إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصيدة لــ مظفرالنواب غير منشورة - محمد سبع فياض

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصيدة لــ مظفرالنواب غير منشورة - محمد سبع فياض

    عمل في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون أكثر من 30 عاما وفيها التقى "حليم"
    محمد سبع فياض يطلع "العالم الجديد" على قصيدة غير منشورة لمظفر: سجنت مع النواب بإيران.. واخترت لرياض احمد اسمه الفني

    محمد سبع فياض في بيته، توركو، فنلندا، 2013 (العالم الجديد)
    توركو - جمال الخرسان

    محمد سبع الفياض مثقف عراقي مغترب من مواليد بغداد في الاول من آذارالعام 1944، لعائلة صابئية تنحدر من محافظة ميسان، متخرج من اكاديمية الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية، عمل في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون قرابة الثلاثين عاما، فصل من العمل لاسباب سياسية بعد انقلاب 1963 ثم عاد للعمل بعد ذلك بسنتين، احيل على التقاعد لاسباب سياسية في العام 1987 في سن الثانية والاربعين.
    ترك العراق في عام 1997، ومنذ ذلك الحين لازال مغتربا خارج الوطن، ذاكرته المتقدة لازالت تحتفظ بسيل من الذكريات مع العديد من رموز الفن والشعر والادب، عن تجربته الطويلة في الاذاعة والتلفزيون وعن تاريخ الطائفة المندائية باعتباره أحد أبنائها والمهتمين بتراثها وتاريخها، قصدته "العالم الجديد" الى مقر سكناه في مدينة توركو الفنلندية، واجرت معه الحوار الآتي:

    * عملت لمدة طويلة في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون، من أين بدأت؟
    ـ بدأت بالتعاون مع الاذاعة والتلفزيون حينما كنت صبيا، وكان ذلك منذ العام 1957، كنت أشارك في تقديم برنامج "جحا" المخصص للاطفال الى جانب المرحوم يحيى عبد الله زكي، وكذلك كان لي تعاون مع برنامج "عمو زكي"، الذي كان يقدمه زكي الحسيني، هذا البرنامج إذاعي وتلفزيوني في ذات الوقت، كنت أؤدي مشاهد تلفزيونية ومسامع اذاعية. واستمر التعاون حتى نسّبت بشكل رسمي الى مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بتاريخ 1 ايار 1962، كانت البداية مع فرقة التلفزيون التمثيلية التابعة لتلفزيون بغداد، وهي أول فرقة تمثيل حكومية تؤسس في العراق وبأمر من الزعيم عبد الكريم قاسم، تأسست الفرقة ايضا في 2 حزيران 1962.
    ومع تلك الفرقة صقلت إمكانياتي أكثر في العمل وراء الكاميرا، حيث تبنيت حينها تجهيز القسم الدرامي بكل ما يلزمه من معدات ومستلزمات تتعلق بالاعمال التاريخية او التراثية القديمة والفولكلور. وكانت هذه القضية تتطلب البحث وراء كل التفاصيل القديمة في هذا السوق او ذاك، وفي أسواق الجمعة، وفي مخلفات الجيوش السابقة العثمانية والانكليزية.
    وبعد ذلك بفترة عملت مراقبا لتلفزيون بغداد، طبيعة العمل كانت تتطلب تهيئة الاستوديوهات الخاصة بالتلفزيون، وهي قضية شاقة جدا إذ لم يكن في ذلك الوقت نظام التسجيل للبرامج، ولم تكن المعدات والاستوديوهات مجهزة بالامكانيات "المونتاجية" المتطورة، معظم المواد البرامجية كانت تقدم بشكل مباشر، أحيانا يتطلب الأمر أن نجهز كافة الامور اللازمة بكل برنامج خلال فترة زمنية لا تتعدى الدقيقة الواحدة. في تلك الفترة انيطت بي مهمة أرشفة الاغنية العراقية التراثية والقديمة، قد توليت ذلك لمدة سنتين، وقد قطعنا شوطا كبيرا في ذلك، كنا ندون كلمات الاغنية، شاعرها، ملحنها ومغنيها.

