إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخطاط الجزائري ( محمد صفرباتي ) الخط العربي يعيش عصره الذهبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخطاط الجزائري ( محمد صفرباتي ) الخط العربي يعيش عصره الذهبي

    أكد أن فنونه تشهد تجديداً لافتاً ورواجاً عالمياً

    صفرباتي: « الخط العربي » يعيش عصره الذهبي


    • محمد عبدالمقصود - دبي



    صفرباتي: تذوق الخط العربي ليس عصياً على أبناء الثقافات الأخرى. تصوير: مصطفى قاسمي


    هو آخر من خط آخر حروف أحدث النسخ النادرة للقرآن الكريم على مستوى العالم، حالياً، وهي تلك التي قررت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ضمها إلى معرضها الفني الدائم بمقرها في أبوظبي، بعد أن تم إنجازها خلال ملتقى رمضان لخط القرآن، بمشاركة 30 خطاطاً عالمياً، تم اختيار الخطاط الجزائري محمد صفرباتي، لكتابة الجزء الـ30 منه، لكن الأخير لم يكن يدري أن اختتامه لمشاركات الخطاطين، سيستتبعه قرار فني بأن يكون أول المكرمين بعد تصدره قائمة التميز التي ضمت ثلاثة من المشاركين فقط، في شهادة فنية جديدة تؤشر إلى خصوصية جماليات الحرف لدى صفرباتي.
    الهدوء الذي يبدو على شخصه، لا يساير سرعته الاستثنائية في إنجاز مشروعاته الخطية، ففي أقل من ثلاثة أيام كان صفرباتي جاهزاً لتسليم الجزء الـ30 من القرآن الكريم، ورغم سماح الشروط الفنية للمسابقة، التي تجيز أن يكون الخطاط منجزاً لمعظم الصور قبل بدئها، بحيث يكتفي باختتام الجزء المقرر فقط أمام اللجنة، إلا أنه استبقى صوراً أكثر من أقرانه لإنجازها ضمن التوقيت المحدد، دون أن يؤثر ذلك في السوية الفنية لما قدمه، حسب شهادات اللجنة الفنية، التي ضمت أسماء عالمية في مجال فن الخط العربي.
    فوضى الهواية
    قال الخطاط الجزائري الذي من المقرر أن يفتتح نسخ مصحف الدورة الرابعة لملتقى رمضان لخط القرآن العام المقبل في الإمارات، بعد تميز نتاجه من بين أعمال 30 خطاطاً عربياً وعالمياً شاركوا في الدورة الماضية، إن «فن الخط العربي بحاجة إلى تدشين مزيد من المعاهد الفنية المتخصصة، وصولاً إلى تدعيم تقاليد ومذاهب هذا الفن بشكل أكثر احترافية لدى الخطاطين أولاً، ثم متذوقي أعمالهم».
    ورأى صفرباتي أن «فوضى الهواية»، هي أحد أكثر المعوقات التي تعمل على تشويه هذا الفن، مضيفاً «عندما يتعلق الأمر بفن ظل مهمة المنتمين إليه الرئيسة نسخ القرآن الكريم، فإن الخلط ما بين الهواية والاحتراف يغدو شديد السلبية، على خلاف الكثير من الفنون الأخرى التي تتسع لمحاولات التجريب بشتى أشكالها».
    صفرباتي الذي رأى أن نشر ما سماه «ثقافة تذوق الخط العربي» إحدى أهم الوسائل لنشر الذوق السليم، ثم الارتقاء بمنظومة القيم السائدة في أي مجتمع، اعتبر أن الخطاط قادر على الوصول إلى العالمية، وأن تصبح أعماله شديدة الرواج في بلدان غير عربية أيضاً، مضيفاً «هذه الحالة قائمة بالفعل، لأن هناك لغة مشتركة بين مختلف الفنون، لكنها في ما يتعلق بالخط العربي تتطلب من الخطاط أن يتعدى حتى مرحلة الاحتراف، الذي يؤشر في الأساس إلى إجادة وظيفة أو مهمة ما، إلى مرحلة أكثر رقياً، هي الإبداع».
    صفرباتي الذي يعتبر استلهام فنون الخط العربي، بمثابة استنهاض لحضارة شهدت أوج ازدهارها مع ازدهار جمالياته، أكد أن المرحلة التي يمر بها هذا الفن حالياً، تعد جوهرية، سواء عربياً أو عالمياً، مضيفاً «هناك حالة ردة محمودة إلى الاهتمام بالخط العربي، أو تماشياً مع الظروف الراهنة، هي أشبه بالثورة الناضجة ضد حالة التجاهل التي جُذب إليها هذا الفن في كثير من المراحل والفترات التاريخية، وهو ما يبشر بربيع وازدهار لفن الخط العربي، بدأت تباشيره تلوح بالفعل، عبر الكثير من الفعاليات العربية المهمة في هذا المجال».
