إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بدري فركوح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بدري فركوح

    شعراء حمص في المهجر
    بـــدري فـــركــوح
    1902 ــ 1942
    المهندس جورج فارس رباحية
    وُلِدَ بدري بن سليم فركوح في حمص عام 1902 نشأ في أسرة تتمتع بمركز اجتماعي رفيع، ووجاهة دينية عالية ، أنجبت تجار أثرياء وحكام ونواب وشعراء . تلقى تعليمه في المدارس الأرثوذكسية بمدينة حمص ، تلك المدارس التي تخرج منها كبار الأدباء والشعراء. هاجر كغيره من الحمصيين إلى أمريكا الشمالية بدافع الحاجة ، وقد تم تتبع أخبار الشاعر ، فوجد أن أقرب الناس إليه يجهلون مراحل حياته في غربته ، وعدنا إلى أعداد جريدة السائح الممتازة ، فوجدنا في العدد الممتاز الصادر بعام 1922 صورته مع مقال خطه بيراعه البليغ ، ثم عثرنا على شذرات من شعره الرقيق ، مما يدل على ثقافته العالية ، كان عمل تاجرًا في مهجره بالولايات المتحدة الأمريكية ، إلى جانب مواصلته تثقيف نفسه، فعكف على قراءة أمهات الكتب في التراث العربي.
    فلم يلهه عمله عن المتابعة في كتابة الشعر
    لم نستطع الحصول على معلومات تثبت تاريخ وفاته، والمعلوم أنه انتقل إلى ربه في مدينة نيويورك ودفن فيها في غضون عام 1940 أو 1942 ، بعد أن اشترك مع الشاعرين ندره الحداد ونسيب عريضة في الحفلة التأبينية الكبرى التي أقامتها الجالية الحمصية في نيويورك للعلامة داوود قسطنطين الخوري وهم تلامذته ، فقد رثوه وأبنوه وبكوه ولحقوه تباعاً إلى دار الخلود ، فيكون شاعرنا قد قضى نحبه في سن لم يتخط الأربعين ، وهو من الشعراء الذين ناوأهم الدهر باليأس والحرمان فصرم حبل حياته قبل أن تختمر عبقريته .
    إنتاجه الشعري
    -ـ له ديوان عنوانه : « قيثارة الشباب » - المطبعة السورية الأمريكية - نيويورك - 1929، ــ وردت له نماذج من شعره في كتاب « تذكار اليوبيل لسيادة الحبر الجليل » نماذج من شعره ، ــ له قصائد منشورة في دوريات المهجر إبان حياته.
    شاعر مناسبات ، ما أتيح من شعره قليل : يدور معظمه حول المدح والتهاني اختص بهما الأحبار والرهبان ، ذاكرًا لهم جليل أعمالهم ، وجميل صنيعهم ، كما كتب في الرثاء تتسم لغته بالتدفق واليسر ، وخياله بالنشاط ، مع استثماره لبعض مفردات الطبيعة. التزم الوزن والقافية فيما أتيح له من شعر .
