إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في ذكرى رحيل عبد الناصر- دمشق - الفنان والشاعر جورج عشي - Saad Alkassem

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في ذكرى رحيل عبد الناصر- دمشق - الفنان والشاعر جورج عشي - Saad Alkassem

    Saad Alkassem posted ‎صورة‎ to George Ashy's ‎يوميات‎.‎













    Saad Alkassem

    في ذكرى رحيل عبد الناصر
    عن صفحة الفنان والشاعر جورج عشي
    شهادة للتاريخ
    في العام 1958 تم تسريح 80 عاملا وموظفا من أعمالهم في سورية بتهمة انتمائهم إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي ومن بينهم شقيقتي بحجة أنهم يشكلون خطرا على أمن الدولة وكنت آنذاك في الصف الحادي عشر بثانوية الأرض المقدسة بحلب وشقيقي الأكبر يؤدي خدمة العلم الإلزامية في دمشق ولم يكن لنا من معيل سوى هذه الشقيقة التي حرمت نفسها من الزواج من أجل عائلتنا حيث أن أبي كان قد انتقل إلى رحمته تعالى العام 1954 واضطررت إلى ترك المدرسة لعدم قدرتي على تسديد الأقساط المدرسية المستوجبة مما دفع بمديرها وكان كاهنا هولنديا أن يكلفني ، وهو يعرف أني امتلك موهبة الرسم ، بنسخ بعض الأيقونات لقاء متابعة دراستي وتم ذلك فعلا .
    كان وكما هو معروف أن طلاب الثانوي في سورية عليهم تأدية تثقيف عسكري كالنظام المنضم والمشاركة في المناسبات القومية والوطنية وكنت من الأوائل في النظام المنضم ومن حملة الأعلام وكان يطلق على هذه التنظيمات " الفتوة ".
    في العام 1959 وفي أوائل شهر شباط تم انتقاء الأوائل من كافة المدارس السورية للمشاركة في الذكرى الأولى للوحدة بين سورية ومصر وكنت منهم ولكني اعتذرت توفيرا للمال إذ كانت الرحلة تكلف كل فتى مائة ليرة سورية فأصر مدربي الملازم عبد الغني مجوز على سفري ودفع عني أجور السفر .
    اتجهنا إلى مرفأ اللاذقية برا ومن اللاذقية إلى بورسعيد بحرا ثم إلى القاهرة برا ، وصلنا القاهرة فبل العرض بخمسة أيام على ما أذكر وسمح لنا بالتجول الحر في القاهرة لمدة يومين قبل بدء التدريب استعدادا للعرض العسكري وكانوا قد أنزلوا بعضا منا ومنهم أنا في مدينة البعوث ألإسلامية في مصر الجديدة والبعض الآخر في جامعة عين شمس، وفعلا احتل كل فتى سريره وخزانته واتجهنا فرادى إلى القاهرة ولم أكد أقطع مائة متر حتى صادفني مكتب بريد فدخلته واتجهت إلى كوة البرقيات وطلبت من المسئول أن أرسل برقية فناولني ورقة مخصصة للبرقيات قمت بكتابتها وكانت موجهة إلى الرئيس جمال عبد الناصر أشرح فيها الوضع العائلي والظلم الذي لحق بشقيقتي وأسأل كيف يمكن لفتاة أن تشكل خطرا على أمن دولة رئيسها جمال عبد الناصر .
    سلمت المخطوطة إلى المسئول فنظر إلي بفضول وسألني إن كنت متأكدا من رغبتي في إرسالها فقلت له دون تردد نعم فتابع عد وحساب الكلمات وقال أن تكلفتها جنيها واحدا فقمت بمناولته المبلغ وانصرفت متابعا طريقي إلى القاهرة .
    الآن أفكر وأتساءل كيف تجرأت على فعل هذا لو لم يكن هذا الكبير هو الذي زرع فينا الجرأة والقوة والاعتزاز بانتمائنا إذ كنا نعتبره مثالا للأنصاف والوطنية والصدق .
    أدينا الواجب العسكري وعدنا إلى حلب وكنا مكثنا عشرة أيام لا أحلى ولا أجمل في القاهرة وحلوان والمعادي وكنت محاطا هناك بشبان مصريين من عمري ما قصروا إطلاقا لجعلي استمتع كل الاستمتاع بزيارتي ولست أدري كيف أحاطوا لب هذه الإحاطة وأولوني هذا الاهتمام ومن أرسلهم لفعل ذلك وكانوا ينتظرونني يوميا حين انتهاء التدريبات ليصطحبوني في رحلة جديدة ومكان جديد ( ألآن أفكر من هم هؤلاء ومن الذي كلفهم بذلك ؟؟؟ وحسب اعتقادي الآن أنهم كلفوا بذلك)
    لدى دخولي المنزل في حلب بادرتني شقيقتي بالسؤال عما فعلت في مصر فحكيت لها كل شيْ ألا موضوع البرقية عندها استفسرت قائلة : وما هو موضوع برقية جمال عبد الناصر فقلت لها ببرود كتبت برقية فعلا إلى جمال عبد الناصر حول تسريحك من العمل ووضعنا العائلي فبادرتني قائلة : لقد لبى جمال عبد الناصر أملك وكان حريصا أن أعود إلى عملي قبل عودتك من القاهرة وسأداوم على عملي بعد أسبوع في مكتب المشير عبد الحكيم وكان رئيس عملها محمد البهي الذي كان إلى جانب شقيقتي يستمع إليها فعقدت لساني الدهشة وقمت وصافحت محمد البهي وقبلت شقيقتي قائلا لها مبروك علينا جمال عبد الناصر ومبروك عودتك إلى العمل على يديه .
    أقول الآن هذه الكلمة وأروي الحادثة التي لم أنشرها من قبل أنصافا للزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر وأقول لكل من عاني أو يعاني مستقبلا أنه عندما تكون مؤمنا بما تقول ولمن تقول وتؤدي واجبك تجاه عائلتك ووطنك بإخلاص ستجد أن الله معك .
    دمشق - جورج عشي – صحافي وشاعر أغنية وفنان تشكيلي
يعمل...
X