    * إلى أيّ مدى كان النشاط التمثيلي التلفزيوني فاعلا في ذلك الوقت؟
    ـ في العام 1962 أنيطت بي مهمة الاشراف على عمليات الانتاج التلفزيوني، وقد أشرفت على الكثير من الأعمال منها "مريض الوهم" لموليير مع فرقة التلفزيون التمثيلية، ثم مسرحية "قيس وليلى" التي عرضت على مسرح قاعة الخلد. كنا نقدم تمثيلية كل أسبوعين، كان التلفزيون العراقي نشطا في تلك الفترة، وكنا نسد حاجتنا على صعيد الدراما بالقياس بما يتوفر لدينا من إمكانيات.
    في العام 1964 دخل نظام التسجيل "الفيديو"، ورغم عدم توفر استوديوهات فيها امكانيات المونتاج، لكن الأمور اصبحت اقل صعوبة من ذي قبل. فكنا نقوم بعمليات المونتاج من خلال اعادة تسجيل المادة اكثر من مرة على عدة اشرطة، شريط ثاني وثالث لنصل الى المادة الجاهزة للعرض. استمر الحال حتى السبعينات، حينها وصلتنا اجهزة وكاميرات حديثة جدا من اليابان، وبنيت استوديوهات جديدة وتطورت امكانيات المؤسسة بشكل عام وعلى مختلف المستويات. كان البث في تلك الفترة لا يصل لجميع انحاء العراق لذلك كانت هناك مباني تلفزيون محلية في معظم المحافظات العراقية وتنقل المواد التلفزيونية لتبث من هناك.
    في السبعينات عملت في وحدة إنتاج المنوعات والمسلسلات، في الأثناء حصل خلاف بيني وبين مدير الاذاعة والتلفزيون فقدمت استقالة حينها، وكانت الاستقالات في تلك الفترة ممنوعة، تركت العمل لتسعة اشهر، وبعد أن طرد ذلك المسؤول من عمله عدت الى العمل مرة اخرى. حينما عدت للوظيفة عملت كرئيس لقسم التنفيذ والمتابعة في تلفزيون بغداد، في تلك الفترة تطور العمل في التلفزيون العراقي وأنشئت وحدات مهمة وحدة للافلام، وحدة للفيديو، وحدة لانتاج البرامج الخدمية، وحدة لانتاج البرامج التنموية التي تقدمها دوائر الدولة والوزارات، كان العمل كبير ومتشعب في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون التي تعد أكبر مؤسسة حكومية آنذاك يصل تعداد العاملين فيها الى 3500 موظف. وفي منتصف السبعينات انيطت بي مهمة العمل مديرا لقسم التخطيط للبرامج التلفزيونية والاذاعية.

    * تحصيلك الأكاديمي كان في مجال المسرح، هل لك انشطة مسرحية؟
    ـ كنت مولعا في مجال المسرح ونتيجة لذلك عملت مع فرقة المسرح الفني الحديث منذ عام 1960. وساهمت في عدة اعمال مسرحية من ابرزها مسرحية "الخال فانيا" لتشيخوف، وهي من إخراج البصري عبد الواحد طه وتمثيل نخبة من كبار الممثلين: يوسف العاني، ناهدة الرماح، قاسم محمد، وداد سالم، آزادوهي صاموئيل، عبد الجبار عباس وآخرين، وقد أوكلت لي إدارة المسرح في تلك المسرحية، أما محمد سعيد الصكار كان مسؤولا عن الديكور. كان أحد الضيوف الذين حضروا العرض السفير السوفيتي في العراق آنذاك، صعد المسرح بعد نهاية المسرحية، وقال: شاهدت عروضا كثيرة عن مسرحية تلك المسرحية لكن خالكم فانيا كان افضلهم.

