إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في درعا ثروة زراعية من عرائش الكرمة إنتاجها 60 ألف طن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في درعا ثروة زراعية من عرائش الكرمة إنتاجها 60 ألف طن

    عرائش الكرمة في درعا ثروة زراعية هامة يتجاوز إنتاجها 60 ألف طن ومساحات خضراء تساهم في تحقيق التوازن البيئي

    درعا-سانا
    يؤدي اتساع المساحات الخضراء وزيادة رقعة الغطاء النباتي دوراً وظيفياً وحيوياً هاماً في الحفاظ على البيئة وتحقيق التوازن البيئي وتعديل الطقس والمناخ من خلال تنقية الهواء من الغبار والملوثات والغازات المنبعثة.
    وتتميز سورية بزيادة عدد المواقع الحراجية والغابات الطبيعية وانتشار الحقول والبساتين والأشجار المثمرة إضافة إلى نمو الشجيرات والنباتات والأزهار الطبيعية والبرية لتضفي طابعا متميزا على مساحات واسعة من الأراضي السورية ساهم بشكل كبير في تحسين الواقع البيئي وجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
    وتعتبر عرائش الكرمة في درعا أحد أهم الزراعات التي ساهمت في زيادة رقعة الغطاء النباتي بالمحافظة اضافة إلى كونها إحدى الثروات الزراعية والاقتصادية الهامة ومصدرا مهما لتحسين دخل الكثير من المزارعين العاملين في مجال زراعة الكرمة.
    ويشير المهندس طه قاسم مدير الزراعة والاصلاح الزراعي في درعا إلى أن زراعة الكرمة بدرعا تحتل المرتبة الثانية من حيث مساحة الأراضي وعدد الاشجار بعد محصول الزيتون حيث تبلغ المساحة المزروعة بالكرمة نحو 28410 دونمات منها 25260 دونما مزروعة في الاراضي المروية والباقي بعلا مضيفا ان عدد الاشجار وصل إلى نحو 750ر1 مليون شجرة اغلبها من الصنفين الحلواني والبلدي.
    ويين قاسم أن الكميات المتوقع انتاجها من الكرمة بدرعا خلال الموسم الزراعي الحالي تقدر بنحو 60 الف طن من مختلف الانواع المائدي والتصديري والعصيري مقابل إنتاج 63 ألفا خلال الموسم الماضي لافتا إلى ان مزارع الكرمة تنتشر في مختلف أنحاء المحافظة وخاصة في مناطق الاستقرار الاولى والثانية والثالثة نظرا لتوفر الشروط الملائمة لزراعتها.
    ويتحدث المهندس محمد الشحادات رئيس دائرة الارشاد الزراعي في مديرية زراعة المحافظة عن ضرورة اتباع العمليات الزراعية الحديثة في زراعة محصول العنب عبر الالتزام باساليب التقليم الحديثة من قبل اختصاصيين زراعيين في الاوقات والمواعيد المناسبة.
    ويؤكد الشحادات ضرورة اتباع طرق الري الحديث في سقاية مزارع العنب للتخفيف من استهلاك مادة المازوت المستخدمة في تشغيل محركات الابار الارتوازية واتباع برنامج علمي للتسميد واستخدام الادوية والمبيدات الحشرية وفق استشارة المختصين الزراعيين.
    ويحذر المهندس عبد الفتاح الرحال رئيس دائرة وقاية النبات بمديرية زراعة المحافظة من ظهور وانتشار حشرة الفيلوكسرا التي تصيب جذور الاشجار لأنها تشكل خطرا يهدد واقع زراعة الكرمة في المحافظة فهي تؤدي إلى يباس الشجرة بشكل نهائي مبينا أن الحل الأمثل للقضاء على هذه الحشرة يتمثل في قلع الأشجار المصابة ذات الأصل الحلو والتي يقدر عددها حاليا بنحو 90 ألف شجرة واستبدالها بغراس جديدة مطعمة بأصول مرة ومقاومة للحشرة.
    وعن أهم الصعوبات والمعوقات التي تواجه مزارعي الكرمة بدرعا يقول المزارعان سليمان الفاعوري وعبد الرحمن البردان إن ارتفاع مستلزمات وتكاليف الإنتاج من أسمدة ومحروقات وأدوية المكافحة وأجور اليد العاملة تشكل عائقا كبيرا أمام المزارعين خاصة مع تكاليف الإنتاج المرتفعة والتي تتراوح بين 20 و 25 ألف ليرة للدونم الواحد مطالبين بتشديد الرقابة على صيدليات ومراكز بيع الأدوية الزراعية للتأكد من أسعار الأدوية ومدى فعاليتها وعدم السماح لأصحابها ببيع الأدوية المهربة نظرا لعدم فعاليتها وأضرارها الكبيرة على صحة الإنسان.
