إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر محمود درويش وثلاث سنوات على رحيله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر محمود درويش وثلاث سنوات على رحيله

    ثلاث سنوات على رحيل
    محمود درويش


    بدأ حياته في فلسطين المحتلة أي في السجن بالنسبة لعربي مقيم فيها
    يظلم عندما يوصف بشاعر القضية فقد كان باستطاعته أن يتخذ كفلسطيني موقفا وطنيا بمعزل عن الشعر
    لم يكن أحد مسكونا بفلسطين كما كان ولا أحد كرّس حساسيته الجمالية لها مثله
    فلسطين في شعره عنوان إنساني أبعد مدى من حدود جغرافيتها ومن حدود تاريخها المأساوي
    أصبحت فلسطين عنده عنوانا للمعنى الإنساني الجريح وهو يدافع عن نفسه بوجه الخرافة والقوة والوحشية
    آخر شاعر غنائي عربي حقيقي وكبير وأصيل
    أحد القلائل الذين امتلكوا السرّ الخفي والخلطة السحرية للقصيدة العربية القادمة إلينا عبر القرون

    بقلم - جهاد فاضل:
    هذا الكتاب عن محمود درويش كتبه أدباء وشعراء من كل مكان في بلاد العرب، ولم يكتبه شخص واحد فهو حصيلة ما قاله فيه رفاق القلم عند رحيله قبل ثلاث سنوات. والواقع أن رحيله لم يكن عندما حصل نهاية متوقعة ولا منتظرة كما لم يكن نهاية منطقية.

    من المتوقع دائما رحيل الذين طالت إقامتهم بيننا، وقدموا كل ما لديهم ولم يبق للحياة عندهم مطلب جديد.
    ومحمود درويش لم تطل اقامته لا في الزمان ولا في المكان ومن الممكن القول إنه كان، منذ وجد، في رحيل دائم. ولعله يشبه في ذلك عددا من الشعراء العرب في النصف الأول من القرن العشرين كانوا على الدوام في رحيل دائم ومنهم الصافي النجفي والجواهري وعمر أبو ريشة وسواهم كان في السابعة من عمره يوم رحل من قريته البروة مع غيره من الفلسطينيين الذين لجأوا إلى لبنان تحت تهديد الإرهاب الصهيوني المتوحش، لكنه استطاع أن يعود مع الذين آثروا العودة ليعيش في فلسطين التي أصبح اسمها إسرائيل.

