إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في دار الأوبرا مهرجان الأطفال والشباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في دار الأوبرا مهرجان الأطفال والشباب

    مهرجان الأطفال والشباب في دار الأوبرا
    تهيئة جمهور مستقبلي واعٍ موسيقياً ومسرحياً


    دمشق - سانا
    الإهتمام الجدي بتعليم الموسيقا للأطفال والشباب والاضطلاع بدور تثقيفي هام يبدو جلياً من خلال أولى فعاليات مهرجان الأطفال والشباب حين قدمت أوركسترا الأطفال السورية في التاسع من الشهر الجاري على خشبة الأوبرا السورية بقيادة المايسترو البريطاني هاوارد وليامز مجموعة من المقطوعات السيمفونية العالمية بدأتها بسيمفونية (لندن لهايدن) ثم رقصة منتصف الليل لتدخل بعدها بمجموعة منوعة من المقطوعات السيمفونية مثل (بافان لديليب )و( سيريناد لإيلغار) وافتتاحية( هيبريدس لمندلسون) و(رقصة لبيزيه) و(رقصة هنغارية لبرامز) و(تموجات لغيرشوين).

    هذا البرنامج ذو المستوى الموسيقي الاحترافي أبرز مقدرات الأطفال والشباب المشاركين في هذه الأوركسترا والهارموني العالي بين الآلات الوترية والنفخية والإيقاعية فضلا عن الانضباط الأوركسترالي رغم صغر سن الكثير من أعضاء الأوركسترا الذي بلغ عدد المشاركين فيها من الأطفال والشباب الصغار ما يقارب الخمسين.
    وأوضحت ماريا أرناؤوط مدير دار الأوبرا السورية في تصريح لنشرة سانا الشبابية أن الهدف من المهرجان عموما هو تعريف الأطفال بأنواع الفنون من الموسيقا و المسرح و الرقص مؤكدة أهمية هذا الدور التثقيفي الذي يضطلع به المهرجان إضافة إلى أنه ينبه الجهات المسوءولة من وزارة التربية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى أهمية هذه الفنون فيما يتعلق بمجموعة من القيم الاجتماعية التي يتم اكتسابها من خلال تعلم الموسيقا والمسرح وغيرها من الفنون.
    وأضافت أرناؤوط : إن أوركسترا الأطفال السورية عبارة عن مشروع بدأ عام 2008 واحتضنته الأمانة السورية للتنمية واستقل منذ عام 2010 وأصبح مؤسسة مستقلة بحد ذاتها وتعيش نجاحها المتواصل منذ أربع سنوات لافتة إلى أن المشاركين لهذا العام كانوا من محافظات حلب وحمص وحماة ودمشق والسويداء وجميعهم التزموا بهذا المشروع فالأطفال الذي شاركوا في الأعوام السابقة باتوا يقدمون الدعم للجدد ويتعلمون الكثير من الأشياء الجديدة أيضا خاصة أن العزف الجماعي ينمي لديهم قيما اجتماعية هامة كالتعاون والإنصات إلى الآخر وإبراز دور الفرد ضمن الجماعة.
    وقالت أرناؤوط المديرة الفنية لأوركسترا الأطفال السورية: إن أهمية هذا المشروع تأتي من كونه مستقلا عن المعاهد الموسيقية الحكومية أو الخاصة ويعمل على انتقاء خمسين طفلا من كافة المحافظات السورية يعزفون على مختلف الآلات بمستوى مناسب للاشتراك ضمن أوركسترا بحيث يتم استقبالهم بدمشق مجانا ويتلقون تعليما موسيقيا جديا بمستوى أكاديمي كما يتم تعليم الأطفال الانضباط والالتزام ليقدموا في النهاية حفلا أوركستراليا مقطوعاته مكتوبة للكبار وليس للصغار.
    ويستمر مهرجان الأطفال والشباب حتى الثامن عشر من شهر تموز الحالي ويضم مجموعة من الفعاليات والعروض المسرحية الموسيقية من أبرزها المسرحية الغنائية (أوليفر) التي تؤديها مجموعة من الفنانين السوريين بالتعاون مع دور الأيتام السورية والفرقة السيمفونية الوطنية وستعرض في الفترة الممتدة بين السادس عشر من الشهر القادم وحتى التاسع عشر منه عند الساعة الثامنة.
