إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بين الثورة السورية الكبرى والثورات الفلسطينية وشائج القربى - للأستاذ "رائد حامد - معين حمد العماطوري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بين الثورة السورية الكبرى والثورات الفلسطينية وشائج القربى - للأستاذ "رائد حامد - معين حمد العماطوري

    وشائج القربى بين الثورة السورية الكبرى والثورات الفلسطينية

    معين حمد العماطوري

    تروي قصص الكفاح الوطني حكايات البطولة في بلادنا والتي طوت بعض أحداثها ذاكرة النسيان، ولم تلق عند الباحثين الاهتمام، لكن مدونة التاريخ تروي الكفاح القومي الذي خاضه ثوار السورية الكبرى لأجل فلسطين والعكس أيضاً.

    لعل أول معاني حقيقة وشائج القربى وحدة النضال الوطني في بلاد الشام بين الثورتين السورية والفلسطينية، حيث تعدت الوحدة النضالية الأمثلة الفردية إلى المشاركة الشعبية الواسعة والالتحام الحقيقي بين الثورتين، الناجم عنها أسفاراً في الجهاد والمجاهدة والتي تحتاج إلى دراسات وبحوث مطولة فيها، الحديث كان للأستاذ "رائد حامد" الباحث في الشؤون السياسية والتاريخ، مدير تحرير مجلة المعلم العربي، لموقع eSwueda بتاريخ 15/4/2012 وتابع بالقول: «أذكر هنا المجموعة الثورية "الشامية" التي قاتلت على تراب "فلسطين" والتي كان قائدها الشيخ المجاهد "محمد الأشمر" من "حي الميدان بدمشق"، والمجموعة "الحموية" التي كان قائدها "منير الريس" وبطلها الشهيد "سعيد العاص"، والمجموعة "الشوفية اللبنانية" والتي كان قائدها الشهيد "حمد صعب"، وهذه المشاركة جميعها تعود إلى أواسط الثلاثينيات من القرن المنصرم، وفي ثاني هذه المعاني ضمن الأسفار النضالية المنسية، أن الوعي القومي في هذه المنطقة والمتجذر تاريخياً في الأصالة العروبية لسكانها لم يكن مجرد تخمينات أو تحليلات نخبوية مفترضة، بل كان حقيقة تؤكدها وتبرهن عليها البطولات الشعبية وقوافل هؤلاء الثوار المناضلين الذين قاتلوا فوق تراب فلسطين».

    وعن استقبال الفلسطينيين أنباء الثورة السورية الكبرى أوضح الباحث "رائد حامد" قائلاً: «بعد نشوب الثورة بأشهر قليلة تألفت في القدس لجنة وطنية سميت "اللجنة المركزية لإغاثة منكوبي سورية" ترأسها الحاج "أمين الحسيني" مفتي "القدس"، وساهم بإنشائها الأمير "عادل ارسلان ورشيد طليع" وكان لهذه اللجنة مهمتان الأولى علنية وهي إيصال التبرعات المالية للثوار ودعمهم بالدواء وإسعاف جرحاهم، والأخرى سرية شكلت لأجلها لجان في أنحاء البلاد مهمتها شراء السلاح وتهريبه للثوار،
    الباحث رائد حامد والاتصال بالمهاجرين والمغتربين وحثهم على دعم الثورة، وكانت جميع الحوالات ترسل باسم الحاج "أمين الحسيني" حيث أصدر بياناً في 11 تموز 1927 موجهاً للعرب والمسلمين لإنقاذ المنكوبين في "الأزرق" من شر الموت المحقق، ويقول المؤرخ الفلسطيني "إميل الخوري" في كتابه "فلسطين عبر ستين عاماً": "تطوعت للعمل مع فرق الشباب التي تشكلت في القدس لجمع الإعانات للثورة السورية، وكنا نجمع الأموال أيام المواسم والأعياد عن طريق بيع بطاقات أو زهور أو شعارات توضع على الصدور، ثم اختار الحاج "أمين الحسيني" رسولاً هو "عبد الرحيم الطوبجي" من أهالي القدس كان يعمل ضابط مدفعية في الحرب العالمية الأولى، ذهب إلى الجبل عدة مرات وحمل رسائل من "أمين الحسيني، ورشيد طليع" إلى "سلطان باشا الأطرش" ويقول الباحث التاريخي "عجاج نويهض" في مذكراته: "كنا نجتمع في القدس المفتي "الحاج أمين، وأحمد حلمي وأنا"، وكنت معنياً بتقييد الحوالات من المهجر وغيره وكنت أسجلها، ويحول إلى أمين الصندوق الشيخ "محمود الدجاني" ليقبضها من المصارف، حيث بلغت الأموال التي وصلت عبر المصارف حوالي 47 ألف جنيه فلسطيني"».



