تويت
ذكرى وفاة الشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي الطولقي القسنطيني
بقلم : عز الدين العقبي
تعتز الأمة بعلمائها ومثقفيها ورجالها الذين خدموها في الأوقات العصيبة.. وضحوا بأغلى وأرخص ما يملكون في سبيل ذلك ولم يتركوا لأنفسهم إلا أقل القليل.. ولذلك فمن واجب الأمة أن لا تنسى هؤلاء الأوفياء.. ومن جملتهم هذا العالم العامل الذي توفي في 11 أوت 1973م وأعتذر لتأخري في الكتابة عنه لاشتغالي ببعض الواجبات.. ولقد كتب عن هذا الرجل الفذ الأستاذان صيا: سليمان رحمه الله وعبد الحليم أطال الله بقاءه.
عبد الحفيظ بن الهاشمي الطولقي
(1310- 1393هـ/ 1892- 1973م)
العلامة المفتي الشيخ عثماني عبد الحفيظ بن الهاشمي بن الحفناوي بن علي بن عمر
الحسني الطولقي. "هو العلامة الجليل الفقيه اللغوي الأصولي الشاعر الناثر المشارك في شتى الفنون من المنقول والمعقول".
عالم فقيه مفت صوفي كاتب شاعر صحفي ولد بطولقة وتعلم في زاوية والد جده
الشيخ علي بن عمر، وهي زاوية علمية تابعة للعائلة العثمانية، وقد كان والده وجدّه من كبار المدرسين فيها.
في سنة 1912م سافر إلى تونس وأكمل دراسته بجامع الزيتونة، وعندما ملأ بالعلوم و المعارف وطابه عاد إلى أرض الوطن واستقر بمدينة قسنطينة.
قي سنة 1919م أصدر جريدة النجاح التي كانت تؤدّي دورا مهما في الثقافة والأدب. وقد كان الإمام عبد الحميد بن باديس من المساهمين فيها والمؤيدين لها في البداية، ثم تخلى عنها فيما بعد لميله إلى الاتجاه الإصلاحي بينما خط الجريدة يميل إلى تأييد الزوايا والطرق الصوفية، ومؤسّس الجريدة سليل أسرة علمية صوفية من الطريقة الرحمانية.
كان عبد الحفيظ بن الهاشمي عالما غزير العلم واسع الاطلاع ومفتيا معروفا.
فقد تولى الإفتاء على المذهب المالكي بمدينة عنابة. ثم انتقل إلى قسنطينة وبقي بها إلى أن توفي على الساعة الخامسة غير ربع من صباح يوم السبت 12 رجب الأصم عام 1393هـ/ 11 أوت 1973م بمحل سكناه بقسنطينة ونقل في صباح اليوم الموالي حيث دفن في زاوية أسلافه، وهو آخر مفتي عاش في عصرين مختلفين..
وقال الأستاذ سليمان الصيد: "يعتبر علامة في الفقه والدين وغيرهما وهو من الصحفيين الكبار كانت له مقالات مهمة في السنوات الأولى من النجاح يحتاج إليها الباحثون".