إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسالتي إليّ - قصيدة لـ عبـّاس سليمان علي

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالتي إليّ - قصيدة لـ عبـّاس سليمان علي

    رسالتي إليَّ
    أوقـــدتـُني بالفتنــــــة الســَّــــوداءِ
    وســــــــقيتـُني مـُـــرّاً بغيــــر دواءِ
    ورميتـُنــي في لــُــجـَّتي مـُتهالكــــاً
    مـُتمـرِّغــــاً في الحـُمـَّــةِ الحمــــراءِ
    بين الــورى كنتُ السـَّــعيدَ بموطني
    مســــتوثقــاً بالألفـــة الخضــــــراءِ
    حيث السـَّــــكينةُ والأمــــانُ يلفـُّني
    إذ كـــــان في دفءِ الإخــــاءِ ردائي
    حيــن انتعلــــتَ منابــراً لمكــــــائدٍ
    نـَكـــــَــرَ النـَّعيــقُ أمانــةَ الأُمنـــاءِ
    مــــن جيفــةٍ تجترُّ تحت عـِمامــــةٍ
    أزكيـــــتَ نــارَ الغـِــــلِّ بالغـَثــراءِ
    زعـزعـتُ جـدراني بــدكِّ جذورهـــا
    بيتــي غـــدا كوخــاً بـدون غـِمــــاءِ
    حتى نعبـــتُ على خـرائب ظـُلمتـي
    أدركــــتُ أنـّي غــارقٌ بغـُثائــــــي
    فكما ادّعيتُ سـُــموَّ فكــر شـــرائعي
    كنــتُ السـَّـــــفيه بدعوتي ودعائي
    فنكثتُ عهــديَ واتـَّبعتُ ضـــــلالةً
    فيهــا التحقــــتُ بعـِرَّة الســـُّـفهاءِ
    ورفعــــتُ رايـــاتِ الخيانـة والخنا
    جهــلاً محـــقت نفائس العلمـــــاءِ
    فخبطــتُ في وحلـي ولـُذتُ بطـُمـَّتي
    مـُسـتوحشـاً كالغـِــرِّ في البهمــــــاءِ
    أنكرتُ إرثي واســـتبحتُ نفيســَــه
    مارســـتُ بـُغضـاً يســتطيبُ عدائي
    ومضــيتُ كالجروِ المعرعـــر جاعــراً
    فوجـدتُ في أرضــي صــدىً لعـُوائي
    إذ قلتَ أنـَّك صــاحبي يا صــاحبي
    دسـَّـــــــيتَ سـُــــمـّاً قاتلاً بإنائـي
    إذ أدَّعي أنـّي شــــقيق طفـــــــولةٍ
    ببـــــــــراءةٍ ووداعـــــــــــةٍ ورُواءِ
    أرســـلتُ في صـــدر الأخـــوّة غادراً
    ذا خنجـرُ الأحقـــــادِ والبغضـــــاءِ
    إنـّي وأنت الغــــارقان بلا هــُــــدى
    لنــذوبَ في غـــيٍّ طمـــى وبـــــلاءِ
    " فرِّقْ تسـُـدْ " ، ســاد الغويُّ بكفرنا
    صــــرنا عبيـد عـِمامةٍ وعـَبــــــــاءِ
    صــــرنا ذيـــول مخنـَّثٍ ولقيطــــــةٍ
    نـَرضى ونـُرضي غايـــة الأعــــــــداءِ
    لا ليس من خــطَّ التـّآمــرَ منهجـــــاً
    إلاّ كمثلـــيَ إذ أخــــونُ ندائـــــــي
    إذ خنـْتُ نفســيَ قاصــــداً متعمـِّــداً
    مـُتنكـِّــــــراً لكــــرامتي وســــنائي
    فغــرقـْتُ بالدَّنـَسِ المزخرف داعــــراً
    مـُســـتســلماً لمشـــيئة الأمـــــــراءِ
    إذ صـــرتُ للصـَّــهيون خيرَ مطــيـَّةٍ
