إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أوراق ..الموت يغيب ( الطاهر وطار) الأب الروحي للرواية الجزائرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أوراق ..الموت يغيب ( الطاهر وطار) الأب الروحي للرواية الجزائرية

    أوراق ..الموت يغيب ( الطاهر وطار)

    الأب الروحي للرواية الجزائرية


    صحيفة تشرين
    ناجي أسعد
    في العاصمة الجزائرية توفي الأديب الجزائري الطاهر وطار الخميس الماضي عن عمر يناهز 74 عاماً بعد مرض عضال ألزمه الفراش نحو عامين.
    لم يكن الروائي كاتباً هادئاً ومستقراً ببساطة كان إشكالياً ككل الكتاب الكبار بكبر القضايا الحياتية التي أثاروها في كتاباتهم الكثيرة والمتنوعة من القصة والرواية والسيرة، مروراً بالمسرحية والمقالة السياسية والفكرية وانتهاء بالنقاشات اليومية كان وطار يرسم رحلة مثقف عضوي ارتبط بوطنه وبقضايا حركة التحرر الوطني مثله مثل جيل عربي بكامله ظل مقتنعاً بأن ما كان يحدث من انكسارات في عمق المؤسسة الفكرية القومية ليس إلا حالة طارئة وليس ضرراً هيكلياً في العمق والجوهر. ‏
    كان لأعمال الطاهر وطار أثر كبير في الساحة الأدبية والثقافية والمسرحية العربية منها والعالمية، بعد ما ترجمت أعماله إلى أكثر من عشر لغات وحصل على جوائز عدة من أشهر ما كتب وطار من روايات طويلة (اللاز) 1974 و(الزلزال) 1974 و(الحوت والقصر) 1975 و(العشق والموت في زمن الحراش) واختتم وطار مسيرته الإبداعية الطويلة بروايته (قصيدة في التذلل). ‏
    ألف الطاهر عدة كتب ترجمت من العربية إلى نحو 10 لغات منها الإنكليزية والفرنسية والألمانية والروسية والبرتغالية والفيتنامية واليونانية والأوزبكستانية والأذرية. ‏
    يعد وطار من مؤسسي الأدب العربي الحديث في الجزائر وهو من أشد المدافعين عن الحرف العربي وكان معروفاً بدفاعه عن الثقافة العربية ويصف نفسه بالعروبي. ‏
    في العام 1989 أنشأ وطار الجمعية الثقافية (الجاحظية) وهي تحمل شعار (لا إكراه في الرأي) وكان يقول عنها: (هي ملحمة اصطدام العقل العربي الواعي هنا في الجزائر بغيره من عقل غيبي متخلف وعقل غربي متعال وآخر عروبي اتكالي). ‏
    الروائي الجزائري (واسيني الأعرج) قال عن: وطار علامة ثقافية كبيرة مؤثرة ومؤسسة، مطلوب الاهتمام بالمادة الإبداعية التي تركها ونقلها إلى الأجيال وترسيخها في المخيال الثقافي العربي والعالمي، وأضاف الأعرج قائلاً: (كان الروائي وطار حاضراً دائماً في نقاشاته قد نختلف وقد نتفق وأحسن شيء فيه أنه لم يصمت أمام الأحداث سواء الأحداث السياسية التي مرت بها البلاد أو حتى القضايا الثقافية وما يبقى من وطار – وكلنا نمضي في هذه الرحلة – هو هذه القدرة الخلاقة الإبداعية المتنوعة. حيث إنه كتب في القصة القصيرة أولاً وكان من الأوائل مع المرحوم ودود وغيره من الكتاب القصصيين الجزائريين لكنه كان بامتياز الأب المؤسس للرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية. ‏
    الكاتب اللبناني اسكندر حبش كتب في صحيفة الحياة اللبنانية يقول: لم يكن أحد يختلف على أن (عمي) الطاهر (مثلما كان يلقب ومثلما كان يحب أن ينادوه) كان (أب) الرواية الجزائرية الحديثة المكتوبة بالعربية من هنا كان دوره رائداً بحيث فتح آفاقاً في وقت كانت لا تزال اللغة الفرنسية هي اللغة (المكتوب) بها في الجزائر والتي أعطت أسماء لامعة لا يمكن إنكارها مثل كاتب ياسين ومولود فرعون على سبيل المثال لا الحصر. ‏
    يرحل الطاهر وطار بصمت يرحل في بداية رمضان وهو الشهر الذي تفتح به أبواب الجنة، ألم يتمنى طيلة عمره أن يموت ناصعاً كالشهداء؟ يرحل وخلفه تركة أدبية كبيرة يكفي أن نعيد قراءتها لنعود ونكتشف قامته المميزة. ‏
يعمل...
X