    هذه المرة حدد المالكون الجدد للبلاد (التي كانت وطنه) اقامته كما حددوا إقامة سواه ممن بقوا فيها من أهلها الأصليين. أصبح محمود سجينا في وطنه بتهمة أنه عربي. ومن هذا الوعي الجارح جاءت قصيدته"سجل أنا عربي" التي فكت أسره وقدمته للناس.
    فيما بعد يصبح الشعر وطنا بديلا أو ملجأ بعد أن فقد وطنه في كل يوم يرحل إليه ليتنفس هواءه النقي، لكنه يضطر إلى العودة حيث يثبت وجوده أمام الشرطة الإسرائيلية التي لا تريده موجودا إلا بشرط واحد هو أن يكون سجينا. فإذا كان يريد أن يغادر سجنه فعليه أن يغادر وطنه وهذا هو الخيار الصعب الذي وجه نفسه مضطرا إليه يوم غادر حيفا إلى موسكو، ثم غادر موسكو إلى القاهرة، ثم غادر القاهرة إلى بيروت، ثم غادر بيروت إلى تونس، ثم غادر تونس إلى باريس، فإلى رام الله فعمان. ثم عاوده الحنين للرحيل من جديد. وفي هذه المرة الأخيرة غادر رام الله إلى أحد مستشفيات هيوستن في الولايات المتحدة، ليكون من هذه المدينة البعيدة رحيله الأخير!.
    وقد رحل محمود درويش في اللحظة نفسها التي أخذ فيها القصيدة إلى ذروة المجد. منذ بدأت قصائده تنتشر في الناس مطالع الستينيات من القرن الماضي، كانت لغة في التعبير الشعري جديدة تنمو في ذاتها وتتبرعم وكلما تقدمت في الزمن، نضجت مفاتنها أكثر، وارتفع فيها وازع الجاذبية أكثر وما كانت قصيدته قد بلغت الثلاثين عاما من عمرها وكان ذلك في بداية التسعينات - حتى رسم محمود درويش سقفا للتعبير الشعري، ورسخ رؤية وأسلوبها في الكتابة يصعب على الشعر العربي أن يتخطى حدودهما الجمالية في المنظور الزمن.
    كان حينها قد خرج خروجا شبه نهائي من ملحمة فريدة أثمرت ثلاثا من أخلد قصائده "أحمد الزعتر" قصيدة "بيروت" مديح الظل العالي"كي يعيد تأسيس غنائيته الستينية وايقاعيته السبعينية في لغة ورؤية ونمط عن الكتابة جديدة مال إلى إرسال لغة القصيدة أكثر، وإلى إضمار الإيقاع في الصورة بدل اللغة أكثر. مال إذن وكعادته إلى الثورة على المألوف في الشعر والمعنى والرمز أكثر فأكثر.
    ثمة من يرى أن وصف محمود درويش "بشاعر القضية" لم يكن منصفا اختزل الوصف شعره في موقف كان يمكن ان يتخذه كفلسطيني بمعزل عن الشعر لم ينتبه الوصف إلى القصيدة إلى عالمها الداخلي الجمالي الذي بناه محمود حجرا حجرا، وبلمسات سحرية كأنما يرصع تاجا بالجواهر، وإنما أخذته -أي الوصف- أحمال القصيدة ومادتها الخام التي استغلت عليها القصيدة التراجيديا الفلسطينية. لم يكن أحد مسكونا بفلسطين كمحمود درويش، ولا كرّس أحد حساسيته الجمالية لها مثله، لكن فلسطين في شعره عنوان إنساني أبعد مدى من حدود جغرافيتها ومن حدود تاريخها المأساوي النازف ومعه فقط، في شعره، لم تعد فلسطين اسما لأرض واسما لشعب فحسب، بل عنوان للمعنى الإنساني الجريح وهو يدافع عن نفسه بوجه الخرافة والقوة والوحشية صدفة كان محمود درويش فلسطينيا، فارتبط اسمه بالأرض التي أنجبته ولكن ما كان صدفة أن تدخل فلسطين في نسيج عالمه الشعري لأنه إنساني ولأن مأساة شعبها تختصر مأساة الإنسان في هذا العالم.
    مع محمود درويش خرجت فلسطين من حدودها الفلسطينية والعربية ودخلت في المعنى الإنساني الحي في العالم. نقلتها قصائد محمود إلى وجدان البشرية في أصقاع الأرض جميعا. وبهذا المعنى فقط كانت فلسطينية شعر محمود والتزامه بقضية شعبه.
    أما غير ذلك فليس يجوز ان يقال في حق رجل أبي دوما ان يكون شاعر القبيلة ولسانها في أيامها. حتى حينما كان منغمساً في معلقاته الملحمية الخالدة (أحمد الزعتر)، ( قصيدة بيروت)، ( مديح الظل العالي)، كان المعنى الإنساني الكبير يتفجر في التعبير الشعري، ويحلق فوق سماء اللحظة الدرامية وموضوعها الفلسطيني المباشر.
    وحين غادر الى بيروت بعد إقامة قصيرة في القاهرة أوائل السبعينيات، دشن شعره مرحلة مديدة من التحولات العميقة على صعيد اللغة والتعبير والبناء والنفس. كانت بيروت حينها عاصمة الثورة الثقافية والساحة الأعرض لتياراتها الجديدة. انخرط محمود في تلك التحولات وصنع منها فصولا. وكانت البداية الصارخة ديوان (محاولة رقم ٧) ثم تتالت التجربة الى ان دخلت منعطفها الملحمي مع قصيدة احمد الزعتر لتشهد لحظة الاكتمال الامبراطوري والفخم مع قصيدة (مديح الظل العالي).
    ثم أجبره الاحتلال الصهيوني لبيروت (١٩٨٢) على أن يغادر إلى تونس فإلى باريس. وهناك في المنفى الجديد، وفي أجواء الاعتكاف والانقطاع، ولدت لحظة شعرية جديدة عاد فيها الشاعر كثيرا الى الذات والي لغة السؤال، وارتفعت فيها درجة العذوبة والرقة في التعبير الشعري الى حدود استثنائية. بدأ ذلك في ديوان (ورد أقل)، لكنه بلغ الذروة الجمالية في ديوان ( لماذا تركت الحصان وحيدا)، حيث تمتزج الملحمية في التعبير بالرومانسية وتطل السيرة الذاتية شعرا. وفي هذه اللحظة ايضا، وقد امتدت حتى مطالع القرن الحالي، وحيث الذات تخرج من عقالها الجمالي، اطل الحب كثيرا في قصيدة (شتاء ريتا الطويل)، وفي مجمل ديوان (سرير الغريبة) حيث ترقد ألذ وأشهى قصائد حب في تاريخ العربي.
    ولم يلبث السؤال الوجودي أن طرق شعر محمود درويش واحتل قصائده ولم ينسحب منها الى ان رحل. كان محمود قد مات للحظات اثناء العملية الجراحية الثانية التي خضع لها قلبه في العام ١٩٩٨ ثم عاد النبض الى القلب. وخرج الشاعر من امتحان الموت بسأل عن الحياة والموت والعدم والخلود، فكتب ملحمته الرائعة (جدارية) وفتح فيها حوارا خصبا مع الموت ليس مسبوقا في موضوعه ولا في جماليته في تاريخ الأدب العربي. ولم يتراجع القلق الوجودي في شعره، يتسلل الى التفاصيل. هكذا في ( كزهر اللوز أو أبعد) في حالة حصار.
    في الاثناء كان تحول جديد يطرأ على لغته. نفس نثري عاصف في أثر الفراشة وفي حضرة الغياب. لكنها نثريه مسكونة بالشعر. شعرية هي وان ترسلت وخرجت عن مألوف الشعر (وهي قطعا ليست قصيدة النثر التي لم يقتنع بها محمود يوما). وبمقدار ما كان يكمل ثورته الشعرية ويعيد تأسيس نظام القصيدة مستثمرا معادن النثر الدفينة ويصل بالتعبير الشعري الى قمم في الأعالي لم يصلها انسان، كان النفس الفلسفي يرتفع منسوبا ويعظم مساحة في شعره فيؤسس لصلة اخرى جديدة بين الشعر والفلسفة. لكن قلبه الكبير، القلب الذي اتعبه السؤال عن المعنى وأرهقه محمود بالحب، لم يقوى على حمل المزيد، فخذل الشاعر في السابعة والستين من عمره.
    فيا شؤم هذا الرقم يطل علينا من جديد!

