إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنانة جمانة سليمان الفائزة بجائزة اتحاد الصحفيين - الدكتور نزيه بدور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنانة جمانة سليمان الفائزة بجائزة اتحاد الصحفيين - الدكتور نزيه بدور



    في معرض جمانة سليمان الفائزة بجائزة اتحاد الصحفيين: خمسون لوحة كاريكاتورية تسلط الضوء على همومنا المزمنة
    د. نزيه بدور






    في قاعة المعارض في مديرية الثقافة في حمص تطلع علينا الفنانة جمانة سليمان بخمسين لوحة «كاريكاتير» ترصد من خلالها بحرية ومسؤولية مفاصل الحياة الاجتماعية والسياسية.
    كان الكاريكاتير عبر تاريخه الطويل مقترناً بالسخرية والمبالغة في تعبير الوجوه والمواقف إلا أن جمانة سليمان تقدم لنا مواقف وتأملات وهي تعرض بمهارة وحرفية مأساة أهلنا في فلسطين وتسخر بهدوء رزين وبنبرة متوسطة الحدة من مظاهر التخلف وتسلط الرجل الشرقي, وتعود لتصعد وتيرة لهجتها في رسومها المتعلقة برموز السياسة الأمريكية وإسرائيل. ‏
    المحاور الأساسية لموضوعات الرسامة في المعرض هي مقاومة الاحتلال, في فلسطين والعراق, وقضية الفقر والفساد واضطهاد المرأة, وقد زار المعرض منذ اليوم الأول جمهور غفير ولعل جمهور حمص كان متعطشاً لهذا النوع من الفنون, وجرت نقاشات بين الفنانة والزوار, فالموضوعات المطروقة تلامس الهم المعيشي والوجع القومي للإنسان العربي, بأسلوب يستخدم الإيحاء في أغلب الأحيان ويدعو للتأمل والتفكير ويسقط في المباشرة في أحيان قليلة جداً إلا أن الفنانة تبقى وفية للتعبير بالرسم بريشة خفيفة مطواعة دون اللجوء إلى التعليق المستفيض كما نصادف في كاريكاتير بعض المجلات العربية, وإذا كان لابد من التعليق فإنه يجيء مقتضباً جداً. ‏
    تبرز مجموعة من الرسوم وحشية العدو الصهيوني ودمويته وصمود النساء والأطفال أمام حراب جنود الاحتلال كما تصور عنجهية إسرائيل واستهتارها بالدبلوماسية الدولية ووسائل الإعلام العالمية. ‏
    وعلى الصعيد الاجتماعي نجد الفقير يشوي البصل بدلاً من قطع اللحم ولكنه يقوم بالشواء على نار الغلاء وعلى لهب الأسعار, والجياع يركضون حاملين أدوات الصيد يطاردون طريدتهم الثمينة التي تطير فوق رؤوسهم مستعصية عليهم جميعاً,ً والطريدة هي ببساطة رغيف خبز بجناحين. ‏
    والفنانة جمانة سليمان تفتح برفق رأس الفقير بمبضعها الفضولي فتجد فيه ما يمثل أقصى أحلامه: كأس متة ورغيف وقطعة نقد معدنية, أما الطبيب فإنه يعاين المريض بيده وسماعته ولكن عقله مشغول بأحلام الثراء, فهو يفكر بالبيت والمزرعة والسيارة الفاخرة. ‏
    المدير العام خلف مكتبه وقلادة تهتز أمام عينيه جيئة وذهاباً على طريقة التنويم المغناطيسي فتفعل فعلها السحري في سلبه إرادة القرار, والقلادة ما هي إلا الواسطة. ‏
    المرأة تحمل هموم البيت والعمل وكأنها تحمل الأثقال تشبهاً بالرياضيين. في لوحة أخرى يقوم الكمبيوتر بتنفيذ حكم الإعدام شنقاً بالكتاب الورقي, تعبيراً عن انتشار الكتاب الالكتروني. ‏
    وعن علاقة المشاهد بالتلفزيون نجد رسماً لرجل جالس على أريكته المريحة أمام الفضائيات وقد ضربت جذوره في الأرض كشجرة عتيقة بالإضافة إلى رسوم أخرى مدهشة وعديدة. ‏
    تفعل الرسوم فعلها في إثارة التساؤلات وتؤدي رسالتها في نصرة الحق والعدالة وهذه كانت رسالة الكاريكاتير منذ ظهوره, ولذلك الفن العظيم تاريخه وشهداؤه وفي طليعتهم الشهيد ناجي العلي الذي حقق المعادلة الصعبة: ريشة ودواة حبر أسود وفنان مبدع وفي الجهة المقابلة جيش وطائرات وتكنولوجيا حربية متفوقة وأجهزة مالية ومؤسسات... ‏
    اتخذوا القرار ونفذوا الاغتيال في لندن, وما استراح أهل الحكم في عاصمة الدولة العبرية والسؤال الذي صار قائماً: هل كان يشكل رسام الكاريكاتير وصديقه «حنظلة» كل ذلك الخطر على المشروع الكبير مشروع التهويد والتطبيع وتصفية القضية الفلسطينية؟ وهل تسطيع إرادة الفنان الساخر أن تكسر إرادة وجبروت الطغيان؟ فينتصر دمه على سيف السفاح. أما وقد غادر الحياة ألم تملأ حبوب سنبلته الوادي سنابل؟ لقد أخذ الحبر مشروعيته وكذلك الريشة والورقة البيضاء, ويتابع فن الكاريكاتير التزامه في قضايا الحياة جميعها, السياسية والاجتماعية والاقتصادية ويثبت ترابطها وجدليتها وكأن رسماً واحداً يفعل فعل كتاب أو فيلم سينمائي ويضع الإصبع على الجرح ويوجز الرأي ويقول كلمة الفصل برسوم بسيطة واضحة لشخوص تخطيطية ملصق بها تعليق مقتضب وأحياناً دون تعليق. ‏
    يذكر أن الفنانة جمانة سليمان فازت مؤخراً بالجائزة الأولى التي نظمها اتحاد الصحفيين لرسوم الكاريكاتير
يعمل...
X