    وحول رسالة الثورة السورية إلى فلسطين بمشاركة ثوار الجبل في ثورة "الكف الأخضر" عام 1929 وثورة البراق في صفد أكد الباحث "رائد حامد" بقوله: «وفق ما أرخه "د. عبد الوهاب كيالي" مشاركة ثوار الجبل الذين أصبحوا وفق قوله العمود الفقري للمجوعات المقاتلة والذين أرغموا بريطانيا على إرسال تعزيزات، و"الكف الأخضر" لقب أطلقه "أحمد طافش" على المجموعة في "صفد"، وبين عامي 1932 و1936 كان "سلطان الأطرش" يخوض غمار الصراع في سلطان الأطرش وهو يقود المعركة "وادي السرحان" المفاوضات، وقبل إصدار العفو عام 1937 بعشرة أشهر عبر المجاهد "فوزي القاوقجي" حدود فلسطين في 28 آب 1936 ومعه خمسمئة مجاهد، ومجموعات ثورية مختلفة من ثوار الجبل قسم جاء من دمشق بصحبة الشيخ "محمد الأشمر" وقائدهم "محمود أبو يحيى"، الذي استشهد في معركة "بلعا" في 4/9/1936 وقد شيد أهالي قرية "بلعا" ضريحاً تتصدره لوحة رخامية كتب عليها "هنا يرقد بطل العرب الشهيد "محمود أبو يحيى" من بني معروف الشجعان، وآخرون بقيادة "هايل النبواني"، ويذكر "القاوقجي" أنه جاء كتاب موجه من مشايخ "آل النبواني" إليه يذكر فيه: "عتبي عليك يا "فوزي" إن عائلة "النبواني" استشهد منها خمسة من فتيانها تحت قيادتكم لم تكتسب حق المساهمة بالجهاد اليوم، حامل هذه الرسالة ولدنا "سليم الريس" من "عاليه"، وأني استحلفكم بدماء الشهداء أن تفسحوا له المجال للنضال"، ويتابع "القاوقجي" كما يروي هذه الحادثة المؤرخ "سعيد تقي الدين" أنه طفرت عيناه وأن "سليم" قد استشهد في معركة "سبا سطيا"، تلك الأحداث وغيرها الكثير هي التي توءمت بين فلسطين والثورة السورية الكبرى التي قادها المغفور له سلطان باشا الأطرش».

    وعن وشائج القربى بين الثورتين السورية والفلسطينية بين الباحث "محمد الحسنات" الملقب "أبو عبد الله" بالقول: «ربما كنت من الجيل الذي عاصر من خاض تلك المعارك، وأنا فلسطيني الأصل وسوري الهوى، إلا أن ثوار الجبل كان لهم السبق مع إخوانهم الفلسطينيين في ثورتهم وبالفعل أنقل بصدق أن معركة "بلعا" التي قدم بها "محمود أبو يحيى" بطولة مميزة، اختلف أهالي "البلعا" المعروفة بأنها مقسومة قسمين المجاهد فوزي القاوقجي "بلعا الفوقاني والتحتاني" على دفن جثمان الشهيد البطل "أبو يحيى" كل في قريته إلا أن الجهات الاختيارية أم رأيهم على أن يدفن بين القريتين وبالفعل ضريحه تزوره الفعاليات الشعبية والرسمية والنضالية بعيد الشهداء وبمناسبة الثورة الفلسطينية والسورية إلى يومنا هذا، وأنا ممن قمت بزيارته مرات عدة، وأيضاً البطل "هايل النبواني" وغيرهم من أبطال الجبل الميامين مع المرحوم الشيخ "عز الدين القسام، وفوزي القاوقجي، ومحمد الأشمر"، وهناك أبطال ظلموا من الذاكرة التاريخية التي لم تستطع تدوين أسمائهم».

يعمل...
X