إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحروف الشعورية الحلقية (( حرف الحاء و الخصائض الفطرية )) - دراسة (( حسن عباس ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحروف الشعورية الحلقية (( حرف الحاء و الخصائض الفطرية )) - دراسة (( حسن عباس ))

    الحروف الشعورية الحلقية
    (( حرف الحاء و الخصائض الفطرية ))
    - دراسة (( حسن عباس ))
    ولكن ماذا عن بقية المصادر؟

    بتأمل معاني المصادر التي لم يرد ذكرها في الجداول السابقة، وبتمحيص معاني مشتقاتها، استطعت أن أجد قاسماً مشتركاً بين ثلاث فئات منها، وإن لم ألحظ في معظم الأحيان أية رابطة ظاهرة بينها وبين الخصائض الفطرية لصوت الحاء.
    الفئة الأولى:

    لقد عثرت على أربعة وخمسين مصدراً تدل معانيها على الشدة والفعالية والقشر والقطع والشق والتحطيم، كان منها أربعة عشر مصدراً شاركت فيها حروف الدال والذال والزاي المختصة أصلاً بهذه المعاني، كما مر معنا في دراستها، منها:
    حدّ السيف (صار قاطعاً). حَذَّهُ (قطعه بسرعة).حزّه (قطعه ولم يفصله). حزب الأمر (اشتد). حذف الشيء (قطعه من طرفه). حصد. حفر. حلز الأديم (قشره) الحمزة (الأسد لقوته وصلابته). حذت الشيء (قطعه).
    وكان منها أربعة مصادر في صيغها مايوحي بالضخامة، وفي أصوات حروفها بعض التنافر. هي: الحُلابس والحُمارس (للأسد والشجاع). الحُرحوح من النوق (الطويلة الجسيمة). الحِرماس (الصلب الشديد).
    أما بقية مصادر هذه الفئة وعددها خمسة وثلاثون، فقد كان في صيغها رشاقة وأناقة وفي حروف معظمها رقة ولطافة، لا تتوافق معانيها بذلك مع موحياتها الصوتية. ولذلك من المحتمل أن العربي كان يلفظ الحاء معها بشيء من الشدة والزلق، بما يحاكي هذه المعاني، مثلما كان يلفظه في المصادر لمعاني الحقد والغضب منها:
    حتا حتواً (عدا عدواً شديداً). حرته (قطعه قطعاً مستديراً). حرث الأرض (شقها). حرج أنيابه (حك بعضها ببعض من الحنق والغيظ). حرص الشيء (شقّه).حسّ الشيء (استأصله). حسم الشيء (قطعه). حشأه بالعصى (ضرب بها بطنه وجنبه). حصم الشيء (قطعه). حضّه (حثَّه عليه بقوة ). حطأ به الأرض وحفأه (صرعه). حكره (ظلمه وتنقّصه). حلأ الجلد (قشره). حمر الشيء (قشره). حنشه (ساقه وطرده). حاس الرجل حوساً (شجُع وثبت).
    الفئة الثانية:

    كما عثرت على واحد وخمسين مصدراً تدل معاني بعض مشتقاتها على الدوران والفتل والربط والاحاطة والحيازة. هي:
    حبسه. حبش له(جمع له). حبقه (جمعه وأحكم شده). حبك العقدة وحتأها وحترها وحكأها (أوثق شدها وأحكمه). حنج الحبل (شدّ فتله). الحبل (مافتل من ليف ونحوه ليربط به). حجبه. الحُجرة (الغرفة، حظيرة الدواب). حجز الشيء (حازه ومنعه من غيره). حدج الحبل ونحوه (فتله وأحكمه). الحدلقة (إدارة النظر). حدق به (أحاط). حرجم الدواب (ردّ بعضها على بعض وجمعها). الحِرز (الوعاء الحصين يحفظ فيه الشيء). حزأ الإبل وحاش الدواب (جمعها وساقها). حزلم الشيء (دحرجه). حزق الرباط وحزكه (أحكم شدّه). حزمه (شدّه بالحزام ليحكم ربطه). الحشر. حصره (ضيق عليه وأحاط به). حصرم الشيء (ضيقه). الحِصن. حضنه. الحظيرة. الحفل. حفن الشيء (أخذه براحته). حقِب الشيء (احتبس وامتنع). حقن الماء (جمعه وحبسه). حكش الشيء (جمعه). حلّب القوم (اجتمعوا من كل وجه). حملج الحبل (فتله فتلاً شديداً). حات الطائر بالشيء حوتاناً (حام حوله). حاذ الشيء حوذاً (حاط). حاز الشيء حيازة (ضمّه وملكه). الحوصل للطير. (كالمعدة للإنسان). حاض الماء حوضاً (جمعه وحاطه). المِحْوَرُ (قضيب تدور عليه البكرة). حاص حوله حوصاً (حام). حاس الحبل حيساً (فتله ولم يحكمه). الحلْقة (كلُّ شيء استدار). حوى الشيء (استولى عليه وملكه). حار الماء حيراً وحيراناً (اجتمع ودار). حاق به الشيء (أصابه وأحاط به). الحيّة (لخاصية الدوران واللف والفتل في تكوينها وتحرّكها).
    الفئة الثالثة:

