إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحلة لجمع أزهار "الشيح" ".. الطبيعة تفرض نفسها في "بستان تعنيتا" - نورس علي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحلة لجمع أزهار "الشيح" ".. الطبيعة تفرض نفسها في "بستان تعنيتا" - نورس علي

    "رحلة الشيح".. الطبيعة تفرض نفسها في "بستان تعنيتا"

    نورس علي
    تعد "رحلة الشيح" من الرحلات الممتعة التي اعتاد الشباب القيام بها بهدف تمضية أوقات ممتعة في رحاب بساطة الطبيعة البرية، وجمع أزهار "الشيح" لزوم المشروبات الساخنة.
    مدونة وطن "eSyria" رافقت مجموعة من الشباب بتاريخ 25/10/2013 في رحلتهم لجمع أزهار "الشيح" والتقت الشاب "رامي رحال" الموظف في "مرفأ طرطوس" للحديث عن هذا التقليد الموسمي كما أسماه، وهنا قال: «في مثل هذه الأيام من كل عام نجهز أنفسنا في كل يوم عطلة تقريباً أنا ومجموعة من الأصدقاء والأقارب لزيارة الطبيعة الخضراء التي خبرناها في قرية "بستان تعنيتا"، والعيش في رحاب بساطتها بعيداً عن صخب الحياة اليومية التي اعتدنا روتينها القاسي، والبحث عن نبات "الشيح" وتقليم أغصانه بما تحمله من أزهار.

    فقد أسمينا هذه الرحلة الموسمية بـ"رحلة الشيح" لأن جمع أزهار "الشيح" هدف أساسي من أهدافها، خاصة لمن يهوى احتساء الزهورات الطبيعية، فنبات "الشيح" بشكل عام نبات يحب الطبيعة الجبلية القاسية التي توفرها قرية "بستان متنا" أو كما تعرف "بستان تعنيتا" شرقي مدينة "بانياس" بخمسة وعشرين كيلومتراً، ويعتبر عسل "الشيح" من أغلى أنواع العسل في مناطقنا لطبيعة وتركيبة الرحيق الذي تنتجه هذه الأزهار، ما يعني أن قطافها واحتساء منقوعها يعطي ذات الفائدة تقريباً التي يعطيها عسل "الشيح"».

    وأضاف السيد "رامي" الذي خَبِر تجهيز النار لاستخدامها في الشواء والتسخين في كل رحلة: «نقوم بـ"رحلة الشيح" عدة مرات في مثل هذه الفترة من السنة، ونستقر في كل مرة على صخرة مطلة مكشوفة على مختلف الجهات الطبيعية وتسمى بـ"حجر المنقلة"، وهي من أجمل المناطق، وهذه الرحلة لا يمكن أن تتكرر في بقية الأيام لذلك نراها متميزة ونعد لها الكثير لتكون ناجحة ومثمرة ومفرحة».

    الشاب "حسين رحال" أحد المشاركين في "رحلة الشيح" قال: «بشكل عام أنا مقيم في مدينة "طرطوس" وأتواصل مع الأصدقاء والأقارب قبل كل يوم عطلة لمعرفة إن كنا سنقوم بـ"رحلة الشيح" أم لا، لنبدأ بالتحضير لها وتجهيز حاجيات يوم كامل في رحاب الطبيعة البرية، فنتقاسم فيما بيننا ما يتوجب علينا تحضيره، فأنا مثلاً في هذه الرحلة جهزت بعض المشروبات الساخنة وزيت الزيتون والخبز، ووجب عليّ إتمام عملية شواء البطاطا ومن بعدها اللحمة، لكوني مارستها في رحلة سابقة وكانت ناجحة ولذيذة».

    وأضاف السيد "حسين": «يكفي أن أخرج من بين الجدران الإسمنتية المحيطة بي في المدينة إلى فسحة الطبيعة البرية تحت زرقة السماء وبعيداً عن صخب التكنولوجيا والاتصالات التي أرهقتنا وأبعدتنا عن البساطة، حتى أشعر بالانتعاش والتجدد في الحياة اليومية».

    المهندس "بهجت وردة" الذي كان عليه تجهيز السلطة وتقطيع اللحمة قال: «في مثل هذه الأوقات من كل عام تكون الأجواء المناخية لطيفة جداً، فشمسها دافئة وهواؤها عليل، ويكون نبات "الشيح" قد بلغ أوج نضجه، فأحمل مقصي الصغير وأبدأ جولة القطاف بعد تجيهز المقادير الأولية للغداء ليكون على بقية الشباب إتمام العمل، وأبدأ السير في رحاب الطبيعة بحثاً عن نبات "الشيح"، ليتبعني من ينجز عمله، وقد أجتاز في هذه الرحلة أمتاراً قليلة لأحصل على الكمية الكافية، وقد يكون العكس، فالأمر يعتمد على الحظ الجيد والنشاط والرشاقة البدنية في عبور المنحدرات الجبلية حيث ينمو "الشيح"».

    وتابع الأستاذ "بهجت": «بعد أن أجد نبات "الشيح" أقصقص أغصانه المتفرعة بكثرة بشكل جيد دون المساس بالغصن الأساسي أو الجذر وكأني أقوم بعملية تقليم له، ليكون نباتاً فتياً في الموسم القادم ويمنحنا أزهاره، وبعد الحصول على الكمية المطلوبة أعود أدراجي أنا ومن معي في عملية البحث لنجد وجبة الغداء أصبحت جاهزة، فنتناولها بهدوء ونستمتع في رحاب بساطة الطبيعة وجمالها».

    الشاب "مياس حلوم" قال: «بعد الانتهاء من وجبة الغداء التي تم التحضير لها مشاركة فيما بين الجميع من حيث التجهيزات وعملية الطهو يتوجب على كل شخص تنظيف محيطة وأوانيه التي استخدمها، لتجهيز المشروب الساخن وفق رغبة كل منا، فالبعض يحتسي الشاي والبعض يحتسي مما جناه من رحلة قطاف "الشيح" حيث يكون أخضر نضراً فتظهر حلاوته ورائحته الذكية فور وضع الماء المغلي فوقه».

    وتابع السيد "مياس": «قد تستمر الرحلة إلى ما بعد غروب الشمس بكثير، وهنا نكون جاهزين أيضاً من ناحية توفير الإضاءة بواسطة وسائل الإنارة التراثية التي نمتلكها كـ"اللكس" والنار، ما يزيد من بهجة الرحلة جمالية وبساطة التعامل مع الحاجيات الأساسية لها، وفي نهاية الرحلة يحصل كل منا على حصته التي يريدها من أزهار "الشيح"، التي يجب "تشميسها" مدة يومين فقط، ومن ثم توضيبها في أوعية أو أكياس مؤونة، لتكون جاهزة للاستخدام المنزلي في أي وقت».
    الأستاذ "بهجت" يجمع الشيح السيد "رامي" يجهز النار السيد "حسين" يشوي البطاطا
يعمل...
X