    لابد أنه كان يكتب شيئا ما، وقبل ان يكمل هذا الشيء، وضع قلمه جانبا وذهب لمواجهة الموت الذي قد يكون همس له اكثر من مرة بأنه لا يعيش حتى ينجز العمل الذي بدأه. عاد خاسراً من المواجهة وهكذا انتهت لعبته الرهيبة مع الموت بانتهاء لعبته مع الحياة.
    عندما يفتح احدنا كتاب محمود درويش على قصيدة أو على أي مقطع من قصيدة، يكون الشعر واضحا وأكيدا اكثر مما يكون عليه لدى قراءة اي شاعر آخر. انك تتلقى جمال محمود درويش بالبداهة التي تتلقى بها جمال الوردة الجميلة او جمال الفعل الجميل. ساحر وأسر لجهة الصورة الشعرية النقية الصافية، ولجهة الايقاع، ثم لجهة البراعة التي يجمع فيها بين الصورة والايقاع على حس مرهف بالحياة وبالأشياء يسري في نصوصه مسرى الأرواح في الأجساد على ما يقول ابن الرومي.
    انه آخر شاعر غنائي عربي حقيقي وكبير وأصيل، وهو من القلائل في عصرنا الذين امتلكوا السر الخفي والخلطة السحرية للقصيدة العربية الأصيلة القادمة الينا عبر القرون.
    كان محمود درويش يقول حول تجربته الشعرية: ان الايقاع هو الذي يحضر اولا، ومنه ينطلق في كتابة القصيدة. قد يكون كل شيئ ارضيا في الشعر ما عدا الايقاع الذي هو من مادة سماوية.
    وكان يقول: انه يكون مستلقيا احياناً فيسمع ايقاعا كما لو انه يسمع هاتفا فينهض ويشرع في الكتابة:
    مطر (ناعم) في خريف بعيد
    والعصافير زرقاء زرقاء والأرض عيد
    النغم الخفي في هذه الكلمات لمحمود درويش يؤدي الى معنى أدق وأرحب من ذلك الذي تؤديه الصور التي تتضمنها هذه الكلمات.

    ومنه ايضا:
    قمر على بعلبك
    ودم على بيروت
    يا حلو من صبك
    فرساً من الياقوت
    قل لي ومن كبك
    نهرين في تابوت
    يا ليت لي قلبك
    لأموت حيث تموت

    هذا توقيع لا نملك معه الا ان تتخيل رقصا للأشباح المتولدة عن الصور في العالم الذي تحدث فيه القصيدة.
    كان محمود درويش محاطا بجو دافئ في الصداقة والحب والإعجاب.