    كما عثرت على اثني عشر مصدراً تدل معاني بعض مشتقاتها على الميل والحيدان. هي:
    الأحدب. حدِل (مال). حرف عنه (مال وعدل). حضج عن الطريق (حاد ومال). حفض العود (حناه). حقف الشيء (طال في اعوجاج). حَنِفَ عن الشيء. (مال). حَنِفَ (اعوجت قدمه فصار بطنها ظهرها خِلقة). حنا العود (ثناه). حال الشيء (اعوجّ بعد استواء).. حوِلت عينه (أصابها الحول). حاد. حاص عنه محيصاً (عدل ومال).
    أما ماتبقى من المصادر وعددها مئة وسبعة عشر، فلم أستطع أن أتلمس أي توافق أو تماثل بين معانيها وبين صوت الحاء بأي كيفية يمكن أن يلفظ بها، كما كانت معاني مشتقاتها كثيرة التنوع إلى حد التناقض، وقلما يجمع بينها جامع معنوي أو حَدْس مشترك.
    وماذا عن المصادر التي تنتهي بالحاء؟

    بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئة واثنين وسبعين مصدراً، كان منها سبعة عشر مصدراً تدل معانيها على أصوات يتوافق معظمها مع صوت الحاء مرققاً مصحولاً به. هي:
    أحّ (سعل وتنحنح). أنح (تنفس بأنين). بحّ (غلظ صوته في خشونة). الثحثحة (صوت فيه بحة عند اللهاة). صدح الطائر (رفع صوته فأطرب). صاح. طحطح (ضحك خفيفاً). ضَبَحَ الثعلب (صوَّت). فحّت الأفعى (صوتت). فحفح (أخذته بُحّة في صوته). كحّ (سعل). نبح الكلب. نحّ نحيحاً (تردد صوته في جوفه). نحنح (ردد في جوفه صوتاً كالسعال استرواحاً). نشح الباكي (تردد البكاء في صدره من غير انتحاب). ناح نوحاً (بكى). وحْوح (صوت مع بَحَح).
    وكان منها سبعة مصادر لمشاعر إنسانية تتوافق معانيها مع صوت الحاء مرققاً. هي:
    بَجَحَ به (فرِح). ترِح (حزِن). دبَّح (ذلّ وهان، حنى ظهره). الفرح. قفح عن الشيء (نفر منه وكرهه). أودح (أذعن وخضع). مرح.
    وكان منها ثمانية عشر مصدراً لمعاني الرقة والصفاء والنقاء والكياسة، بما يتوافق مع صوت الحاء مرققاً مرخماً، وقد شارك في اثني عشر منها حرفا الصاد والضاد، للصفاء والنضارة. هي:
    الصبح، صحّ، صحصح، الصراحة، الصفح، الصلح، ضحضح، الضحّ (الشمس). الفصاحة، القحاح (الخالص من كل شائبه). المديح. المزاح. الملاحة. النجاح. النصح. الوضوح. مسح. مشحت السماء (صحت).
    وكان منها ثمانية وعشرون مصدراً لمعاني الشدة والفعالية والقشر والحفر والقطع، قد شارك في عشرين منها حروف (الجيم والدال والذال، والزاي والكاف). منها:
    بدحه (شقه). جرحه. جمح الفرس، دحّه. درحه (دفعه). ذبحه. ذحّ الشيء (دقه وفّرقة). ذرح الشيء (ذراه). ذاح الشيء (فرقه وبدده). زحّه. زحزحه. ضرحه (شقه). طحّه. قرحه (جرحه). كبح جماحه. كدح. كشح العود (قشره). مطحه (ضربه بيده). وطحه (دفعه بيده عنيفاً). سطحه (ذبحه). نطحه.
    وكان منها (مصدر واحد) للحرارة، هو: صمح الحر (اشتد).
    وكان منها أربعة مصادر للميل. هي:
    ماح ميحاً (مال وتبختر). ناح الغصن نيحا (مال). جنح (مال). رنَّح (تمايل من سكر وغيره). بما مجموع نسبتها (43%).
    ولا شيء للدوران والإحاطة والربط والجمع والحيازة.
    ثم أخيراً، ماذا عن حرف الحاء في وسط المصادر؟

    بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئة وأربعة وأربعين مصدراً يتوسطها حرف الحاء. كان منها عشرة مصادر لأصوات تتوافق معاني معظمها مع صوت الحاء مرققاً مصحولاً به. مع الإشارة إلى أن سبعة منها تبدأ بحروف ذات خصائص صوتية أصلاً. هي:
    زحر. صحِل صوته. ضحِك. طحر. نحم (سعل). قحب الجمل (سعل). ...نحب الباكي. نحط (زفر من جهد أو غيظ). محَّط الوتر (أمرَّ عليه أصابعه ليصلحه).
    وكان منها ستة مصادر لمشاعر إنسانية تتوافق مع صوت الحاء مشدداً مع شيء من الحدَّة. هي:
    أحِن عليه ووحِن (حقِد وغضِب). الذحل (الحِقد). التَحَطَ (غضِب). محَتهُ (ملأه غضباً). الوَحْر (الحقد, الغيظ، أشدّ الغَضب).
    وكان منها سبعة مصادر تدل معانيها على الرقة والنقاء بما يتوافق مع صوت الحاء مرققاً ومرخماً. هي:
    بحُت (خلص ولم يخالطه غيره). التُّحفة (الطرفة). الرُّحاق (الخمر الخالص الصافي منها). الصحو. الضُّحى. محض الشيء (خلص من عيوبه). الوحي.
    وكان منها مصدر واحد للحرارة. هو: جحم النار (أوقدها).
    وكان منها مصدران اثنان للميل. هما:
    بحدل الرجل (مالت كتفه). لحد (مال عن الطريق القصدِ، ولحد السهم عدل).. ولاشيء للدوران والإحاطة وكان منها ثمانية وثلاثون مصدراً تدل معانيها على الشدة والقطع والقشر، بما يتوافق مع صوت الحاء مشدداً مع شيء من الحدّة والزلق. ولكن يلاحظ أن ستة وعشرين منها قد شاركت فيها حروف (الجيم والدال والزاي والقاف والكاف). منها:
    بحث الأرض (حفرها). بحر الأرض (شقها). جحدره وجحفله وجحله (صرعه). جحف الشيء وذحجه. وسحجه وسحقه. وسحاه سحواً ومحج العود ومحش الجلد وقحف الشيء بمعنى (قشره). دحبه، ودحقه، ودحره، ودحقبه ودحمه بمعنى (دفعه). دحرج الشيء، ودحدره. ودحمله. وزحلقه بمعنى (دحرجه). زحمه (دفعه في مضيق). سحنه وصحنه وكحصه بمعنى (دقّه). محن فلاناً (عذّبه أشد العذاب). نحسه (أجهده وأضرّه).
    ولاشيء للدوران والإحاطة والفتل والجمع والحيازة وما إليها، وقد بلغت نسب تأثيرها في معاني المصادر (41%).
    في مناقشة خصائص الحاء الصوتية على واقع معاني المصادر التي شاركت في تركيبها.