    بدوره يلفت عوض المصطفى أحد التجار المصدرين لمادة العنب من المحافظة إلى الدول المجاورة إلى أن إنتاج درعا من ثمار العنب أصبح معروفا في الأسواق العربية وخاصة في دول الخليج العربي من خلال نوعياتها الطازجة وطعمها اللذيذ إضافة إلى تميز المنتج بيئيا وخلوه من أي ملوثات صحية.
    ولا تقتصر الأهمية الغذائية للعنب على تناوله طازجا إذ اعتاد أبناء درعا على تحويل ثمار العنب إلى مادة الزبيب الذي يتمتع بمواصفات غذائية وصحية كبيرة وتخزين كميات كبيرة منه.
    وتقول الحاجة مريم السلامة ذات الثمانين عاما إنها تصنع سنويا نحو 50 كيلو غراما من مادة الزبيب لاستخدامها خلال فصل الشتاء وخاصة أثناء السهرات العائلية مشيرة إلى أن صناعة الزبيب بسيطة وتبدأ بوضع العنب في ماء يغلي ثم تنشيفه لبضعة أيام في مكان نظيف ثم يجمع في الصباح الباكر وتضاف إليه كميات قليلة من زيت الزيتون.
    وترى أم عيسى في مربى العنب مصدرا للطاقة التي يحتاجها الإنسان وخاصة أثناء فصل الشتاء مبينة أن صناعة مربى العنب لا تحتاج إلى تكاليف عالية ويقتصر تحضيره على طبخ العنب لساعات طويلة.
    ويقارن الحاج محمود أبو عون ذو الـ 87 عاما بين تقاليد وطرق جني محصول الكرمة في الماضي عما هي عليه اليوم حيث كان يجتمع معظم أفراد العائلة لساعات طويلة يوميا لجني المحصول يتم خلالها غناء المواويل والموشحات التراثية وسرد القصص والحكايا وطرح الالغاز والحزازير في حين أن من يقوم بجني المحصول حاليا ورشات خاصة دون أن يكون هناك أي روابط اجتماعية بينها.
    وعن الأهمية البيئية لعرائش الكرمة بالمحافظة يؤكد المهندس أحمد القبلاوي مدير شؤون البيئة بدرعا أن انتشار مزارع الكرمة زادت من رقعة المساحات الخضراء في المحافظة وتساهم في تقليل الإشعاعات الضوئية عن طريق انعكاسات الأشعة على الأوراق ما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة والإشعاعات الشمسية وتنظيم وصول الرياح وتقليل حركتها إضافة إلى زيادة إنتاج الأوكسجين عن طريق عملية التمثيل الضوئي وبالتالي يكون الجو صحيًا ونقيًا.
    ويعدد الدكتور علي أبو نقطة الاختصاصي في الأمراض الداخلية والهضمية العناصر الغذائية الأساسية التي تحتويها ثمار العنب كالفيتامينات والبروتينات والسكريات والأملاح إضافة إلى عناصر هامة كالبوتاسيوم والفسفور والحديد والتي تفيد في علاج أمراض القلب وتصلب الشرايين والاضطرابات الكلوية وامراض الأعصاب كما تفيد في تنظيم نسب الكوليسترول في الجسم وتقلل من إصابة الجسم بالميكروبات والجراثيم كما يساهم عصير العنب في معالجة الأمراض الكلوية وتنشيط القلب والكبد وتقوية الأسنان والعظام لاحتوائها على املاح خاصة غنية بمادة الحديد.
    ويشدد ابو نقطة على تنظيف العنب قبل تناوله بشكل جيد للتخلص النهائي من بقايا الملوثات والمبيدات الزراعية والكيميائية التي يستخدمها بعض المزارعين أثناء فترة النمو.
    ويجذب انتشار كروم العنب على مساحات واسعة في درعا زوارا من أبناء المحافظة ومن خارجها حيث يجدون فيها متنزهات خضراء كما يقول الدكتور مأمون الملحي من أبناء المحافظة ومقيم في رومانيا وعبد المجيد الشرع من دمشق اللذان يلفت انتباههما امتداد عرائش الكرمة على مساحات واسعة وخاصة في المنطقة الغربية من المحافظة كلوحة فنية خضراء تتدلى منها عناقيد العنب ذات الشكل الجميل والطعم اللذيذ.
    وإذا كنا نتفق على الأهمية البالغة التي تتصف بها عريشة الكرمة كثروة زراعية ومصدر بيئي واقتصادي وغذاء صحي فإن ذلك يدعونا إلى التأكيد على زيادة الاهتمام بهذه الفاكهة الهامة.
    تقرير: محمد أبو شنب
يعمل...
X