إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لرحيل محمود غزال الفنان التشكيلي في الذكرى الثانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لرحيل محمود غزال الفنان التشكيلي في الذكرى الثانية

    الفنان التشكيلي محمود غزال في الذكرى الثانية لرحيله.. ريشة مشاكسة ولوحات مشاغبة

    دمشق-سانا
    يجمع النقاد على أن أعمال الفنان التشكيلي الراحل محمود غزال سجلت نمطا خاصا يتميز بالشفافية العفوية التي أتاحت للمتلقي رؤية شيء من روحه من خلال رؤيته للأشياء وتعامله معها ومن ثم توليدها على اللوحة برؤية تبرز أحاسيسه وأحلامه الكامنة.
    واعتبروه واحدا من الفنانين الرقاويين الذين استطاعوا خلال تجربة امتدت ربع قرن أن يتركوا بصمة واضحة وأن يجدوا لهم موطئ قدم في ساحة الفن التشكيلي السوري من خلال امتلاكه للعناصر الفنية الفريدة حتى أصبح يمتلك خاصية في استخدام اللون تميزه عن غيره من الفنانين.

    ووصف بعض النقاد الفنان غزال الذي رحل في التاسع والعشرين من كانون الثاني 2011 بعد صراع مع المرض بأنه ريشة مشاكسة استطاعت التحرر من قيود كثيرة تكبل بدايات بعض الفنانين كالانطباعية التي استطاع وببراعة أن يتخطاها فأنجز لوحات تستحق قراءة ما تحمله من قيم فنية إضافية.. فكان فنانا مشاغبا بلوحاته ليعيد قراءة العالم بطريقة جديدة تحمل بين طياتها شيئا من روحه.
    تأثر الفنان غزال المولود في حلب عام 1967 والمقيم منذ طفولته في مدينة الرقة شمال سورية بطبيعة البيئة الفراتية.. بمائها وتربتها وهوائها.. بظلها وضوئها وشخوصها وبيوتها فسجلت لوحاته انطباعات جميلة عما رأته عيناه ليحولها إلى أعراس فرح وأغان وأهازيج لونية تبشر بالعطاءات التي شكلتها لوحاته كأرغفة الخبز والزنود السمر التي أحرقتها شمس الرقة.
    وعن أحد معارضه التي أقامها في بيروت عام 2008 تحت عنوان تأمل قال الفنان غزال يومها إن المعرض كان عبارة عن مغامرة فنية في بعدين.. الطبيعة والإنسان عبر موضوع المولوية.. وقد أردت من خلال هذا المعرض التأكيد أن اللوحة يمكن أن تكون طقسا فنيا يقارب الطقس الديني إذ يتحول اللون فيها إلى مايشبه النشيد الديني الذي ينقلب إلى نشيد تشكيلي.
    وفي هذا الصدد قال الفنان التشكيلي محمد العكلة إن معظم الموضوعات التي تناولها غزال في أعماله تخلق حالة من الروحانية لدى المتلقي ولاسيما أن النزعة الصوفية التأملية تطغى على جل أعماله وقد جسدها من خلال لوحاته الأخيرة التي ركزت على رقصة المولوية حيث تناولها بشفافية لونية آسرة تفيض جلالا.
    ويعتبر الفنان الراحل أحد المؤسسين لمجموعة توتول للفنون التشكيلية التي وصفها غزال بأنها كانت تجمعا ناجحا حقق حركة نشطة وفتح آفاقا وآمالا جديدة لدى بعض هواة الفن التشكيلي مشيرا إلى أن تسمية توتول هي الإسم القديم لمدينة الرقة ومعناه الأرض المعطاء.
    وما لم يعرفه الكثيرون أن الفنان غزال كان من ذوي الاحتياجات الخاصة إلا أن العائق الجسدي لديه م يكن يوما عائقا أمام فنه بل أراد تحدي هذا الوضع بقوله إن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الخمول والكسل وإن كل إنسان لا يعمل هو إنسان معوق.

    وأثر وفاته قال صديقه الفنان التشكيلي سائد الفياض.. أمضينا أياما بلياليها نرسم لوحات لمستقبل واعد ونحلم بيوم يحصل فيه الفنان التشكيلي على حظه من التكريم والشهرة والحياة الرغيدة لكنه رحل عن هذه الحياة ولم يحقق سوى القليل مما كان يحلم به.. وعزاؤنا أن أعماله الفنية التي تركها خلفه ستظل حاضرة معنا بعد أن سكب روحه فيها.
    يذكر أن الفنان محمود غزال أقام 11 معرضا فرديا في مختلف المحافظات السورية وشارك في العديد من المعارض الجماعية وله مقتنيات داخل سورية وخارجها كما له مساهمات وحضور في عدد من المهرجانات الفنية.. وتخرج من مركز الفنون التشكيلية في الرقة عام 1984 وهو عضو نقابة الفنون الجميلة في سورية وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب وعضو مؤسس لجمعية الخط العربي والأعمال الفنية الشرقية في الرقة وعضو الاتحاد الرياضي العام وأمين سر اللجنة الفرعية لرياضة المعوقين في الرقة.
    سلوى صالح
يعمل...
X