    * لك تجربة مثيرة مع المغني رياض احمد، هل حقا انت من اختار له الاسم الفني؟
    ـ أوائل السبعينيات في أحد الأيام، وحينما كنت اعمل في مبنى الاذاعة والتلفزيون، بلغني ان احدهم يسال عني، فالتقيته وسالته عن اسمه فاجاب: اسمي "عبد الرضا مزهر"، ارسلني لك كوكب حمزة من اجل مساعدتي في الانتقال من قسم التوجيه السياسي في وزارة الدفاع الى "اذاعة القوات المسلحة"، لي طموح كبير في ان اغني وأتفوق في هذا المجال. وكانت اذاعة القوات المسلحة جزءا من مبنى الاذاعة والتلفزيون. سعيت له بذلك اذ كان مدير إذاعة القوات المسلحة آنذاك صديقي المرحوم راسم الجميلي، وتمت الموافقة فانتقل رياض احمد الى اذاعة القوات المسلحة، وفي تلك الاثناء كنت للتو اعدّ برنامجا اذاعيا منوعا اسمه "ألوان من الريف" تقديم المرحوم سلمان جوهر، واخراج المرحوم عبد الجبار عباس، البرنامج منوع ويعتمد الفولكلور العراقي الجميل، يشمل المثل، النكتة، الشعر، الطرائف وكل ما تحويه الذاكرة الجنوبية الغزيرة، فخطر لي اشراك عبد الرضا مزهر من اجل الاستفادة من صوته وفسح المجال امامه باعتباره طاقة شابة، ولكن اقترحت عليه اسما فنيا، وهو "رياض أحمد" فأعجب بالاسم واشتهر به بعد ذلك. كان رياض احمد يغني مطلع كل حلقة موال "زهيري" في بداية البرنامج، ويغني زهيري مختلفا في نهاية البرنامج، استمر معنا في ذلك البرنامج قرابة العام. علما ان تلك الفقرة جعلتني ابحث عن مزيد من الزهيريات المناسبة للبرنامج، وهذا ما اضاف لي ايضا مزيدا من الاطلاع والمعرفة في مجال الشعر الشعبي العراقي، وعن ابرز الشعراء الشعبيين في العراق.

    * على سيرة الشعر الشعبي، عرفت ان لديك بعض القصائد لشعراء معروفين لم تنشر سابقا فهل بالامكان ان تطلعنا على بعضها؟
    ـ من جملة ما احتفظ به مثلا، مقطوعة لصديقي الشاعر الكبير مظفر النواب لا اعتقد انها منشورة:

    "اشكيلك يشعبي ارجال ماهي ارجال
    الها وبيها تركل والوكت ركّال
    يشعبي.. هذا انه الّذي اتناحيت
    وعكرني الليالي اشكول ما ذليت
    متشرد ادك البوب بيت ابّيت
    والينكال عني بالغرب ينكال
    اشكيلك يشعبي ارجال ماهي ارجال
    يا شعبي.. وكعنا ابكورة ازنابير
    واعرفنا زلم من صفكه وحده اتطير
    واعرفنا زلم جانوا بتالي العير
    تتنافح منافح والليالي اطوال
    اشكيلك يشعبي ارجال ماهي ارجال
    يا شعبي الرجال اعلى المحك تنماز
    جوهرها الاصيل اكزاز لو الماز
    ولا يخفاك يا شعبي الدهر خراز
    ما تخفى عليه الجوهره بأي حال
    اشكيلك يشعبي ارجال ماهي ارجال
    ساسة الكركت عالبيض فاسد بيضها اتكسر
    ويعيرني بصلافة عين كلمن بيه الف بنجر".

    وايضا مقطوعة للشاعر جبار الغزي وهو صديق عزيز ايضا، كنت التقيه فيلقي على مسامعي بعضا مما يكتب، وهذه نتفة لا اعتقد انها منشورة:

    "إضحك بسن البطر واتشفّه بدموعي وغربتي
    وانسه من جنّه وجنّت وانفض عباتك.. من عشرتي
    وسبني يالعلمتك انه
    اشتمني يالربيتك انه
    ومن ربيت وريّعت.. من صوبك النجلات حصتي
    ريّعت وانه اعلى بوري وعزن اهروشك نبعها
    وعيّدت واني بسوادي ونكرن اعيونك دمعها
    وعادت اشباه الزلم من تكبر اتضيّع ربعها"