    مقتطفات من أعماله :
    1 ـ قصيدة كل عين تذرف : يرثي فيها المطران أثناسيوس عطا الله ( مطران حمص للروم الأرثوذكس خلال الفترة 1886 ـ 1923 ) :
    «أثنـاسـيـوسُ» جـمـيعـنـا نـــــــــتلهّفُ ***** حـزنًا عـلـيك وكل عـيـــــــــــــنٍ تذرفُ
    أكبـادنـا أمسـى يسعّرهـا الأســــــــــى ***** وبنـا مـن الأشجـان مـا لا يُوصـــــــــف
    فـي صدر كل مــــــــــواطنٍ لك زفرةٌ ***** حَرّى وقـلـــــــــــــــــــبٌ واجفٌ متلهِّف
    بـل كلُّ حـمـصـيٍّ عــــلى وجه الثرى ***** متفجّـــــعٌ متــــــــــــــــــــــوجّعٌ متأسّف
    يا قــــــــــــومُ ان مصـــابُنا جلــــل وما ***** كنــــا نظـــــنّ يضــــــمّنا ذا المـــــوقف
    نـبكـيك يـا مطرانَنـا الـمحـبــــــوب إذ ***** قـد كـنـتَ والـدنــــــــــــا تحنّ وتعطف
    تبكـي شبـيبتُنـا الـتـي أنشأتهـــــــــا ***** وبذلـت مـجهـود الـحـيـــــــــــاة تُثقّف
    تبكـي رعـيّتك الـتـي فـي بؤسهــــا ***** فـي الـحـرب كـنـتَ لهـا تــرقّ وتُسعف
    وصغارنـا وشبـابنـا وشـيـوخنــــــا ***** طرّاً سـواك أبًا لهـم لـم يعـرفـــــــــوا
    فـي أحـرج الأزمـات كـنـت مشجّعًا ***** لهـمُ وقـلـبك مـا عـراه تَخــــــــــــوُّف
    أنـت الـمؤسّس للـمعـاهد بـيـننــــــا ***** ولكل جـمعـيـات «حـمــــــــصَ» مُؤلّف
    لك فـي الضعـيف محـبّةٌ أبـــــــويةٌ ***** حتى الـممـات له تُجـيب وتُنصــــــــــف
    لك هـمّةٌ شمّاءُ مـا فتـــــــــرت ولا ***** كلَّتْ وعزمٌ للـمسـاعــــــــــــــــي مُرهَف
    مـا كـاد مشـروعٌ جلـيلٌ يـنـتهــــي ***** حَتّى يـوافـيـنـا أجلُّ وأشــــــــــــــرف
    خمسـيـن عـامًا قـد صرفت مجاهدًا ***** والعُمْرُ أثـمـن مـا لشعبك يعـــــــــــرف
    كُنْتَ الـدّلـيل لهـم إلى سُبـل العـــلا ***** وسلكت معـراج الرقـيّ لـيـقتفــــــــــوا
    كـانـت عـظاتك مُنزلاتٍ كُلَّمـــــــا ***** نـاديـتَهـم لـبَّوْا ولـم يـتخلّفـــــــــوا
    قطبُ الكـنـيسة ركـنهـا وإمـامهـــا ***** أثنـاسِيُوسُ ولـيسَ مــــــــــــــثلَكَ أسقف
    تبقى مآثرك العـظيـمة حــــــــــيّةً ***** فـيـنـا وروحُك فـي الخلـود تــــــــرفرف
    وستذكر الأجـيـال فـي صـفحـاتهـا ***** حَبْرًا بـه تـاريـخُنـا يـتشـــــــــــــرّف
    2 ـ من قصيدة هزار البِشْر :
    تغنّى هـزار الـبِشْرِ فــي روضة الأنسِ ***** وأبـدت سمـاء الـبسط شمسًا عــلى شمسِ
    وحُوِّل مـجـرى الإبتهــــــاج إلى النفس ***** فأومض برق الإبتسـام مـــــــــــن الثّغْرِ
    أنـارت شمـوع الإنشـراح صدورنـا ***** وحـلّت لآلـي الإبتسـام ثغورنـــــــــــا
    فلله مـا أبـهى وأحـلى سـرورَنــــا ***** فخـيرُ الهـنـا مـا كـان مـن مــصدر الصَّدْرِ
    بنـو الأرثذكـس اليومَ تُسدي تهانيها ***** إلى حَبْرهـا السـامـي الـمقـام وراعـيـهـا
    أجل إنه أوج الـمعـالـي مُرقِّيـهـــــا ***** ومـانحهـا فخرًا يـدوم مدى الـدَّهــــــــرِ
    هـو الـبـدر إلا أنه لــــــيس يُخْسَفُ ***** هـو الشـرف السـامـي ومَبـداه أشــــــرفُ
    بأخلاقه الغرّاء لــــــــم يأتِ أسقفُ ***** فلا غروَ أن سُمّي يـتـيــــــــمة ذا العصرِ
