إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الذكرى الخامسة لرحيل محمود درويش شاعر فلسطين.. كلمات تحيا من غربة الموت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الذكرى الخامسة لرحيل محمود درويش شاعر فلسطين.. كلمات تحيا من غربة الموت

    شاعر فلسطين.. كلمات تحيا من غربة الموت

    " لم أسمع عاشقين يقولان شكرا، ولكن شكرا لك لأنك أنت من أنت، حافظي على نفسك يا تونس" كانت هذه أدفأ كلمات وداع تسمعها تونس. لماذا تونس؟



    "أنباء موسكو"
    لأنها وفي هذا اليوم، في الذكرى الخامسة لرحيل شاعر الكلمة والموقف والعشق محمود درويش، ترى تونس على موعد مع أمنيات بكل حنان مزجها درويش بدموع الفراق والوداع.
    في مثل هذا اليوم منذ خمسة أعوام رحل محمود درويش من دون أن يرحل، لا، لم يرحل هذا القلب الذي كان بنبضه يكرر أن "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".
    خلال حياته، دمج محمود درويش وحدته بوحدة الشعوب، ليصبح بذاته وطنا من دون وطن.
    ما كان محمود درويش ليقول أمام هذا المشهد العربي. ما كان ليقول عندما تمتزج في أنفه رائحة القهوة اليومية بعبق الياسمين المتصاعد، ما كان ليكتب أمام ملايين التظاهرات في ميادين العالم العربي.
    محمود درويش ابن فلسطين، ابن بار لم يخلع عباءة الحنين للوطن يوما.
    في مثل هذا اليوم ومن خمس سنوات، استيقظ العالم على فاجعة رحيل شاعر فلسطين الذي حمل معه جرح الأرض وعاش معه حتى آخر لحظات حياته.
    أبصر محمود درويش النور في إحدى قرى منطقة الجليل عام 1941 ليقطع مسافة 67 عاما حاملا صليبه.
    أول رحلة قصرية اقتلعته من حلمه الفلسطيني كانت إلى لبنان مع أسرته عام 1948 ، لعام واحد عاد بعده إلى فلسطين بعد اتفاقية الهدنة.
    على الرغم من صغر سنه، كان محمود درويش قد بدأ يكشف عن ولاء سياسي لقضيته، ولاء حاول ترجمته بالشعر وبالفعل، فبرز عندها من وراء خيال الشاعر الرقيق شخص السياسي الذي وقع مرارا ومرارا بأيدي الإسرائيليين ليعتقل مرات عدة.
    انتماء شاعر فلسطين إلى موجة المقاومة بالكلمة كان الدافع وراء انتقاله إلى القاهرة عام 1972 هو العام الذي انتسب فيه إلى منظمة التحرير الفلسطينية.
    سيد موقفه، لا مبايعا ولا متملقا استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محتجا على اتفاق أوسلو ومستمرا في الحلم بعودة مشرفة ومنتصرة إلى فلسطين.
    سلاسة الكلمة وقوتها في قصائد درويش كانت ملهمة لعدد من رواد الغناء الملتزم من مرسيل خليفة إلى أحمد قعبور وإلى غيرهما.
    فمن يعتصر قلبه من فرح وحزن في آن عند سماع "أمي" أو "سجل أنا عربي" ومئات من الكلمات التي اندمجت باللحن لتولد مقطوعات عربية من أين ما علت فهي تنتهي بأن تصب في جرحه الفلسطيني.
    كان دائما محمود درويش الابن المثال في كل بلد منفى مر به سواء بيروت "وصف المرأة الأولى ورائحة الغمام" أو تونس التي "راينا فيها من الالفة والحنان والسند السمح ما لم نر في أي مكان آخر". ودرويش هو الإنسان الذي لا يمر مرور الكرام فغربته لا تزال تذكر فيه حتى اليوم بساحة أطلق عليها اسمه في باريس ولكن حبه الأول والأخير، وحبه القريب في القلب والبعيد وراء البنادق كان وبقي ولا يزال حتى بعد رحيله فلسطين.
    أحب درويش الحياة، وأعرب عن هذا التعلق بها في كل قصيدة روى فيها بأجمل العبارات النفس الجديد الذي يجري فيه مع تنشق رائحة قهوته الصباحية.
    في كل عام سيكتب العالم عن هذا الشاعر الذي حمل بندقية رصاصها من نوع آخر لا يعرفه العدو ولن يعرفه، إلا أن كلماتنا مهما كانت جميلة ومنمقة لن تتمكن من وصف فلسطيني عربي مقاوم شاعر صديق وملتزم هو محمود درويش.
    أليس شاعر فلسطين هو من قال:"وكأنني قد متّ قب الآن، أعرف هذه الرؤيا، وأعرف أنني أمضي إلى ما لست أعرف. ربما ما زلت حيا في مكان ما، وأعرف ما أريد. سأصير يوما ما أريد".
يعمل...
X