمد الصالح بن يغلة

    رحم الله كمال دردور الشاعر : محمد الصالح بن يغلة


    كان يجمعنا في بيته ، و يغمرنا بحفاوته ، و يغدق علينا من كرمه ، و يسمعنا صوته و ألحانه و أشعاره ، إنه الشاعر المرحوم " كمال دردور " .


    رحم الله أخي و صديقي " كمال دردور " ، هذا الشاعر الأنيق الذي كان يزين الأمسيات الشعرية و يجعل لها نكهة خاصة ، و رغم أنه كان شاعرا ـ بامتياز ـ باللغة الفرنسية إلا أنه في السنوات الأخيرة دأب على كتابة و مضات شعرية بلغة عربية فصيحة غاية في الجمال و الدهشة.
    لقد نزل علينا خبر وفاة صديقنا " كمال دردور " كالصاعقة ، مما جعلنا ننتفض لنودعه بكل خشوع و صبر ، و كم كانت جنازته عبرة لمن يعتبر .
    منذ سنوات خلت لم أعد ألتقي بالصديق " كمال دردور " لأن المشهد الثقافي بعنابة فرض علينا القطيعة و العزلة و المنفى ، فبعدما كانت عنابة قبلة للشعراء و المواهب صارت مقبرة للأدباء و المفكرين ، فلا أيام أدبية ، و لا ملتقيات وطنية ، و لا محاضرات ، و لا نادي الخميس ، و لا مسابقات شعرية ، و هكذا تحولت المؤسسات الثقافية إلى سجون و معتقلات على أيدي تجار الثقافة الذين شربوا دماء الشعراء خاصة و أكلوا عرق جبينهم ، مما حدا بكثير من الشعراء و على رأسهم " كمال دردور " بالتمرد على هذه السجون ، واختيار الحرية و المنفى .
    و يمكن بعجالة وصف أخي " كمال دردور" بأنه شاعر فحل ، مرهف الإحساس ، طيب القلب ، كثير الكرم ، و لا يقبل الدونية أبدا ، فهو كالطود الأشم أناقة و ثقة و أنفة بعيدا عن الغرور وسفاسف الأمور .
    كان يمكن أن يعيش شعراء عنابة أجمل أوقاتهم مع الشعر غدوا و رواحا ، كان يمكن أن يغرقوا في العطاء و الإبداع ، كان يمكن أن يستظلوا بدوحة واحدة ، و يركبوا سفينة واحدة، لكن الأيدي الآثمة و القلوب المريضة و تجار الثقافة قضوا على كل شيء جميل .
    رحمك الله أخي " دردور "، أسأل الله لك الثبات و المغفرة و الرحمة ، إن ربي لسميع الدعاء .
يعمل...
X