    وفي ما يتعلق بتعاطي ثقافات غير عربية فنياً مع حروفه، قال صفرباتي «هناك حالة غير يسيرة التبرير من التماهي مع جماليات الخط العربي لدى متذوقين لمفرداته من أبناء أمم وشعوب كنا نظن أن قيمها الجمالية قصيّة عن أنساقنا، وفي الصين تحديداً تعيش الكثير من المقاطعات حالة تعطش لمعارض الخط العربي».
    وأضاف صفرباتي «خلال وجودي في ورشة للخط العربي في الصين لمست احتفاءً استثنائياً من قبل القريبين من الأوساط الفنية هناك بجماليات هذا الخط، بل إن هناك مدينة صينية تدعى ليني وتبعد من بكين مسافة 500 كيلومتر تقريباً، أصبحت توصف بأنها معقل للخط العربي في الصين، وهذه المدينة تشهد حالياً رواجاً ملحوظاً، بسبب هذه السمة الغالبة عليها، بسبب أن الأعمال الفنية المنسوخة بالخط العربي أضحت عملة نادرة، ونفيسة تلقى طلباً فنياً، بل إن أحد أكثر التعليقات التي سمعتها من فنانين صينيين هي أن الخط العربي ساحر».
    ويرى صفرباتي أن «العصر الذهبي للخط العربي» هو توصيف ينطبق على العصر الحالي، لا بسبب تفوق الخطاط المعاصر على نظرائه السابقين أو الأوائل، بل بفضل عودة الاهتمام بهذا الخط، بعد فترة طويلة من إهماله، مضيفاً «لايزال الخطاط الحالي قاصراً عن استعادة جماليات نحو 10٪ مما كان يبدعه الخطاطون الأوائل، المتعاطون مع نتاجه، لكن بنظرة سريعة إلى خريطة الفعاليات التي تعنى بالخط العربي، نجد أن هناك دولاً متعددة أصبحت تولي أهمية كبيرة له، على رأسها الإمارات والسعودية وتركيا، وهو أمر يُلمس صداه الإيجابي ليس إقليمياً فقط، بل عالمياً».
    صفرباتي الذي لم يغب عن أي من دورات ملتقى رمضان لخط القرآن في دوراته الثلاث الماضية، أكد أن هذا الحدث الذي ترعاه سنوياً وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في الإمارات، يشكل مع «جائزة البردة» التي تنظمها سنوياً الجهة ذاتها، جانباً من أهم الفعاليات التي يتنافس من أجل المشاركة فيها أهم الخطاطين من مختلف دول العالم، مضيفاً «كلما زادت الأهمية الفنية للجائزة، أصبحت للمشاركة فيها فوائد كبرى، اهمها التعاطي مع خبرات فنية مختلفة، متمثلة في نتاج ومذاهب أكثر خطاطي العالم تميزاً، وهو أمر مهم بالنسبة للخطاط الذي عليه بشكل دائم أن يطور أدواته الفنية».
    كما أن فنان الخط العربي برأيه «تنتظره رسالة حضارية وقيمية وجمالية مهمة، للمساعدة في تذوق خصوصية لغة خط القرآن».
    وشبّه الفنان الجزائري محمد صفرباتي، حالة التعاطي مع الخط العربي بحالة التعاطي مع الموسيقى الكلاسيكية، مضيفاً «لا يمكن التسليم بأن فنون الخط العربي أصبحت ثابتة اعتماداً على تأسيس السابقين، تماماً كما لا يجوز أن ننفي تجدد الإبداع في الموسيقى الكلاسيكية التي ثبتت أصولها منذ قرون بعيدة».
    وكشف صفرباتي عن أنه يعد لمشروع فني مهم في الجزائر، بالتعاون مع جهات رسمية، يهدف إلى إقرار أهمية ما يطلق عليه، مصحف «الخطاط»، في مقابل مصحف «القارئ»، مضيفاً «الفارق بين المصحفين، هو أن الأول يقيم فيه الناسخ عمله على أساس أولوية جماليات الخط، في مقابل أن الأولوية الرئيسة في الثاني تهدف إلى تسهيل القراءة، ما يعني أن كل صفحة يجب دائماً أن تبدأ بآية قرآنية، وتنتهي أيضاً بآية مناظرة، وهو أمر يتم غالباً على حساب القيم الفنية، ويؤدي إلى وجود فراغات متعددة متباينة الطول والقصر في مختلف الصفحات».
    وأضاف صفرباتي «هذا العمل تحديداً الذي يقوم على (قراءة ورش) المتداولة بشكل رئيس في المغرب العربي، سيؤكد أيضاً انضمام الجزائر إلى قائمة الدول الأكثر اهتماماً بفن الخط العربي، حيث سيتم طباعة وزخرفة هذا المصحف، الذي سيجعله مذهبه الجمالي إضافة حقيقية إلى فن الخط العربي»، مضيفاً «في كل الأحوال يجب ألا ينسى الخطاط أن المهمة الرئيسة له ولأقرانه السابقين، كانت وستظل كتابة القرآن الكريم، فيما تبقى مختلف الحقول الأخرى، بمثابة حقول فرعية من أجل إحداث نوع من التنوع في النتاج الفني».
يعمل...
X