إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة حياة الشاعر( الفرزدق)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة حياة الشاعر( الفرزدق)

    قصة حياة الشاعر الفرزدق


    ينتمي الفرزدق الى قبيلة تميم احدى قبائل مضر الكبرى . يقال أنها كانت جالية العرب و أنها وثبت على البيت قبل الاسلام ب150سنة فاستبلوه فأجلتها العرب من أرضها . كما يقول التٌميميون نسبة لقبر أبيهم تميم بن مران بين المكة و البصرة . و احتلت هذه القبيلة بقاع واسعة امتدت شرقا حتى تخالط عبد القيس في البحرين و تمتد بها رمال يبرين حتى تبلغ الازد في الجنوب و تخالط في الشمال الشرقي القبيلة الربعية الكبرى بكر بن وائل و تمتد غربا في اليمامة .
    و كان الفرزدق من مجاشع بني دارم و دارم بطن حلٌ من تميم في ذؤابتها و اقتعد سنام مجدها و اليه انتهى شرفها . فبنو عبد الله بن دارم استقروا ببيت شرف و جاه و بنو مجاشع لا يقلون عن اخوتهم شرفا و مجدا .
    و كان بيت الفرزدق في مجاشع وريث المجد عرف رجاله بالحنكة و اصابة الراي و جودة الحكم . و منهم جده صعصعة بن ناجية بن العقال الذي كان له من وجاحة عقله و سجاحة خلقه ما دفعه أن ينكر وأد للبنات.
    و كان يفتدي كل موؤودة يسمع بها . و جاء الاسلام وقد أحيا 100 موؤودة إلا أربعا . و حكى النبي (ص) قصة افتدائه الموؤودة و هذا ما جعله من أشراف مجاشع في الجاهلية و الاسلام و له أبيات من الشعر قالها في الحكمة .
    و كان من أبناء صعصعة غالب , عقال , همام , ناجية , دهيل , الزحاف و ابنة تدعى هنيدة لقبت بدات الخمار لما داخلها من الخيلاء اعتدادا بشرفها .
    اما غالب أبو الفرزدق فامه ليلى بنت حابس بن عقال أخت الأقرع بن حابس حكم العرب و قد أمدتّ غالبا بمنهل من مناهل الفخز ,و قد كان سيدا من سادات مجاشع جوادا , عطيا و سخيا ,شديد التعلق بفضائل القرية و مكارمها .
    و قد تجلى كرمه يوم صوأر حين عاقر سحيم بن وثيل الريافي فعقر400 بعير . وظلت صوأر مفخرة للفرزدق و يذكر أن غالبا أعطى 100 ناقة و راعيها لنفر من كلب و لم يسألهم : من هم و لعل السخاء الدي عرف به الفرزدق حياته كلها ينفق كل شيئ و يعطي سائله و لايخيب رجاء من رجاه ما كان الا أثرا تركه الأب في نفس ابنه .
    و قد عمٌر غالب طويلا و مات في امارة زياد و دُفن بكاظمة على جبل المقر .
    أما أمٌ الفرزدق فكانت لينة بنت قرظة , رثاها الفرزدق بعد موتها و قد ورث عن أخواله الموهبة الشعرية و كان يعتز بهم و يفتخر بصلته بهم .
    و كان الأخطل أكبر اخوة الفرزدق, فصيح اللسان فكان الشاعر يعتد به و يقول أبياتا من شِعره ,فرأى جرير في ذلك فرصة سانحة اتهم فيها الفرزدق بانتحال شعر أخيه. و لما مات الأخطل رثاه الفرزدق فقال :
    أخي , أخي , ما من أخ كان مثلك لليلة ريح القرى و نصير .
    كان للفرزدق أخت تدعى جعثن , سقطت ضحية لهجاء جرير فشهر بها و أفحش عليها بالرغم من انها كانت امرأة عفيفة صالحة .
    2. مولده و نشأته:

    و الفرزدق اسمه همام بصيغة المبالغة من الهمٌة ,سمٌي باسم عمٌه همقام بن صعصعة و كان أبوه غالب يناديه باسم مصغرا هميم و كنيته أبو فراس وهي كنية الأسد أما الفرزدق فلقب غلب عليه وأطال الرواة في سبب تلقيه و دلالته فقال بعضهم انه كان قصيرا غليضا فشُبه بالفرزدقة و هي الجردقة التي تدق و يشربها النساء , و قيل شبٌه وجهه و كان غليضا جهما و أثر الجذري منطبع فيه بالفرزدق و هو الرغيف الضخم و زعم زاعمون انه لقب الفرزدق تشبيها له بدهقان الحيرة في تيهه و اختلف في أصل الكلمة جعلها بعضهم عربية منحوتة من فرز ودق و جعلها بعضهم فارسية معربة.
    و قد عني القدماء باخبار الشاعر و تقصوا أمره و تركوا فيه تآليف عدا الزمن على أكثرها و لم يبق منها الٌا أسماؤها .
    ولد الفرزدق في خلافة عمر بن الخطاب في حدود سنة 20هـ الموافق ل 641 م بالبصرة التي كانت سوق العرب بعد الاسلام يؤمها الناس للتجارة والمفاخرة والمنافرة وطلب اللغة والادب والشعر . و هُيئت له نشأة طيبة في بيت ورث المجد و فعل المكرمات و كان مألف الاشراف ينتدون فيه, يتداولون ما يلمّ بهم و يتحدثون بأخبار أسلافهم و يتذاكرون حياة العرب و أيامنا و قصص فرسانها و أقضية حكامها و يروون ما قاله شعراؤها من فاخر القول و أكرمه. وكان الفرزدق يصغي الى ما يسمع و يحفظ ما يقال, لقد أوتي الفطنة و الذكاء و الموهبة اكتسبها من جده صعصعة ذو الرواية الواسعة و المعرفة بأخبار الناس . و عاش الوليد الشاعر في كنف أبيه غالب و رعايته فأحسن تهديبه و تثقيفه و رواه الشعر و كلام العرب, و كان غالب يؤثر على البصرة الاقامة في بادية بني تميم فنشأ الفرزدق في مرابع كاظمة نشأة فتيان البادية ورث اخلاقها و فضائلها و قبل عاداتها راضيا معتزا و في بادية تميم اتيح له أن ينهل الفصاحة من مناهلها ففتق لسانه و فصح بيانه و أحاط بسر العربية و أوتي القدرة على تشقيق الكلام, فقد كانت تميم من أفصح قبائل العرب.و كان اعرب القوم تميم .لقد كانت بادية تميم أيام الفرزدق تضج بشعرائها الكثر قد واتتها فترة الشعر الخصبة التي كانت تنتقل بين القبائل و التي نبه اليها القدماء(كان شعر الجاهلية في ربيعة..ثم تحول الى قيس..ثم آل ذلك الى تميم فلم يزل فيهم الى اليوم) و ليس في الاسلام مثل حظ تميم في الشعر و قد تركت هذه النشأة البدوية آثارها في الشاعر بطابعها فظل طوال حياته يؤثرها.و رأى الفرزدق في أبيه غالب المثل الاعلى الذي يتشوف اليه .
    و كانت الأيام تزيده إعجابا به و افتخارا, فبالغ في تعظيمه و توقيره و راح يُؤثر خطاه و ينهج نهجه , و الأب يشجعه على مسلكه .و اعتز الفرزدق بأبيه اعتزازا قلٌ أن نجد له نظير.
    فقد بكاه في شعره لما مات أحر بكاء , وبين عظم الفاجعة فيه :
    أبى الصبر أني لا أرى البدر طالعا *** و لا الشمس الا ذكراني بغالب
    و ادعى أنه ورث أباه في أخلاقه و فضائله :
    ورثت أبي أخلاقه : عاجل القرى *** و عبط المهارى :كومها و شبوبها
    و كان الهجاء أول ما تفتحت له نفس الفرزدق . اذ سمع الفرزدق ما قيل يوم صوأر من مفاخرات و مهاجاة بين شعراء حنظلة و يربوع حيث أخذ أحدهم يهجو غالبا والده فامتلأت نفس الفرزدق حنقا و غيظا ,و أخذ يجهد نفسه ليقول كما يُقال لأبيه , حتى لانت له القوافي , و أطاعه القول . واندفع الفرزدق يدافع عن أبيه و أسرته , و نشب الهجاء بينه و بين أشهب .
    و أعجب الأب بابنه ,فأخذه الى علي بن أبي طالب , عام الجمل (36هـ ) فقال له علي :من هذا معك .قال: ابني و هو شاعر . فقال له: علمه القرآن فانه خير له من الشعر . و لعل عليٌا أراد أن يجنب الفتى قول الرفث و السباب , ليهديه الى ما هو خير . و بعد حين قيد الفتى نفسه ليحفظ القرآن .
    ثم بدأت بذور العهر تتفتح بنفس الشاعر عند شبابه و بعد التقائه بظمياء التى شهُر بها و قال فيها :
    رأت منقرا سودا قصارا , و أبصرت *** فتى دارميا كالهلال يروقها
    و هذا ما يدل على أنه لا يبالي الفضيحة و التشهير , و أنه معجبا بنفسه اعجابا تراءى له به. و فوق ذلك تدل القصيدة على تمكن الفرزدق من ناصية الشعر , و موهبته في الوصف و فطرته على الهجاء الذي يمضي به الى الاقذاع الموجع المبكي .
    بعذ ذلك الافحاش و التشهير بظمياء, قام اللعين المنقري و كانت ظمياء عمته , ينقض على الفرزدق فشهر بشقيقته جعثن , و هنا بدأت معركة الهجاء . اذ ظهر جرير و وقف في وجه الفرزدق يهجوه و يسخر منه .
    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!
يعمل...
X