    كما يضم المهرجان عرضاً لمسرح خيال الظل للسوري شادي رشيد الحلاق الذي سيعرض اليوم الأربعاء إضافة إلى محاضرات موسيقية تثقيفية تحت عناوين (الموسيقا الغنائية) و (الموسيقا اللآلية الكلاسيكية) و (الموسيقا الراقصة) وغيرها يلقيها (سامي الحموي) يومي 17-18 تموز عند الحادية عشرة صباحا والساعة الخامسة عصراً.
    وفيما يتعلق بالمسرحية الموسيقية أوليفر المأخوذة عن رواية (أوليفر تويست) لتشارلز ديكينز ولحنها (ليونيل بارت) وتخرجها في أوبرا دمشق (جيم غريفيث) أوضحت ماريا أرناؤوط أنها المرة الأولى التي ينتج فيها ميوزيكال عالمي بمشاركة من الفرقة السيمفونية الوطنية ومغنين بات لهم شهرتهم ضمن سورية إضافة إلى طلاب من المعهد العالي للموسيقا وأطفال صغار منهم من يقف للمرة الأولى على المسرح.
    وأضافت: أنه تم اختيار الأطفال من الجوقات السورية كجوقة الفرح ضمن مسابقة للقبول وقامت دار الأوبرا ببعد تنموي إذ تم اختيار 20 طفلاً من بعض دور الأيتام ممن يمتلكون حساً موسيقياً وساعدتهم في التغلب على جميع الصعوبات سواء على الصعيد الموسيقي أو على صعيد الغناء باللغة الإنكليزية.
    بدوره أوضح ستيف غريفيث قائد الأوركسترا في عرض أوليفر ومنتجه أنه سعيد لوجوده في دمشق من أجل إنتاج هذه الميوزيكال وخاصة أنها كتبت في بريطانيا في ستينيات القرن الماضي وتم عرضها كثيرا داخل وخارج إنكلترا لكنها الآن ستتم بكادر سوري بالكامل ومعظم المشاركين فيها ليس لديهم تجربة العمل في المسرح الغنائي.
    وقال غريفيث: استمرت فترة التدريب شهراً ونصف الشهر وجميع المشاركين كانوا متحمسين لذلك أتوقع عرضاً ناجحاً وتجربة مهمة على صعيد الغناء والرقص والتمثيل رغم وجود بعض الصعوبات التي خلقها عائق اللغة.
    أما مخرجة العرض جيم غريفيث فبينت أنه من الممتع متابعة رحلة أوليفر من خلال العمل مع الشباب والأطفال السوريين منذ بداية التدريبات وحتى اليوم لأن التطور هائل والعمل مثير للإعجاب وخاصة أن ذلك تطلب انضباطا شديدا لافتة إلى أن الحماس لهذا العرض تجاوز توقعاتها بمراحل.
    وقالت المخرجة: إن الأطفال السوريين يعرفون قصة أوليفر تويست الذي كان يعامل في إحدى دور الأيتام بطريقة قاسية دفعته للهرب منه والعمل بظروف صعبة وهذا ما دفعهم للتعاطف مع الشخصية ولاسيما القادمين من دور الأيتام الذين منحوا فرصة المشاركة بالغناء والرقص والعزف وهذا بحد ذاته مهم ولاسيما في ظل الأبعاد الدرامية الكبيرة التي تطرحها رواية ديكينز المكتوبة في القرن التاسع عشر حول عمالة الأطفال والوضع الاجتماعي لدور الأيتام.
    يذكر أن هذه الأوركسترا يقودها هاوارد وليامز منذ تأسيسها وهو مايسترو بريطاني تولى قيادة العديد من الفرق مثل فرقة لندن الفيلهارمونية والفيلهارومنية الوطنية وأوركسترا الحجرة الانكليزية وسيمفونية مدينة لندن والسيمفونية الاسكتلندية وأوركسترا بي بي سي وتسلم منصب رئيس القيادة الموسيقية في الكلية الويلزية للموسيقا والمسرح في كارديف إضافة إلى الإدارة الفنية لأوركسترا أوكسفورد دا كاميرا.
    بديع صنيج
يعمل...
X