    لبقـــــائه أســــــعى بـدكِّ بقـائـي
    فأطعـــتُ أمـــرَه غافــلاً مـُتغافــــلاً
    مـُتســـربلاً بعبــــــاءتي وغبـــــائي
    ونســـيت أنـّيَ من ســـلالة " آدمِ "
    لله أمــــريَ وارتفــــاع رجـــــائـي
    شـــــوَّهــتُ تاريخــــاً تمثـَّل إرثـُه
    بجليــــل علـــــمٍ حاز كــلَّ ثنـــاءِ
    دنـّستُ عـِرضيَ وانتهكتُ فضــائلي
    وبخـَسـتُ طوعـاً حـُرمة الشـُّــهداءِ
    وســـلختُ عنـّيَ طـُهرَ ثوب مجاهدٍ
    أنكــرتُ من روّى الثـّـرى بدمـــــاءِ
    فاصفحْ " صلاح الدّين " إنـّي جاحدٌ
    أغرقــتُ " عـوّام " الفـِدا بعمــــائي
    واعــذرْ أيا " ســلطان " قبح فعائلي
    ضــيـَّعتُ جهلاً مجدكـــم بجفــائي
    واسمحْ أيا " شيخ الجهـــاد " فإنني
    طوعاً تبعــتُ حـُثالـَــة الأقـــــــذاءِ
    واشفعْ " هنانو " إذ نكثتُ عهودكـمْ
    أنـّي رضـــيتُ القســـرَ بعد جـــلاءِ
    هل لي من " السـَّلـُّوم " نظرة غـافـرٍ
    أو من " عريضةَ " مســحةُ الشــُّفعاءِ
    صرتُ الطـَّميسَ فقد طـَمَسـتُ هويـَّتي
    إذ بعـت بالبخس الخســيـس ولائي
    حين اســـتجرتُ بمـن أجـار عـدوَّتي
    داويـتُ دائــي مــن براثـــن دائـــي
    فاســتنهض الوحش اللـَّئيمُ لنـُصـرتي
    ســـــاويـتُ بيـن الأهـــل والغربـــاءِ
    في بـؤرة الأنـذال لو قـد أحـتـمـــــي
    كنت الحميَّ يلــــــوذ بالرَّمضــــــاءِ
    كـلاّ فلـن أبقــى أســـــير غرائـــزي
    لن أشــــتري ذلـّي بهــا وفنائـــــي
    ســــوريـّتي خضـــع الزّمـان لأمرهـا
    بشـــــموخهـا صـــانت ذرا العليــاءِ
    فانظــــر أيا الملك الهــزيلُ المـُرتخي
    كيف اســـــتـُبيحت قـُبـّة الإســراءِ
    مـا كنـتَ للإســــلام يوماً ناصـــــراً
    بـل أنـت عبـدُ غـوايـةٍ وبـغـــــــاءِ
    يـا ذا الأميـرُ المســخُ يا ســـقطَ الزِّنـا
    لا لســـــت إلاّ عـاريـــاً بعــــــراءِ
    ذا عبد ذات العهـر والدَّنسِ الخســي
    أحبابـُــه الغـلمــان قبـل نســــــــاءِ
    إذ أنت للبهتــــــان خيــر مطيـّــــة
    يعلــوك ســـــرج النـّاقـة الجربــــاءِ
    إذ أنـت ترعى عـاهـــراً وســــفيهةً
    يا راعــيَ الظـَّــربـانِ والـرَّقطـــــــاءِ
    إن كنـت تســـعى لانطفـاءة جذوتي
    فالكـــون أوقـــدَ جــذوَه بجــِــذائي
    لـن ينطــفي نـوري بفــحِّ فجــوركـم
    نـوري يشــــــعُّ بصـــــفوتي ونقائي
    أرضــي الأبيـّـة لن يـُـدنـَّـسَ طهرُهـا
    إذ أفـتــدي طهــرَ الثـَّـرى بـدمـائـي
    أرضـــي لأمجاد الحضــــارة قـِبلــةٌ
    فيهــــا تـراثُ الجـــــدِّ للأبنـــــاءِ
    أرضـــي لصـــُــنـّاع الرّجولـة أمـُّهم
    أرضـــي مـِهـــاد الجبهة الشـــَّمـَّاءِ