    ولا بد ان يكون قد شكا ذات يوم من عدم وجود مناوئ له في محيطه الشخصي وفي محيطه الاجتماعي. كان بحاجة الى من ينظر اليه من دون تعصب او تحيز، بل ان هؤلاء الذين يمكن ان يكونوا خصوما موضوعيين له، كانوا يتوددون اليه عندما تجمعهم به هذه المناسبة او تلك، وكان اذا خرج من مجلسه الحميم الى الندوة او المهرجان يجد الآلاف بانتظاره في القاعات وفي الميادين. وكان هؤلاء ينظرون اليه في الواقع على انه أكثر من شاعر. انه شاعر زائد شيئا ما في شخصه وفي سيرته كان يكسبه سحرا خاصا.
    مرة في عمان اضطرت الشرطة الى تغيير مجرى السير في الشارع المؤدي الى امسية محمود درويش. وفي اليوم التالي، وفي عمان نفسها، اقيمت امسية لثلاثة شعراء عرب لم يتجاوز عدد الحاضرين المائة شخص، اي بمعدل ما يزيد قليلا على ثلاثين نفرا للشاعر الواحد. يعلق محمود درويش على ذلك قائلا: «ولكنه جمهور نوعي».. وهو لم يكن في الحقيقة سوى قطعة صغيرة من الجمهور الذي ذهب الى امسيته في اليوم السابق.
    ولكن هل اطمأن لجمهوره الواسع، ولعبارات التبجيل والاطراء التي كان يسمعها في كل مكان؟ لا. لم يطمئن ابدا. كان الجميع يلمسون قلقه، وتحفزه الدائم، وخصوصا في أعماله الأخيرة لإنجاز شيء جديد. فلم يكن يطيق فكرة ان يتكرر وان يشبه بعضه بعضا من عمل لآخر.
    وقد وصل به هذا الى ان هم اكثر من مرة بهدم قصره الملكي والذهاب للاقامة في عراء قصيدة النثر. ومن حسن الحظ انه لم يترجم هذا الروي العجيب في محاولة جديدة. كان وحيدا هو وشعره. واذا كان من شخص وجه نقدا حقيقيا لمحمود درويش فهو محمود درويش نفسه. كان يتفاعل مع نفسه اكثر بكثير مما يتفاعل مع الشعراء والنقاد والقراء من حوله. وقد قرر في السنوات الاخيرة ان يعيش حياة شعرية ثانية. فانقلب على موضوعه الشعري كما انقلب على لغته. فمن جهة الموضوع مال الى معالجة الهم الفردي الوجودي. ومن جهة اللغة مال الى السرد والنثر. واخذت توشح رصانته المعروفة الوان من العبث والسخرية. وعلى خلفية هذا المشهد الشعري الجديد كانت لا تزال تتراقص اطياف قصيدته القديمة.
    كان محمود درويش في اوج اندفاعه في مشروعه الجديد عندما قطع الموت انطلاقته ومحا الافق الذي كان يتجه اليه.. وبرحيله فقد عالمنا الشعري شيئا من وهج شمسه ومن ألق قمره. وتوقف الى الأبد ذلك التغريد السماوي الذي كان يتردد في فضاء حياتنا الموحشة.
    كان لمحمود درويش آراء في الشعر والشعراء كثيرا ما أفصح عنها في مجالسه ومن آرائه:
    - الشاعر ينضج في الاربعين.
    - أفضل شعر أحمد شوقي في المسرحيات والغزليات، وهو من أمتن الشعراء في القرن العشرين، لقد تحقق شعر صلاح عبد الصبور في المسرحيات. فالصنعة عنده محكمة. ولم أحب شعر حافظ إبراهيم يوما.
    وكان يقول في ندم: لقد نشرت شعري مبكراً!
    - أخطر شيء أن يقرر الشاعر قصيدته سلفاً!
    - سياق المقطع الأول هو الذي يقرر القصيدة. وهذا هو الفرق بين النظم والكتابة.. وأصعب القوافي القافية السهلة لأنها مستهلكة، ولابد عندما تستخدمها أن تجددها.

    - لم أقرأ العروض ولم أتعلمه، وليس لدى كتاب عروض واحد. فيما بعد اطلعت على كتاب بسيط في العروض، لم أتعلم العروض، كان ذلك بالسليقة، وقرأت فقط كتابا لضبط القواعد وأحس أن لديّ سيطرة على العروض.
    - أنا من أكثر الشعراء نكدا، فأنا أكتب القصيدة أربع مرات!
    - معدل ما أنشره هو ثلثا ما أكتب، والثلث الباقي أبيده، ولا يوجد نص شعري شبه منزّل، فلابد من الكولاج والمونتاج.

    - أؤمن بالصنعة بعدما تقوم السليقة بدورها.
    - سلوك الشاعر ينسى ولكن نصه يبقى
    - إذا فقد الشاعر أسلوبه فقد نفسه.
    - لديّ نظام للفوضى كل شيء في حياتي منظم إلا مكتبتي، فإذا رتبت ضعت.
    - لا أكتب حرفا واحدا في الليل. إن ذروة العمل عندى من العاشرة صباحا وحتى الثانية ظهرا، أنا لست صديقا لليل مع أنه صديق للشعراء!.
    إنها آراء شاعر كبير فيها ما يشرح جوانب في تجربته، وفيها ما يصلح للإفادة، أي ما يقدم فائدة للشعراء، وبخاصة للشعراء الشباب.
يعمل...
X