    هـو الـبلـبل الصَّدّاح بـل ملك الـتُّقى ***** بفضل نَداه شعبُ حـمـصَ قـــــــــــد ارتقى
    مـلاذُ الأُلى حَلّتْ بـهـم نكبةُ الشَّقـــا ***** وأنمـوذج الإحسـان والفضل والـــــــــبِرِّ
    3 ـ من قصيدة طيّ الضلوع في رثاء الأديب داود قسطنطين الخوري ( 1860 ـ 1939 ) كان أديبا وشاعرا ـ له رواية الأميرة جنفياف وسمير أميس ) :
    بـالـدّمـوع العـيـونُ أمست تجـــــــودُ ***** ولزفْرات وجـدنـا تـرديـــــــــــــــــدُ
    إن يعـمَّ الـبكـاء «سـانْبـاولــو» طُرّاً ***** فـالأسـى فـي «نُيُورْكَ» أيضًا يســــود
    «سـانـتـيـاغو» و«بـونْسَ أيرسْ» ومـصرٌ ***** مـثل حـمصَ فـالـحـزنُ فـيهـا شديـد
    طـيّ هـذي الضلـوع نــــــــــارٌ تلظَّتْ ***** ولنـار الأشجـان دومًا وقــــــــــــــود
    ولئن سحَّتِ الجفـون عـلـيــــــــــــــــه ***** ففقـيـدُ الجـمـيع هـذا الفقـيــــــــــد
    هـم تلامـيذه وفــــــــــــــــي كلِّ صقعٍ ***** نزلـوا بـيـنهـم تقـوم العهـــــــــــود
    يكرمـون اسمه ويُحـيــــــــــــون ذكرا ***** هُ فـيحـيـا مـاضـي الـحـيـاة السّعـيــــد
    شـاعـرٌ مبـدعٌ رشـيـق الـمعـانــــــــــي ***** عـالِمٌ فَذُّ عبقـريٌّ فريـــــــــــــــــــد
    مسـرحـيّاتُه سمت بـابتكــــــــــــــــارٍ ***** لا يضـاهـيـه قطُّ شـيءٌ جـديـــــــــــــد
    وأنـاشـيـدُه الشجـــــــــــــــــيّة حَلَّتْ ***** كلَّ قطرٍ وشعـره الـمـنضــــــــــــــــود
    وتـراتـيلُه تذوب انسجــــــــــــــــامًا ***** وحنـيـنًا كأنَّهـا تغريــــــــــــــــــد
    كلما «جنفـيـافُ» أو «بـيـت عـيـنا» ***** ذُكِرت ذكرُه إلـيـنـا يعــــــــــــــــود
    مـنذ عهد الصّبـا وطـور الأمـانــــي ***** رسمُه فـي خـيـالنـا مـوجــــــــــــــود
    واسعُ الصّدر بــــــــاسمُ الثّغر دومًا ***** فَكِهُ الخُلْق وادعٌ محـمــــــــــــــــــود
    راجح الـحكـم حـازمٌ أريحــــــــــيٌّ ***** حـاضرُ الـذّهـن ألـمعـيٌّ مـجـيـــــــــــد
    مـنطقٌ سـاحـرٌ وصـوتٌ رخـيــمٌ ***** وظلالٌ غُرٌ ورأيٌ سديـــــــــــــــــــــد
    فـي سبـيل الـتهـذيب أفـنى حـيـــاةً ***** رصّعتهـا مفـاخرٌ وجهـــــــــــــــــــود
    سـاهـرًا دائبًا مُجـدّاً نشـيـــــــــطًا ***** بجنى عـلـمه الغزير يجــــــــــــــــود
    فـي قـلـوب الجـمــيع ذكراه تبقى ***** ولآثـاره الـحسـان الخُلـــــــــــــــودُ
    وعـلى روحك السلامُ ذكـــــــــيّاً ***** طـــــيّبًا يـا أستـاذنــــــــــــــــا داودُ
    ==========
    1/6/2017 المهندس جورج فارس رباحية

    المصــادر والمــراجع :
    1 - أدهم آل جندي : أعلام الأدب والفن (جـ1) - مطبعة مجلة صوت سورية - دمشق 1954.
    2 - رزق الله نعمة الله عبود: تذكار اليوبيل للمطران أثناسيوس عطا الله - مطبعة حمص - حمص 1911.
    3 – عبد الرحمن عياش : معجم المؤلفين السوريين في القرن 20 - دار الفكر - دمشق 1985.
    4 - منير أسعد عيسى : تاريخ حمص – الجزء2 - نشرته مطرانية حمص الأرثوذكسية - حمص 1984.
    5 ـ مواقع على الإنترنت
يعمل...
X