    فيها الخـريـفُ يـذرُّ كـلَّ يبيســـــة
    وغيـومـُـه ذخـــــرٌ لغـيـثِ نمــــاءِ
    ويـوزِّع الخـيـرَ العـميـمَ شــــتـاؤُهـا
    كي تـرتـدي ثـوب الغـِنى غضـرائي
    بربـيعـهــا الألـوانُ نفــحُ نضــــارةٍ
    والشـَّـمس نبضُ التـُّربة الخضـــراءِ
    وتسيلُ في صــيفي الثـِّمــار غنيـَّــةً
    فتـفـيـضُ دُرّاً من جنى الغضــــفاءِ
    إنـّي أنا السـّـــوريُّ حـرٌّ شـــــامخٌ
    بـكـرامـتـي وبـرفـعـتـي وثـرائـــي
    ســـطـَّرت للأزمـان مجدَ حضــارةٍ
    جـدّدتـُه ومـَدَدتـُه بـعـطــائــــــي
    أثـبـتُّ في أرضـــي الجـذورَ عميقةً
    مكـَّنـتُ فـي الـوطـن المـنيع بنائي
    وجـَدلتُ مـن خير العـروق أخـوَّتي
    تـزهـو بأرفـع نســــبةٍ أســــمائي
    فـخـري بـأنَّ الحـقِّ يرفـعُ هـامـتي
    لـن أنـحـنـي للـرّيح والأنـــــــواءِ
    للمسـتجير بســطـتُ وُسعَ فسـاحةً
    نـاصـــــرتـُـه فــي حـِــدَّةِ الأرزاءِ
    حتى تـمـتـَّع بـالجـِـوار مـُـكـرَّمـاً
    قاســــمتـُه فرشـــي وخبز غدائي
    أمـّا الذي خــطَّ العـَـداءَ لأمـَّتـــي
    يلقـيه في حـرِّ الجحيم مضــــائي
    سـوريـَّتي عـِرضــي وتاج كرامتي
    عنـوان مجـدي وافـتخــار إبائـي
    مـن جـاءهـا يســتلُّ خنجر فتنـة
    ســـأدقُّ جـُمـَّة رأســــه بحذائي
    [ الغـَثراءُ : جماعة من غوغاء الناس ][ الغـِماء : سقف البيت ][ الغـُثاء : رغوة السّيل ـ الفـُتات ـ رغوة القـِدر ][ الرُّواء : المنظر البديع الحسن ][ العـَباء : العـَباءة ][ السّلـّوم : الشّهيد رفيق رزق سلـّوم ][ عريضة : الشّهيد نسبي عريضة ][ الحميُّ : من أصابته الحـُمـّى ][ الجذاء : جمع جذوة ][ الغضراء : الأرض الخصبة وتربتها ليـّنة خيـّرة ][ الغضفاء : الأرض المخصبة الغنيّة المتنعـّمة كثيرة الخير والثمرات ]
    = 15 آذار 2012 = جميع الحقوق محفوظة لناظمهاعبـّاس سليمان علي =

  • #2
    رد: رسالتي إليّ - قصيدة لـ عبـّاس سليمان علي

    سـوريـَّتي عـِرضــي وتاج كرامتي
    عنـوان مجـدي وافـتخــار إبائـي
    مـن جـاءهـا يســتلُّ خنجر فتنـة
    ســـأدقُّ جـُمـَّة رأســــه بحذائي

    يليق بحذائك أن يدق عقلهم أيها السوري الصاهل, ويليق بك فخرك , فلديك ماتفخر به
    كن بخير صديقي الشاعر. ولا عدمتك يافتى
    حسن ابراهيم سمعون
    مادمت محترًما حقي فأنت أخي *** آمنت بالله أم آمنت بالحجر

    تعليق


    • #3
      رد: رسالتي إليّ - قصيدة لـ عبـّاس سليمان علي

      يكفيني أن يليق بي ما سطـَّرته ريشتك ... بعد مرورك الأكرم
      لك ما يليق بسوريّ أصيل ، أبيّ نبيل من التـّقدير والتـّكريم والتـّبجيل

      تعليق

      يعمل...
      X