    * بمناسبة الحديث عن مظفر النواب هل سجنت معه؟
    ـ نعم، جمعتنا الظروف في سجن واحد خارج العراق، في سجن "باغ مهران" بمنطقة شمرانات في ضواحي طهران، في الاعوام 1963-1964. كان السجن مخصصا للتهم السياسية والامنية، اعتقلت ونقلت الى ذلك السجن فوجدت هناك مظفر النواب والكثير من الشيوعيين، كنا في السجن 128 عراقيا، هربنا الى ايران بعيد انقلاب 1963 وبعد ما ارتكبه الحرس القومي من مجازر، بقينا في السجن اكثر من عام في البداية وضعنا في زنزانات انفرادية صغيرة ثم بعد ذلك جمعنا في سجن اكبر. وحينما اجتمعنا سوية، كانت لنا في ذلك السجن ذكريات جميلة كنا نقوم بالعديد من الفعاليات الثقافية والفنية. مظفر النواب شاعر وانا مسرحي فكان يكتب نصوص شعرية او مشاهد مسرحية ساخرة وانا مع بعض الاخوة ننفذ.

    * ماذا تتذكر من تلك الايام؟
    ـ قمنا بعمل مسرحي بعنوان "شما" وهي كلمة ايرانية تعني "انتم"، قمت باخراج المسرحية، واعددنا بمعية الاخوة الاخرين مسرحا بسيطا مما يتوفر لدينا من افرشة، الستائر كانت من الازر والشراشف. كنا نقوم بمختلف النشاطات الثقافية ونقيم جلسات ومناظرات شعرية، كانت المجموعة تضم مثقفين وادباء من الوزن الثقيل ولذلك كان النشاط يرتقي لذلك المستوى.
    كان مظفر النواب مشاكسا وساخرا في العديد من المواقف، ويصب تلك المشاكسات في قوالب نثرية ساخرة وضاحكة، على سبيل المثال: "اجر اذني للدهاء وللخبر- للي لبسوا اكلاو احمدي وقايش دهر"، احمدي ودهر هما ممن ساهم باعتقالنا في ايران بعد قصة طويلة، كان يشفق علينا من دهاء الاجهزة الامنية في مقابل البساطة التي كنا نتحلى بها. ومن كوميدياته السوداء ايضا:

    "عندي نامه وبالاصل ايراني وعندي برونده باسم رحماني
    احجي عجمي وموش عربي لساني عن يقين وهذا بعض ايماني
    جتفوني دولتي وشعباني
    جيت من طبيت اول ما شفت شفت ابو جوزيف ملتف ابّشت
    ململم هدومه ويغسل بالطشت كالمنارة بجامع الخلاني".

    وابو جوزيف هذا معتقل معنا، اما دولتي وشعباني فهما من السجانين لنا. استمرت بعد ذلك العلاقة فيما بيننا حتى حينما كان مظفر النواب في سجن نكرة السلمان، كنا نتبادل الرسائل او القصاصات في الحقيقة وفقا للظروف.

    * لك صورة مع عبد الحليم حافظ، متى وما المناسبة؟
    ـ في تشرين الثاني عام 1965 جاء الى العراق وفد فني مصري، وبصحبتهم عبد الحليم حافظ، فتقرر اجراء حوار تلفزيوني مع عبد الحليم، في تلك المقابلة كنت مدير استوديو التلفزيون، انتدبت لذلك من مكان عملي، حيث كنت في قسم آخر، الاستوديو كان عبارة عن بنكلة "غرفة صغيرة مصنوعة من الخشب، وبعض المواد المعدنية ومقسومة الى قسمين- المحرر"، بعد الحوار اراد الكادر وانا معهم التقاط صورة تذكارية مع عبد الحليم حافظ.
    أنا بنت الهاشمي أخت الرجال
    الكاتبة والشاعرة
    الدكتورة نور ضياء الهاشمي السامرائي
يعمل...
X