    أولاً- في المصادر التي تبدأ بحرف الحاء:

    آ- لقد بلغت نسبة المصادر التي تأثرت بالخصائص الصوتية للحاء المرققة والمشددة، مما يدل على مشاعر إنسانية وأصوات ومايشير إلى الرقة والكياسة والجمال (22%). فقط، وهي نسبة ضعيفة.
    ب- أما المصادر التي في أوزانها رشاقة وفي حروفها رقة، مما يدل على الشدة والقطع والقشر والبالغة (11%)، فمن الممكن أن نعزو معانيها بكثير من التسامح إلى كيفية النطق بصوت الحاء حاداً حيناً، ومع الزلق والزحلقة حيناً آخر.
    ولكن مايثير الدهشة حقاً،’ أن يكون ثمة اثنان وستون مصدراً تدل معانيها على الميل والانحناء والفتل والدوران والربط والإحاطة والجمع والحيازة، في أسرة من المعاني يجمع بينها حَدْس مشترك من حركة تدور حول محور، منها مالم تكتمل حركته فظل في مرحلة الميل والانحناء والاعوجاج، ومنها مااكتملت حركته فأخذ صوراً من الفتل والدوران والإحاطة والجمع والعقد والربط والحيازه.
    فهل جاءت هذه المعاني التي بلغت نسبتها (20%). اعتباطاً وخبط عشواء؟
    أم أن ثمة علاقة ما، بينها وبين كيفية التلفظ بصوت الحاء في مقدمة المصادر إيماء وتمثيلاً مما لم تألفه أسماعنا الحضرية؟
    وهكذا ترتفع نسبة تأثير الحاء في معاني المصادر التي تبدأ بها مع المحاباة إلى (53%).
    ثانياً- في المصادر التي تنتهي بالحاء:

    1- لقد بلغت نسبة المصادر التي تدل معانيها على مشاعر إنسانية وأصوات، وما يتعلق منها بالرقة والصفاء والجمال، مما يتوافق مع صوت الحاء مرققاً أومشدداً (24.4%).
    2- وبإضافة مايدل منها على الشدة والقطع والقشر، مما لم يشارك في تراكيبها حروف الشدة والقوة، وكذلك مايدل على الحرارة والميل، ترتفع هذه النسبة إلى (41.6%)/.
    ثالثاً: في المصادر التي يتوسطها حرف الحاء:

    1- بلغت نسبة المعاني الدالة على المشاعر والأصوات والرقة والصفاء (14%).
    2- وبإضافة معاني الشدة والقطع مما لم يشارك في مصادرها حروف الشدة والغلظة، وكذلك مايدل على الحرارة والميل ترتفع هذه النسبة إلى (41%).
    في الخلاصة:

    1- على الرغم من التسامح الذي أبحته لنفسي في اختيار المصدر الجذر والمعنى الأصل في الأمثلة السابقة، بمعرض تقصي خصائص صوت هذا الحرف الحرون، فإنه لم يؤثر في معاني المصادر التي شارك في تراكيبها إلا في نسب على التوالي (23- 19- 16%) هذه النسب تؤهل حرف الحاء لزعامة الحروف الضعيفة الشخصية. ولكن بضم الإضافات المذكورة آنفاً ترتفع هذه النسب إلى (53-41-41 %). وهي في غاية الاعتدال.
    2- لَئِنْ كنت عثرت على ستة مصادر فقط لمعنى (الميل) في المصادر التي يتوسطها حرف الحاء والتي يقع في نهايتها، فأنني لم أعثر فيها على أي مصدر يدل على الفتل والدوران والإحاطة والجمع والحيازة، وهذا يقطع بأن هذه الخاصية في حرف الحاء، بفرض صحتها في بداية المصادر، ترجع إلى طريقة التلفظ بصوته إيماءً وتمثيلاً، لا إيحاءً، وهذا يتعارض مع ماذهبت إليه من أنَّ معاني الحروف الشعورية الحلقية، إيحائية لا إيمائية.
    فهذه المعاني من الدوران والجمع وما إليها من الأحداث تتوافق مع واقع إحاطة جوف الحلق بالنفَس عند التلفظ بصوت الحاء مشدداً عالي النبرة مع شيء من التفخيم، وذلك قريب مما سنلحظه من هذه الوقائع مع حرف العين كما سيأتي.
    وسيجد القارئ في دراستي الثالثة (حروف المعاني بين الأصالة والحداثة) مايدعم هذه الدراسة على واقع المراجع (الصرفية- النحوية) بما يقطع كل الشكوك ويدحض جميع التهم التي أثيرت سذاجة أو كيداً حول فطرية اللغة العربية وأصالتها.
يعمل...
X